اكتملت دائرة حكم الائتلاف الثلاثي هذا الاسبوع بانتخاب الدكتور المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية وتكليف المهندس حمادي الجبالي برئاسة الحكومة فيما كان الدكتور مصطفى بن جعفر انتخب قبل اسبوعين رئيسا لمجلس التأسيسي الوطني. نبدأ ملفنا الاخباري الخاص بهذه التحولات الكبيرة في تاريخ تونس بتوجيه ما يلزم من التهاني الى المسؤولين الثلاثة وتمنياتنا لهم بالتوفيق في مهامهم. فقد انتخب الدكتور منصف المرزوقي مساء الاثنين 12 ديسمبر من قبل اعضاء المجلس التأسيسي رئيسا مؤقتا للجمهورية بحصوله علي 153 صوتا من 202 ومعارضة صوتين وتحفظ 3 اصوات وامتناع 44 نائبا عن التصويت. إلا انّ الدكتور المرزوقي كان المرشح الوحيد للمنصب رغم تقدّم 9 مرشحين آخرين واوضح عضو لجنة احصاء الاصوات ومراقبة عملية التصويت علي الحويجي انه بعد دراسة ملفاتهم تم رفض ترشحات كل من معاوية بلحاج / حمد بن محمد بن نفيسة / وحيد ذياب / فرج السالمي/ الصادق الفرشيشي / محمد قدور / محمد الحبيب المجدوب / عبد الفتاح القرقوري وذلك لخلو مطالب ترشحاتهم من وثيقة تتضمن قائمة ممضاة من 15 عضوا في المجلس التأسيسي واضاف علي الحويجي ان اللجنةرفضت ايضا مطلب ترشح محمد الوصيف لعدم بلوغه السن القانونية المحددة للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، مبينا ان الملف الوحيد المستوفي لجميع شروط الترشح يخص محمد المنصف المرزوقي وبناء عليه تم قبول ملف ترشحه. واثر اعلان النتائج مباشرة القى الدكتور المرزوقي كلمة عبّر فيها عن حجم الثقة الغالية التي منحها اياه اعضاء المجلس والشعب التونسي معتبرا هذه المسؤولية اقصى ما يتمناه ويحلم به انسان واضاف مخاطبا اعضاء المجلس التأسيسي: سأسعى في كل لحظة من حياتي القادمة إلى أن أكون على وعي بما كلفتموني به وبحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي واني على وعي بحجم الثقة والمسؤولية اللتين حباني بهما الشعب التونسي وتوجه المرزوقي برسالة الى الاعضاء الذين لم يصوتوا له مفادها انه فهم معنى احجامهم عن التصويت لترشيحه لهذا المنصب اضاف في هذا الصدد «أقول لكم الديمقراطية لا تكون الا باغلبية وباقلية وباغلبية وبمعارضة... رسالتكم واضحة الوقت سيثبت لكم ان كنا على صوات او على خطأ... وسنكون تحت المراقبة». وختم بالقول ان لحظة فوزه بالانتخابات بغالبية اصوات اعضاء المجلس الوطني التأسيسي «تبقى لحظة تاريخية لتونس وله شخصيا هاتفا تحيا تونس. أوراق بيضاء وكانت المعارضة قررت التصويت بالاوراق البيضاء في انتخابات رئاسة الجمهورية وقال احمد نجيب الشابي عن الحزب الديمقراطي التقدمي في تصريح ل «وات» ان هذا الموقف اتخذ باعتبار ان منصب «رئيس الجمهورية» افرغ من محتواه كما اكد احمد ابراهيم عضو المجلس عن القطب الديمقراطي الحداثي في تصريح لوسائل الاعلام قبيل انطلاق الجلسة، عدم تقديم ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية. وردا على هذه المواقف اعرب عبد الكريم الهاروني العضو عن حركة النهضة عن استغرابه من «انسحاب من فضلوا عدم التعرض لهزيمة اخري بعد هزيمة انتخابات 23 اكتوبر». واشار محمد براهمي «عن حركة الشعب» الى انه كان يأمل ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية كامل الصلاحيات قائلا: «اتمنى ان يفك الله اسره» في اشار الى الرئيس الذي سيتم انتخابه بعد قليل وبدوره اكد حسن عضواني عضو المجلس عن العريضة الشعبية ان العريضة لن تتقدّم بمرشح لرئاسة الجمهورية وستمتنع عن التصويت وبين شكري يعيش «حزب آفاق تونس » ان المعارضة كانت تأمل ان يكون فصل صلاحيات رئيس الجمهورية ضمن القانون التأسيسي المتعلق بتنظيم السلط العمومية اوضح من الصيغة النهائية التي تمت المصادقة عليها كما انه كان من الاجدر تحديد المدة الانتقالية. واعتبر عضو المجلس الوطني التأسيسي عامر العريض عن حركة النهضة، ان «من حق اي نائب ان يصوت بالطريقة التي يختارها وان يصوت لمرشح او لغيره