السيدات والسادة (نوّاب المؤتمر) إنّه لمن دواعي سرورنا أن نشارك في افتتاح أشغال مؤتمركم الثاني والعشرين، والذي يأتي في ظرف تاريخي حاسم بعد ثورة الكرامة التي أشعل فتيلها شباب تونس، وكان من ضمنهم نقابيي الاتحاد العام التونسي للشغل ومناضلي مكوّنات المجتمع المدني من صحفيين وحقوقيين وعاطلين عن العمل. أيّها السيدات والسادة إنّنا نعتبر في الهيئة الوطنية لاصلاح الاعلام والاتصال أن ضمان الحرّيات وخاصّة حريّة الصحافة والرّأي والتعبير هي إحدى أسس تحقيق الانتقال الديمقراطي انتقال من الاستبداد الى الديمقراطية ومن القمع إلى الحريّة ومن الفساد والاستغلال الى العدالة والكرامة. لذلك سعت الهيئة إلى المساهمة في إعداد جملة من النصوص القانونيّة المنظمة لقطاع الاعلام والاتصال لضمان عدم العودة إلى تدجين القطاع وتوجيهه وتكميم الأفواه وكبت الأصوات الحرّة. وقد شاركت الهيئة في صياغة مشاريع هذه النصوص بالتعاون مع الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والنقابة العامة للثقافة والاعلام التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل. وتعتبر الهيئة أنّ المسّ من هذه القوانين يجب أن يكون لمزيد من التحرّر لا الإنغلاق والمحافظة على ملاءمتها للمعايير الدوليّة لحريّة التعبير التي صادقت عليها تونس وبالخصوص العهد الدولي للحقوق المدنيّة والسياسيّة. أيّها السيدات والسادة إنّنا نعتبر أنّ معركة حريّة الصحافة والاعلام مازالت قائمة في بلادنا وأنّ هامش الحريّة يجب أن لا يخفي هشاشة قطاعنا، لذلك تؤكّد الهيئة على أهميّة ضمان استقلال المؤسسات الاعلاميّة للحدّ من تدخل السلطة التنفيذية والقطع مع الممارسات السابقة التي جعلت من الاعلام أداة دعاية وتضليل والإسراع بإحداث تغييرات على رأس المنشآت الاعلاميّة العموميّة. في الختام نرجو أن تكلّل أشال مؤتمركم بالنجاح. والسلام عليكم. ناجي البغوري (عضو الهيئة العليا لاصلاح الإعلام)