في الوقت الذي تتزايد فيه قوافل العاطلين عن العمل واصحاب الشهائد العليا بمدن للحوض المنجمي خاصة في الوقت الذي يتكاثر فيه تلوث المحيط وتعفن البيئة من جراء تراكم فضلات الفسفاط في مدن الحوض المنجمي وتسرب الروائح الكريهة من مصابات شوائب وبقايا حوثلة الفسفاط المتبخرة التي اضرت بالبلاد والعباد ولم تسلم منها حتى الماشية التي ترعى وتقتات من تربة ملوثة وفي هذا الوقت الذي مازالت مواقع العمل ومراكز الانتاج معطلة ومشلولة وخاصة بمنجم الرديف الذي تعطل فيه كل حراك الانتاج بصفة شاملة تطالعنا شركة فسفاط قفصة باقتناء مجموعة من السيارات الضخمة والمريحة والفاخرة والمكلفة لتضعها على مجموعة من اطاراتها العليا (46 سيارة جديدة) بقيمة جملية تجاوزت »مليار ومائة وخمسين الف دينار« هكذا تصرفت شركة فسفاط قفصة في أموال الشعب بصفة اعتباطية واستعجالية لم تراع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد ولم تكترث بمطالب المعطلين عن العمل ولم تف بوعدها الذي تعهدت به منذ اشهر مضت... في شأن فتح ابواب التشغيل والالتزام بانتداب العاطلين عن العمل كان من الافضل والاجدر ان توظف هذه الاموال الطائلة الى مواطن شغل جديدة والى مشاريع تنموية تنتفع بها الجهة ولكن الشركة اختارت ان تمتع اطاراتها باضخم السيّارات وان تبذر ميزانية ضخمة في شراء المتعة والراحة الى كوادرها في الوقت الذي ظل الشعب ينادي بتصرف سليم في الاموال واتباع سياسة التقشف وترشيد النفاقات والتعقل والتحكم في المسالك والموارد المالية وعدم تبذيرها في متاهات الترفيه غير الشرعي والكماليات والمجالات وكان من الافضل ان توجه هذه المبالغ المالية الهائلة الى مشاريع تكون لها جدوى وفائدة ومردودية افضل على الحوض المنجمي وتمص غضب العاطلين عن العمل وتخلق مواطن شغل جديدة. ان شركة فسفاط قفصة بتصرفها المثير للجدل والداعي للاستغراب والذي يدخل في خانة التبذير والفساد وسوء التصرف في أموال عمومية اكتسبتها من عرق ودماء الكادحين في أعماق المناجم، جعل الشباب العاطل عن العمل في الحوض المنجمي ينتفض مرة اخرى ويحتج وينفذ مواقف احتجاجية بنصب خيام على جانب السكك الحديدية ليعطل مسيرة نقل الفسفاط معبرا عن استنكاره واستيائه للمواقف المريبة والتصرفات السيئة التي توختها الشركة في التعامل مع ملف الانتدابات وتهميش دور العاطلين عن العمل وضرب حقهم في الشغل باعتبار جلّّهم من ابناء عمال المناجم الذين ضحوا بالغالي والنفيس لفائدة ديمومة وسيرورة شركة الفسفاط آملين ان تعود خبراتها ومواردها ومرابيحها بالدرجة الاولى على شباب وأهالي ومتساكني المدن المنجمية ولكن »تجري الرياح بما لا تشتهي السفن« وعائدات هذه المرابيح تم توظيفها في مساحات الرفاهة والكماليات وشراء اسطول السيارات الجديدة »وبقيت دار لقمان على حالها« لا ثورة الحرية والكرامة غيرت المفاهيم والعقليات القديمة والممارسات الخاطئة في صلب شركة الفسفاط ولا الشباب العاطل عن العمل تمكن من شغل ومازالت شركة الفسفاط على عهد ما قبل الثورة تسيير وفي أموال الشعب تبذر دون مراقبة أو تحذير..؟