او بورقة بيضاء تلك هي الديمقراطية الا ان الرسالة التي يتلقاها الرأي العام من هذا الموقف هي رسالة سلبية مفادها ان هؤلاء لم يقبلوا بنتائج الانتخابات وبالاسلوب الديمقراطي ومن جهته افاد نورالدين البحيري عضو المجلس الوطني التأسيسي عن حركة النهضة ان التخلي عن المشاركة في عملية الانتخاب من قبل كتلة المعارضة هو في بعض أوجهه تخل عن المطالب التي اوكلها اياها الشعب التونسي وبخصوص الصلاحيات المحدودة لرئيس الجمهورية بين البحيري ان العمل سيكون جماعيا من اجل النهوض بالبلاد في هذه المرلة معتبرا المنصف المرزوقي من خيرة المناضلين الذين انجبتهم تونس ولاحظ ان الالتزام بمبدأ عمل المجلس لمدة سنة يعد التزاما اخلاقيا وليس قانونيا وقد تم التنصيص عليه في وثيقة التوافق الثلاثي ووثيقة الانتقال الديمقراطي مؤكدا ان الالتزامات السياسية اقوي من اي التزامات اخرى. وردا على تصريح نورالدين البحيري قالت مية الجريبي «ان هذه العبارات هي مماثلة الى حد كبير للعبارات التي كنا نسمعها في العهد السابق»، مضيفة قولها «ان النهضة قد ضاق صدرها بالديمقراطية واكدت ان المرحلة القادمة خطيرة وتقتضي وضع مدة زمنية محددة وبشكل قانوين لعمل المجلس الوطني التأسيسي وبخصوص التحركات التي قام بها الحزب الديمقراطي التقدمي في هذه المرحلة اشارت الجريبي الى وجود اتصالات بين الحزب الديمقراطي التقدمي مع تنظيمات المجتمع المدني بهدف العمل علي ارجاع المسار الديمقراطي الي نهجه الصحيح. الإدارة فقط من جهته اعرب خميس قسيلة عضو المجلس الوطني التأسيسي عن التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات عن ثقته في ان المنصف المرزوقي سيدافع عن الحريات العامة والفردية وعن مكاسب الشعب التونسي، رغم الصلاحيات المحدودة لهذا المنصب وبخصوص الشراكة بين احزاب حركة النهضة والتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات والمؤتمر من اجل الجمهورية قال قسيلة انها شراكة تتعلق بادارة شؤون البلاد فقط، موضحا ان التكتل سيدافع عن القيم التي تجمع بين غالبية التونسيين وسيقف حجر عثرة امام كل مشروع يعيد البلاد الي الوراء ودعا عضو المجلس عن حزب التكتل، حركة النهضة الي «تجاوز التوازنات العددية إلى توازنات وفاقية ووضع شخصية من المعارضة علي رأس احدى اللجان المكونة للمجلس التأسيسي، مؤكدا انه اذا لم تستيجب النهضة لحاجة المجتمع في هذه المرحلة الحرجة اقتصاديا، فانها ستخسر العديد من انصارها. رئيس لكل التونسيين توجه السيد منصف المرزوقي الرئيس الجديد للجمهورية التونسية اثر ادائه اليمين الدستورية، صباح الثلاثاء خلال جلسة استثنائية للمجلس التأسيسي، بكلمة الي الشعب التونسي اكد فيها بالخصوص على ان جهود مختلف الاطراف السياسية ستتركز خلال المرلة القادمة على انجاح الثورة ووضع اسس الدولة الديمقراطية والمدنية التي تحترم فيها الحقوق وتضمن فيها الحريات وخاصة حرية المرأة التي قال «انه سيعمل على تعزيزها لا فقط على مستوى مجلة الاحوال الشخصية» بل وكذلك من خلال دعم حقوقها الاقتصادية والاجتماعية. ووعد رئيس الجمهورية الجديد بأن يكون «رئيسا لكل التونسيين» وبألاّ «يدخر اي جهد» من اجل تحسين مستوى عيش التونسيين واكد ان مهمة ممثلي الشعب اليوم تتمثل بالخصوص في وضع اسس الجمهورية الديمقراطية المدنية والتعددية ومواجهة مشكلة البطالة. كما دعا التونسيين الى المصالحة والعمل على اجتياز المرحلة القادمة بكل صبر وتوجه بالدعوة الى المعارضة للمساهمة في الحياة السياسية وعدم الاقتصار على لعب دور الملاحظين واعلن منصف المرزوقي عن استقالته من رئاسة حزب المؤتمر من اجل الجمهورية. وترحم المرزوقي بالمناسبة على ارواح شهداء الثورة قائلا بتأثر «دون تضحياتهم ما كنت لاوجد في هذا المكان» وعقب اداء رئيس الجمهورية الجديد اليمين الدستورية ردد الحاضرون في الجلسة. أما بعد الظهر، فقد انتقل الرئيس الجديد الى قصر قرطاج حيث تمت مراسم التسليم بينه وبين سلفه السيد فؤاد المبزع.