تحتفل دولة الكويت هذه الأيام بذكرى العيد الوطني ال 46 الذي يصادف يوم 25 فيفري الجاري والذكرى ال 16 للتحرير التي تصادف يوم 26 فيفري الجاري وإننا إذ نهنّئ الأشقاء بهذا العيد، فإننا نتعرض فيما يلي الى علاقات التعاون الإقتصادي القائمة بين البلدين خاصة وان الاستثمارات الكويتية توفر المئات من فرص العمل لفائدة التونسيين. منذ انطلاقها في الستينات لم تتوقف الاستثمارات الكويتية عن التدفق على تونس ومسّت مجالات حيوية متنوّعة دعمت برامج التنمية الاقتصادية فيها وخاصة في مجالات السياحة والبنى التحتية وانشاء موانئ الصيد. وتساهم عدة مؤسسات كويتية في جهود التنمية في البلاد التونسية منها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والمجموعة الاستثمارية العقارية الكويتية والبنك التونسي الكويتي وشركة الاستكشافات البترولية والمجموعة التونسية الكويتية. فمثلا على امتداد اربعة عقود لعب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية دورا هاما في المسيرة التنموية في تونس لا سيما من خلال القروض الميسرة التي منحها والتي بلغت نحو 30 قرضا بقيمة 136 مليون دينار كويتي اي ما يعادل قرابة 575 مليون دينار تونسي وقد تم ابرام اخر هذه القروض في نوفمبر 2006 حين زار مدير عام هذا الصندوق السيد عبد الوهاب احمد البدر تونس وبلغت قيمته 6 مليون دينار كويتي اي ما يعادل 26.44 مليون دينار تونسي للاسهام في تمويل مشروع بناء وتجهيز معهدين عاليين للدراسات التكنولوجية بمدينتي قليبية ومدنين بهدف تكوين الكوادر المتخصصة في كافة مجالات التكنولوجيا التي تتطلبها المؤسسات الصناعية والانتاجية والخدماتية في تونس. تعاون ثقافي... لا غرابة في أن تقابل كثافة حجم الاستثمارات التنموية الكويتية في تونس علاقات متميزة على الصعيد الثقافي والاعلامي بين البلدين الشقيقين وقد تجسم ذلك في كثافة الزيارات المتبادلة للمثقفين والمبدعين بين الكويت وتونس، وكان اول خيوط هذا الترابط الثقافي القوي قد نسجها الفنّ المسرحي الذي شهد في كلا البلدين نهضة وحركية عاليتين وبالتالي كان المسرحيون والنقاد الكويتيون من اوائل العرب الذين شاركوا في أولى دورات ايام قرطاج المسرحية وبعدها أصبح الحضور الكويتي الثقافي بتونس ظاهرة مألوفة سواء من خلال معارض الكتاب او في المهرجانات الفنية الكبرى او الملتقيات الشعرية والفكرية، وتتويجا للتبادل الثقافي بين البلدين تم ّ عام 1997 إبرام اتفاقية تعاون ثقافي وفنّي بينهما تعدّ ثمرة جهود متظافرة وزيارات متعددة من الاتجاهين وتفعيلا لهذا التوجه الثقافي لم يعد غريبا على الكويت حرصها الكبير على المشاركة بانتظام وفعالية في مختلف التظاهرات الثقافية والفنية والدولية المقامة في تونس مثل معرض تونس الدولي للكتاب الذي اصبح فضاء مألوفا لعدد من المؤسسات الثقافية الكويتية ومعرض صفاقس لكتاب الطفل، كما ان المشاركة الكويتية في ملتقى المبدعات العربيات بمدينة سوسة اصبحت تقليدا سنويا كذلك يحرص الفنانون التشكيليون الكويتيون على المشاركة السنوية في المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس. كما اصبحت مشاركة الكويت في مهرجان الصحراء الدولي بدوز ومهرجان الواحات الدولي بتوزر ومهرجان الزيتونة الدولي بالقلعة الكبرى أمرا تقليديا. واعلامي متنوع أيضا أوجد المكتب الاعلامي الكويتي بتونس تقليدا يتمثل في تنظيم سهرات فنية تونسية كويتية بالتعاون مع القناة الاولى للتفزيون الكويتي بمشاركة وجوه فنية ومسرحية تونسية اضف الى ذلك تنظيم السهرات الفنية الكويتية التونسية المشتركة والتي شهدها المسرح البلدي بالعاصمة التونسية وزيارات الوفود الاعلامية التونسية وزيارات الوفود النسائية التونسية المتكوّنة من برلمانيات وجامعيات وشاعرات ونساء أعمال وفنانات تشكيليات بدعوة من وزارة الاعلام. كما حرص المكتب الاعلامي الكويتي بتونس في السنوات الاخيرة على إصدار كتابين الاول بعنوان «الكويت بأقلام تونسية» وهو عبارة عن مجموعة مقالات فكرية كتبتها نخبة من الاقلام التونسية في عدد من الاختصاصات والثاني حمل عنوان «الثقافة العربية والتحديات الراهنة» وهو عبارة عن جملة من المحاضرات القاها نخبة من المفكرين الكويتيين والتونسيين والعرب في اطار ندوة نظمها المكتب الاعلامي في هذا الشأن ايضا بادر المكتب الاعلامي بتنظيم ندوات فكرية وأمسيات شعرية بمشاركة مفكرين وادباء وشعراء من تونس والكويت وكان آخرها اللقاء الاكاديمي التونسي الكويتي الذي التأم يوم 7 ديسمبر 2006 بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار تحت عنوان قراءة في واقع الاعلام السمعي البصري العربي بمشاركة الدكتور يوسف الفيلكاوي الاستاذ المحاضر بقسم الاعلام بجامعة الكويت.