على اعتبار ان سجنان تابعة اداريا الى ولاية بنزرت ونقابيا الى الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت، فاننا قد حاولنا الوقوف عند الامكانيات المتاحة للنسيج الاقتصادي في بنزرت لاستيعاب فائض البطالة بسجنان وتسليط الاضواء على ما يتولى القيام به الاتحاد الجهوي من مجهودات بهدف الاحاطة بمنظوريه وهياكله. وفي هذا الباب يبين الاخ عبد الكريم الخالقي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ارتفاع درجة منسوب الانخراطات وتطوره من 22 ألف سنة 2009 الى 33 ألف سنة 2010 ولا يزال العمل الهيكلي متواصلا من اجل الوصول مع سنة 2013 الى 50 ألف منخرط، ولعل من ابرز المؤشرات الايجابية الدالة على ذلك تنامي المنخرطين بمعتمدية رأس الجبل، حيث وصل عددهم خلال فترة وجيزة الى اكثر من 3 الاف منخرط وهو ما يستوجب حسب الاخ الخالقي توفير مقر لاتحاد محلي برأس الجبل يساعد على العمل النقابي المؤسس لمرحلة جديدة قوامها التكوين والتثقيف العمالي والنضال النقابي المحافظ على المكاسب والمدعم لها. وفيما يتعلق بأبرز الاشكاليات والتحديات المطروحة على الساحة النقابية الجهوية، يبين الاخ الخالقي ما تتسم به العلاقات الشغلية في المنطقة الحرة (فضاء الانشطة الاقتصادية) من مرونة التشغيل ومن الهشاشة الشغلية على اعتبار ان العلاقات الشغلية متناقضة مع مصادر التشريع وضاربة في العمق لحقوق آلاف العمال. ويواجه عمال «هاي تراد» و «آف شينا» مشاكل جمة تتراوح بين تردي اوضاع العاملين بالمناولة وبين عدم استخلاص الرواتب، وهذا الامر يمكن ان ينسحب على واقع الفولاذ و «جال كروب» بمنزل بورقيبة، حيث يعمل الاتحاد الجهوي من مواقع متقدمة على دمجهم على غرار بقية زملائهم في قطاعات واسلاك اخرى اذ ان الاتحاد الجهوي بمختلف اطاراته وهياكله ظل حريصا كل الحرص على القضاء على هذا النوع الهش من التشغيل سواء داخل القطاع العام او القطاع الخاص حيث تمكن من ترسيم زهاء 286 عامل مناولة مع اعتبار اقدميتهم في كل من «فستراليا» و «بنتاليا» مع ضمان التصنيف المهني والحقوق المتصلة به. وتوقف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل، عند ما تطرحه التحديات المتصلة بالتعددية النقابية من ناحية. وتسعى الاطراف السياسية الى استمالة العمال وخاصة اقطاب الحكم الثلاثي من ناحية اخرى مُنوها بتمسك عمال واعوان الشركة الجهوية للنقل بالاتحاد العام التونسي للشغل وباستعدادهم غير المشروط للتضحية من اجل الدفاع عن مبادئه وحقوق النقابيين والعمال. وعلى صعيد التحديات دائما، ابرز الاخ لطفي الشيخ الكاتب العام المساعد المسؤول عن الاعلام الجهود التي يبذلها الاتحاد الجهوي ونقاباته الاساسية من اجل التسوية النهائية بشركة الخدمات بستير جرزونة خاصة بعد محاولة البعض تعطيل تطبيقات الاتفاق بترسيم 315 عاملا وعونا وادماجهم في الدورة الاقتصادية. وببعث قطب صحي متعدد الاختصاصات يمكن تجاوز ما يواجه القطاع من نقص في التجهيزات وفي الاطار الطبي وشبه الطبي ولاسيما في قسم التوليد، وفي السياق ذاته يعتبر الاخ لطفي الشيخ ان سوق الشغل ستظل واعدة اذا ما تم استغلال الامكانيات المتاحة في الصناديق الاجتماعية وفي القطب الرياضي. أما الاخ كمال السحباني الكاتب العام المساعد المسؤول عن المالية والادارة بالاتحاد الجهوي، فقد ابرز اهمية النضالات النقابية بالجهة والتي استطاعت رغم التحديات والمكائد والمعوّقات تحقيق قفزة نوعية على صعيديْ الانخراطات و الهيكلة وخاصة تحقيق مكاسب مهمة للعمال بعد الزخم مترامي الاطراف والمطالب التي رافقت مرحلة ما بعد الثورة. مضيفا ان الاتحاد الجهوي للشغل، قد استعاد عافيته وهو تحرص يوما بعد يوم على تعزيز التضامن النقابي والتآزر النضالي بين قيادته وهياكله وعموم منخرطيه بعد ان اضاع الكثير من الوقت في بعض النزاعات الجانبية. ويعتقد الاخ كمال السحباني انه بتوفير مزيد من امكانيات العمل وتعزيز الطاقات النضالية الجهوية بما يعتمل صلب التشكيلات الوسطى والاساسية من استعدادات هائلة سيشكل الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت خلال السنوات القادمة قاطرة النضال النقابي والسند القوي للمنظمة الشغيلة في مرحلة اعادة تشكلها