مازال الطلبة المحسوبون على السلفية معتصمين في بهو ادارة كلية الآداب بمنوبة رغم ان الكلية والجامعة طلبا رسميا لإخراجهم خاصة ان الاساتذة الجامعيين يرفضون اي شكل من اشكال العنف الهادف الى فرض نمط حياة على الجامعيين ولمزيد التوضيح اتصلت «الشعب» بعدد من الاساتذة وكانت معهم الحوارات التالية: سامي العوادي: (كاتب عام سابق للنقابة العامة للتعليم العالي) ما هو الحل الذي تراه لتجاوز مشكل الاعتصام؟ الحل طبعا يكمن في اخراج هؤلاء الطلبة من الكلية مهما كان الشكل حتى يتمكن الاساتذة والطلبة من استئناف الدروس والامتحانات في آجال معقولة ونطلب تدخلا حازما من سلطة الاشراف والدولة عموما لفض هذه الاعتصام. ألا يمكن أن يفتح استعمال العنف ضد الطلبة الباب أمام السلطة لقمع الطلبة في المستقبل؟ أولا لابد من التوضيح ان الديمقراطية تحمي نفسها ولا يعني تطبيق القانون وحماية الجامعة فتح المجال امام القمع وثانيا ان هؤلاء الطلبة المعتصمون هم من يمارسون العنف، فالاعتصام في ظاهرة شكل سلمي ولكنه في الجوهر شكل من أشكال العنف أدى الى تعطيل مرفق عمومي وجعل الادارة غير قادرة على العمل وهذا هو العنف. وماذا عن شرعية المطالب؟ مطالبهم هي تغيير مسائل اجرائية متعارف عليها داخل الجامعة وذلك عبر المطالبة بدخول المنقبات للدروس واجراء الامتحانات وهي مسألة مرفوضة لانها تتعرض مع مستوجبات التواصل البيداغوجي كما يمنع التعرف عن هوية الطالب اثناء الامتحان. حمادي الرديسي (أستاذ العلوم السياسية) من وجهة نظر مؤسساتية، كيف يمكن فض الاشكال الحاصل باعتصام بعض الطلبة بكلية منوبة؟ على الادارة ان تتحمل مسؤولياتها وحماية المرفق العام وعلى اعتبار ان العمادة ورئاسة الجامعة قد اتخذت القرارات الادارية والاكاديمية التي يعتبرها تتماشى مع الحرية الاكاديمية ومتطلبات التدريس واجراء الامتحانات فان المسألة تبقى بيد الوزارة التي يجب ان تتحمل مسؤولياتها عبر تطبيق القانون واخراج هؤلاء حتى يعود للجامعة سيرها الطبيعي. ما هي أهداف المعتصمين وهل تعتقد أن هناك من يحركهم؟ في الحقيقة لا أعرف ان كان هناك من يحركهم أم لا لكن أرى ان هذه الوزارة الجديدة غير جدية في التعامل مع الملفات وربما تحتاج بعض الوقت، لكن يبدو ان القائمين على الوزارة غير مستعدين لتطبيق القانون وغير مستعدين للتخلي عن امتدادات وتحالفات سياسية قد يفقدونها ويتغرون من تطبيق القانون، وأعتقد ان عليهم الآن أن يحددوا إن كانوا رجال دولة أم مازالوا نشطاء سياسيين يحكمون البلاد. الحبيب ملاخ (كاتب عام سابق لنقابة التعليم العالي) هل يمكن أن يضر الاعتصام بعلاقة الطالب بالأستاذ؟ العلاقة بين الاستاذ والطالب هي دائما علاقة تكامل والاغلبية الساحقة لطلبتنا متفقون معنا وتجمعنا علاقة حوار وتفاهم وهو أمر ضروري كي نتمكن من ايصال المعلومة، وهي سابقة في التاريخ ان يقوم المعتصمون بالاعتداء على الاساتذة، وان كان حق الاعتصام مكفول قانونا فان هذا الاعتصام خرج عن كل الضوابط اذ تم الاعتداء على العميد يوم 28 نوفمبر واحتجازه ووقع الاعتداء عليّ شخصيا ونقلت الى المستشفى كما وقعت اهانة زميلاتنا والمس من حرماتهن بمجرد سعيهن الى تعقيل الطلبة. هناك من يرى ان إفراغ الجامعة من مضمونها وهويتها هو ما سمح لهذه الظواهر بملء الفراغ؟ أعتقد ان هذا الاعتصام يتنزل في اطار أجندا يحملها هؤلاء الطلبة تهدف الى تغير نمط سير الجامعة وتحمل تصورا جديدا للمفاهيم العلمية والبيداغوجية فاسم القناعات الفكرية والدينية يحاولون ان يفرضوا نمطا بيداغوجيا وهو امر غير مقبول فرغم أننا قبلنا بهم في الحرم الجامعي من منطلق احترامنا لقناعاتهم ولكننا لا نقبل ان يفرضوا علينا طريقة التدريس، وهي ارادة تتناقض مع ارادة الاغلبية الساحقة للطلبة وممثليهم في الاتحاد العام لطلبة تونس.