ويخفت المصور الابدي الضوء عن مبانيها الشاهقة ويضيء الفئران وأكياس القمامة السوداء، فتلمع، وكأنها قبة البرلمان ستنمو الشقوق التي في اصول الجدران كاللبلاب كبرقٍ مضادٍّ، يسري من الارض إلى السماء أشجار الخريف التي عريت من أوراقها تشبك أغصانها ، كأياد في مظاهر كبرى والطيور تقرر بعد نقاش طويل، ألا تهجرها ً لن يحي التلاميذ أعلام بلادهم في طوابير المدارس بل ستقف الإعلام طوابيرَ، تحيي التلاميذ ً سيتسلح الغزال جيداً وستنسج أثواب الأعراس الفضفاضة من حلقات الزرد وسيستعد الجميع للقيام بواجب الضيافة ً ستحط الذبابة بإصرار عجيب على تاج القيصر ومن موقعها المبجل ستقلد حركاته بدقة متناهية سيقلل السادة مقدار صاع الحنطة عن أعدائهم أولاً ثم عن حلفائهم ثم عن أبنائهم وسيمسك السادة بعضهم بتلابيب بعضٍ وسيندم الحلفاء على حلفهم وسيندم الأعداء على عداوتهم وسينزل الفرح على أقل الناس أملاً فيه سيولد دين جديد، كالعادة، بين الفرات والنيل وكالعادة أيضا، فإن نظام داوُد العسكري، سيزول نقطة العسل الكبرى التي تضيء الأفق الغربي تكمل نزولها اليومي إلى البحر وتذوب فيه فيحلو إلى حدٍّ ما ً يواصل الحمام كذبه على أسطول نوح ويواصل الغراب تحذيره وتواصل السفن رحلتها من محيط لمحيط أصبح الطوفان روتيناً كالمذهب في الموشح وكذلك النجاة ولذلك فإن الحيوان المتهادن على السفينة، غير مهدد بالموج، مشتبك العيون م، ما بين كل ضبع وغزال والكل مشتاقٌ إلى اليابسة لا لشيءٍ إلا ليواصل الطراد ً ولأن الغيم على معرفة دقيقة بكمية المطر التي صنعت الطوفان فهو أكثر سكان المشهد اطمئناناً ولأنه غيمٌ حنون ما زال يبعث برسالة تلو الأخرى لأكثر سكان المشهد شكاً في النجاة للعجائز الذين تعلقت حياتهم بنشرة الأخبار وللرضع المولودين بقبضات مشدودة ويشكل نفسه كلمات بيضاء على لوحة زرقاء أيها الناس