❊ من هو الفيلسوف الطيّب الحميدي؟ بداية، هناك تحفّظ من قبلي على هذه الصفة فوصف الفيلسوف قد يطلق بيُسر على امثال »الكنْدي« و»ابن رشد« و»ديكارت« و»كانط« و»فوكو« ولكن ان يطلق على أمثالي فأحْسب ان في الامر نوْعًا من التضخيم، اما عن ذاتي فاني أمْلك ان أعرّف نفسي مهنيّا بما أنا متفقّد لمادة الفلسفة في قسم من اقليم الجنوب الغربي وبصورة موازية للجانب المهني فانا اشتغل بالتفكير في قضايا ومسائل وأنتج في ذلك كتُبًا ومحاضرات ومقالات ودراسات إمّا في الصحافة او في المجلاّت المتخصصة في الشأن الفكري. ❊ ما أهمّ كُتبك؟ كتبي التي نشرْتها عديدة وقد بلغت إلى اليوم سبعة عشر(17) كتابا، رغم شدّة الافلاس وغلاء القرطاس كما كانت العرب تقول. اكتفي هنا بذكر أوّل عنوان وهو مقاربات في الفلسفة والادب واخر عنوان وهو »الأمّ« وهذا الكتاب عبارة عن رواية ضمن هذه الاعمال هناك معجم فلسفي ذو أجزاء ثلاثة في المصطلحات والمذاهب والاعلام وكتاب في تاريخ الفلسفة العالمية بعنوان: »الوجيز في تاريخ الفلسفة«. ❊ هل من علاقة بين الفلسفة والأدب؟ الانسان واحدٌ، والابداعات متعددة، وباعتبار هذه الحقيقة، فلا غرابة في ان توجد وشائجُ relations internes بين بعض هذه الابداعات. ومنها الفلسفة والادب بقطع النظر عن بعض الفلاسفة الذين تمحّضُوا للكتابة الفلسفية باسلوب عليه سيمة الجفاف الفلسفي، فهناك اخرون تعتبر اثارهم اعمالا فلسفيّة وفي ذات الوقت هي ايات من البيان والادب خذْ على ذلك امثلة: افلاطون، التوحيدي، مونتاني، باسْكال، نيتشه... وآخرون. ❊ الفلسفة والعالم العربي؟ يشهد العالم العربي رغم كلّ العوائق والصعوبات يقظة فلسفية معتبرة، ويكفي ان نذكر اسماء ومشاريع اعلام مثل »الجابري« و»طه عبد الرّحمان« و»علي حرب« و»حسن حنفي« واخرين. هذه اليقظة التي تسرى في أوصال العالم العربي أعْني ربيع العالم العربي من اعظم الادلّة على حيوية الفلسفة وحياتها الواعدة من المحيط إلى الخليج. ❊ ما وضع الفلسفة في تونس؟ احْسب ان حضور الفلسفة في تونس شديد الوضوح، ويتجلى في مجالات ثلاثة: مجال التدريس الجامعي وفي المعاهد الثانوية مجال البحوث والدراسات مجال الحياة العامّة: هذا الحراك الضخم في الشارع التونسي وفي مؤسساته وحتّى في نواديه ومقاهيه آية على حضور الفلسفة وعلى دورها الان وهُنا. ❊ فيم يجب أن تفكّر الفلسفة اليوم؟ إلى جانب الهموم والقضايا الفلسفيّة المألوفة والمعروفة يطول بنا الحديث لو خضنا في ثناياها يتوجب على الفلسفة اعني الفلسفة العربية ان تفكر في مشاكلنا الخصوصيّة الانسانية وان تعين الفرد على الوعي والترشيد ومن هنا يستطيع الفيلسوف العربي اليوم ان يقدّم اضافة للموروث الانساني. ❊ الأستاذ الطيّب الحميدي: ولد يوم 17 فيفري 1959 بمدينة المتلوي عاصمة مناجم الفسفاط ولاية قفصة الجنوب الغربي للبلاد التونسية، زاول تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه المتلوي والثانوي بقفصة والعالي بتونس العاصمة حصل على الاستاذية في الفلسة وشهادة الكفاءة في البحث المعمق، عمل استاذا أول فوق الرتبة بالتعليم الثانوي والان متفقد لمادة الفلسفة في قسم من اقليم الجنوب الغربي للبلاد التونسية. كتب الشعر والدراسات والمقالة بالعربية والفرنسية ونشرفي الصحف والمجلات التونسية والعربية. عضو في اتحاد الكتاب التونسيين منذ سنة 1998م. ❊ صدر له من الكتب والمؤلفات: مقاربات في الفلسفة والأدب الذهني (دراسة) عن دار بيدبا للنشر تونس سنة 1998م إصدارات فكرية (مقالات) عن دار قطيف للنشر قفصةتونس سنة 1999م مرايا الفلسفة (نصوص مترجمة) عن دار قطيف للنشر قفصةتونس سنة 2000م مباهج الفلسفة (دراسات) عن دار قطيف للنشر قفصةتونس سنة 2001م. الوجيز في تاريخ الفلسفة (تاريخ) عن دار صامد للنّشر بصفاقس سنة 2002م. أزهار الشعر (مجموعة شعرية) عن دار قطيف للنشر بقفصةتونس سنة 2004م.