حركة الشعب الوحدوية التقدمية... حركة تونسالجديدة، الحزب الديمقراطي للعدالة والرخاء... حزب المجد.. حركة النهضة، التحالف الوطني للنماء والسلم، القطب الديمقراطي الحداثي، شبكة تونس للحقوق والحريات والكرامة.. الحزب الليبرالي المغاربي... حركة الوحدة الشعبية... و... وهل من مزيد... هذه الأحزاب وغيرها، والتي بلغ عددها أكثر من مائة هل لها برامج سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية؟ وان كانت تملك ذلك، فماهي؟ أنا في بلاد المهجر الاّ أنّني أواكب كلّ الأحداث في تونس بما فيها أسماء الأحزاب التي شوّشت أفكاري ولخبطتني لكثرتها.. وبمتابعتي اليومية لاستجوابات المواطنين في تونس التي تقوم بها التلفزة الوطنية أجمعوا كلّهم على أنّهم يجهلون كلّ شيء عن هذه الأحزاب كي ينتخبوا هذا الحزب أو ذاك، فما بالك بنا نحن التونسيون في الخارج؟ فلا نسمع من رؤسائها وأمنائها وأعضائها سوى الانتقادات الموجهة إلى أعضاء الحكومة المؤقتة وخاصة لرئيسها اثر كلّ خطاب، ومن حسن حظّه أنّه لا يخطب كل يوم أو كل أسبوع، عندها يستهمونة بخيانة الوطن أو بقيام ثورة مضادة! ولاهم لمسؤولي هذه الأحزاب أيضا سوى الحديث عن الانفلات الأمني، والبطالة والنداءات بقضاء مستقلا والمطالبة بالاسراع في محاكمة رموز النظام السابق والالحاح على اقالة هذا الوزير وذاك المسؤول من هذه الادارة أو ذاك الديوان أو تلك الولاية أو هذه المعتمدية وها أنّي أمنّي النفس الاّ يوم الناس هذا بمساهمة حزب من المائة حزب وأكثر في تهدئة الأوضاع، والحدّ من الاعتصامات والاضرابات ووضع حدّ للتخريب والحرق والنّهب والسرقة و»البراكاجات« التي أصبحت يومية وفي كل حي من أحياء القرى والمدن التونسية أو تقديم تصورات لتشغيل العاطلين من أصحاب الشهائد العليا وغيرهم والبحث عن حلول ناجعة لانقاذ المواسم السياحية للسنوات القادمة وكذلك تقديم اقتراحات لانقاذ الاقتصاد المتدهور.. لكن لاشيء من هذا أو ذاك! إذن كيف العمل؟ أين البرامج الحزبية؟ وأي حزب سأختار؟ دَليلي احتار؟! والملفت للانتباه أنّ برامجها هي نسخة مطابقة ولم ينفرد أي حزب ببرنامج مغاير وتساءلت بعد اطلاعي على أسماء بعض الأحزاب وليست كلّها: هل أنّ الحزب الديمقراطي للعدالة والرخاء سيجلب معه العدالة والرخاء لبلادنا في صورة انتخابه؟ وهل ستنهض تونس يا حزب النهضة؟ وهل أنّ التحالف الوطني للنماء والسلم سيعمّ السلم في عهده، وستنمو البلاه في صورة انتخابه ضمن المجلس التأسيسي؟ وهل سنعيش فعلا حياة ديمقراطية صحيحة يا رئيس القطب الديمقراطي الحداثي؟ كان الأمر في غاية البساطة يوم الاقتراع لانتخاب الرئيس في العهد البائد خاصة وبالنسبة إلينا نحن التونسيون بالخارج، ان نعرف مسبقا النتيجة والنتيجة دائما 90 بالمائة فما فوق... والويل لمن لا يلقي الورقة الحمراء في صندوق الاقتراع، ولا غير الورقة الحمراء، ومن لا يفعل ذلك يسجل اسمه بقائمة المعارضين الخائنين للوطن وتعلّق بالقنصلية ليقع حرمانه من استخراج أيّة وثيقة هو في حاجة إليها.. أمّا الآن وبعد الثورة فمن سينتخب من رؤساء الأحزاب التي يفوق عددها المائة والتي نجْهل عنها كلّ شيء؟ دليلنا احتار