فوجئت حقيقة وأنا بصدد تغطية الندوة الصحافية للتحالف الوطني للسلم والنماء التي انتظمت يوم الاثنين الماضي بتقديم السيد إسكندر الرقيق رئيس الحزب لتقرير عن الوضع الاجتماعي داخل الشركة التونسية لأسواق الجملة متحدثا عن تجاوزات وصفقات مشبوهة ومحسوبية معرجا عن وساطات قام بها الحزب من أجل الوصول إلى اتفاق بين الوزارة التجارة والنقابة الأساسية متحدثا عن نجاحه في هذه الوساطة معلنا عن التوصل إلى اتفاق ألغي على إثره الإضراب الذي كان مقررا بداية الأسبوع. وبينما واصل رئيس الحزب حديثه معلنا عن مشاريعه داخل سوق الجملة كنت بصدد الاتصال بالأخ كمال سعد الكاتب العام للجامعة العامة للسياحة والتجارة والمواد الغذائية باعتبار دورها في المفاوضات والملف برمته وسألته عن حقيقة إمضاء الاتفاق فأعلمني أولا أن الوفد التفاوضي للجامعة وللاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس بصدد التحول في ذلك الوقت بالذات إلى مقر ولاية بن عروس للتفاوض مكذبّا ما ذهب إليه رئيس الحزب بل استغرب الأخ كمال كيف أن رئيس حزب سياسي يتدخل في مسألة نقابية ويحاول الركوب على الأحداث لأهداف يجهلها وقد تكون وراءها أهداف خفية لا يعلمها إلا الحزب أو رئيسه لاسيما أن السيد إسكندر الرقيق ولئن تحدث عن الفساد داخل وزارة التجارة إلا أنه رفض الكشف عن القائمة رغم إلحاح الصحافيين . في هذا الإطار توجهت الى السيد إسكندر الرقيق بسؤال واضح حول أسباب اهتمامه المبالغ بقضية سوق الجملة بشكل يُشتَمُ منه أشياء أخرى نجهلها بل إنك عندما تسمع السيد الرقيق يتحدث بتلك الحماسة عن قضية عمال سوق الجملة كدت إخاله الكاتب العام للنقابة الأساسية للشركة لولا أنني على دراية كبيرة بالملف جعلني مرة أخرى أقاطعه لأقول له انه استعان بلوائح الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس وبمواقف النقابة للركوب على حدث نقابي . السيد الرقيق نفى أن يكون أراد تعويض الاتحاد ولكن لم يشفع له ذلك خاصة أن عديد الصحافيين تساءلوا بدورهم عن أهداف هذه الندوة الصحافية خصوصا وأنها جاءت متزامنة مع الجلسة التفاوضية داخل ولاية بن عروس والتي انتهت بعد الظهر من يوم الاثنين وجعلت أحد الصحافيين يعلق بالقول إن الحزب أراد أن يسبق الجميع من أطراف متفاوضة حتى يبرز للرأي العام انه كان مساهما بارزا في الوصول إلى الحل فيكون ركوبه على صهوة النقابة ناجحا لكن تناسى أن الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة وطنية ضاربة في القدم كان لها دورها في كافة المحطات المهمة في بناء تونس ومواصلة في مهامها بكل ثبات. لقطة: اللقطة الأخيرة التي أريد أن أختم بها أنه على إثر انتهاء الندوة الصحافية توجه إليّ عضو داخل الحزب بكل تشنج: »إن الاتحاد كان مقصرا في ملف سوق الجملة .... هنا واجهته زميلة صحافية وقالت له لماذا لم تذكر هذا أمام الملأ خلال الندوة الصحافية حتى تكون شهادتك مسجلة لكن يبدو أن هذا العضو لم يملك الشجاعة للإدلاء بموقفه لأنه مجانب للحقيقة ، وهنا نقول له : »من خشي صعود الجبال عاش أبد الدهر بين الحفر«.