ليس بسيطًا أن تنام في شرفة صيفًا مطلاًّ على شجرة تين ضاحكة. ليس بسيطًا أن تجعل من أصابعكَ قطّةً أو فراشةً أو عصفورةَ رجل عابر ليس بسيطًا أن تكون محاصرًا بالنّجوم والمياه وأضواء الشوارع. بضْع شجيرات نخل غريبة تعصرُ حزام امرأةٍ في ليل باب سعدون (❊1) حيث تمخرُ البحرَ أوّل مرّة، كلابٌ تنبحُ مثل عجلات او منبّهات قططٌ تموء أمام أبواب سوق الخضر طائرات تأتي من غُبارٍ ومراثٍ لتعبر فوق رأس شاعر ينام في شرفته... ❊ ❊ في ليالي الصّيف تزعق أصوات غريبةٌ ضاربةً على دفوفها، لكنْ بعد قليل، سيبدو القمرُ كاملاً ولا نهائيًّا فوق رأسي، حيث تخبّطُ نجومٌ في أحشائي مُهَدْهدةً شعراءَ كثيرين في شرفاتهم، لكنّ شجرةَ التّين فوق مدخل العمارة أشبهُ بامرأةٍ تغطّي أطفالها بأطراف مُلاَءَتِهَا، وهاهي تضحكُ منّي مادّةً عنُقَها الأمْلَسَ...