استجابة لنداء النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، رفع، تقريبا، جميع الصحافيين بالمؤسسات الاعلامية في بلادنا الشارة الحمراء اثر تنامي ظاهرة الطرد وتشغيل الصحافيين بصيغ هشّة وعدم احترام القوانين المنظمة للقطاع. وكان المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين قد أصدر بيانا إلى المهتمين بالشأن السياسي والإعلامي في بلادنا لاحاطتهم علما بما يتعرض له القطاع من تجاوزات تستهدف استقلاليته وحياده، أهمها محاولة بعض الأطراف السياسية والإعلامية فرض وصاية جديدة على القطاع وتوجيهه نحو خدمة أهداف سياسية، ويظهر ذلك جليا في التوجّه الجديد لبعض الأقلام التي عرفت سابقا بولائها لبن علي وهي تسعى اليوم إلى خلق ولاء جديد للسلطة الجديدة. وبيّن البيان ان بعض الأطراف السياسية واللوبيات المالية تعمل على استغلال حالة الفراغ القانوني والتشريعي الذي تعيشه بعض المؤسسات مثل إذاعة الزيتونة، التي أصبحت رهينة بيد أشخاص خارجين عن القانون. حقوق منتهكة النقابة الوطنية سجّلت في المدة الأخيرة تعمّد عديد رؤساء المؤسسات الإعلامية انتهاك الحقوق المادية والمعنوية للصحافيين والإعلاميين ومن ذلك قناة حنبعل وإذاعة «أوكسيجين أف أم» وبعض المؤسسات الإعلامية المكتوبة والسمعية والبصرية والالكترونية خاصة في القطاع الخاص، كما استنكرت النقابة تكرر التهديدات والاعتداءات على الصحافيين أثناء مباشرتهم لعملهم على غرار التلويح باستهداف أحد الزملاء بجريدة الصباح (خليل الحناشي) في حرمته الجسدية بعد تكفيره والتعنيف اللفظي والجسدي الذي تعرض له فريق مكتب قناة الجزيرة بتونس (حافظ مريبح ومحمد البقالي ولطفي الحجي) ومكتب قناة الحوار التونسي بقفصة (سميرة سوري وعمر كيلاني) والزميلة من جريدة المغرب (خولة العشي) وتوقيف الزميلة براديو6 (خولة شبّح) ومصادرة أدوات عملها... واكدت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في بيانها رفضها كل أشكال الوصاية على قطاع الإعلام وتجريم «كل من أهان صحافيا أو تعدى عليه بالقول أو الإشارة أو الفعل أو التهديد حال مباشرته لعمله» وفق ما جاء به الفصل 14 من قانون الصحافة وتمسكت بصون كرامة الصحافي والحفاظ على حقوقه المادية والمعنوية واعتبارها حقا أساسيا مشروعا مجددة استعدادها اللامشروط في اعتماد كل أشكال النضال النقابي من أجل الدفاع عن حرية الصحافة وكرامة الصحافيين وضمان حقوقهم. رفع الشارة الحمراء، كان مثالا كبيرا عكس غضب الصحافيين من واقعهم المهني والاجتماعي وكذلك السياسي، واقع اخذ في الرداءة شيئا فشيئا، في ظل صمت ممثلي الأعراف وخاصة السلطة الجديدة وعلى رأسها المجلس التأسيسي... والاكيد، ان هذا الواقع يرفضه عموم الصحافيات والصحافيين وهم الآن على اهبة الاستعداد لتقوية نسق نضالهم من اجل حماية مكتسباتهم وتدعيمها...