شارف شهر جانفي على الانتهاء وما زال الاعداد للمؤتمر الوطني الموحد للاتحاد العام لطلبة تونس بطيئا متعثرا حيث لم تجري اي انتخابات قاعدية، ورغم الاتفاق الحاصل بين اغلب مكونات الحركة الطلابية على ضرورة انجاز المؤتمر في اسرح الآجال مازال الاتحاد يراوح مكانه ولم يتمكن من تجاوز حالة الفراغ الهيكلي الذي يشهده رغم ان المكتب التنفيذي منح اكثر من 50 لجنة مفوضة وأعد الانخراطات اللازمة لإجراء الانتخابات ويرجح بعض الملاحظين ان عدم تناغم الاطراف السياسية في ما بينه هو السبب الرئيسي في تعطل مسار انجاز المؤتمر، حيث اتفقت اغلب المكونات السياسية لاتحاد الطلبة على خطة للاعداد للمؤتمر ومزيد التعريف بالاتحاد لم تنطلق الى حدود هذه اللحظة وهو ما يدفع الى التفكير بأن التناغم الحاصل في المواقف العامة والتوجهات لم يجد طريقه الى أرض الواقع، هذا وكانت مجموعة من المكونات السياسية الطلابية بعضها حديث التكوين والبعض الآخر معروف في الاوساط الطلابيج منذ الثمانينات قد اصدرت بيانا مشتركا تعبر فيه عن رفضها لاشراف المكتب التنفيذي الحالي على الانتخابات كما دعت الى جملة من الخطوات رأت فيها حلا للخروج من واقع الاتحاد العام لطلبة تونس. وللاشارة فان الفراغ الهيكلي للاتحاد العام لطلبة تونس لم يمنع مناضلي من الانخراط اليومي الميداني في العمل النقابي الطلابي النقابي الطلابي المدافع عن حقوق الطلبة ومكاسب الجامعة وقد شهدت عديد الكليات تحركات طلابية واسعة من اجل مطالب اجتماعية اهمها الزيادة في المنحة الجامعية وتعميمها. ويرى اغلب الملاحظين ضرورة ان يعجل الاتحاد بانجاز مؤتمره واستعادة اشعاعه خاصة مع مطامح عديد الاطراف في ايجاد موطئ قدم في الساحة الطلابية ومحاولاتهم ضرب الاتحاد واضعافه. اعتداء قامت عناصر طلابية ذات ميولات اسلامية بإقتحام كلية الآداب بسوسة والاعتداء بالعنف على الطلبة والاساتذة بحجة فرض نشاط ما يسمى بالاتحد العام التونسي للطلبة (الفصيل الطلابي لحركة النهضة)، ويرى المراقبون ان هناك سعي الى خلق محاور وهمية للصراع داخل الجامعة بهدف اضعاف الحركة الطلابية وتشتيت جهودها وضرب وحدتها، حيث يعتقد العديد ان احداث العنف في الجامعة المرفوقة بالاعتداء على الجامعيين والاعتصام الذي تحول الى اضراب جوع ليست احداث متفرقة ومعزولة بقدر ما هي منهج منظم لالهاء الحركة الطلابية وتجنب تحركاتها «الشرسة». هل يقبل بن سالم الاعتداء على الجامعيين؟ قامت مجموعات طلابية ذات توجهات سياسية اسلامية بالاعتداء على الجامعيين داخل وخارج اسوار الجامعة كانت اخرها الاعتداء الذي تعرض له الاستاذ الجامعي حمادي الرديسي وراقبت الوزارة كل ما يجري بصمت مريب دون ان تحرك ساكنا عدى الوعود بفتح تحقيق فهل اصبحت تونس تسمح بالاعتداء على مثقفيها؟ وللاشارة فان العقول الرافضة لسياسات بن علي والتي فكرت وكتبت ضد ممارساته لم تنل هذا القدر من الاهانة والاعتداء في السابق، لذلك يرجح العديد ان صمت الحكومة المؤقتة علي الاعتداءات الحاصلة هو نوع من التشجيع الضمني لها كنوع جديد من العقاب يسلط على من يخالفها الرأي، ويرى العديد ان معركة الحريات قد انطلقت بالفعل وان الجامعة اولى فضاءاتها بل يذهب عدد من الملاحظين الى القول بأن نتيجة معركة الحريات والديمقراطية في الساحة الجامعية ستحدد بشكل كبير ملامح المعركة في البلاد.