عاجل: مداهمة أمنية لدار المحامي وإيقاف سنية الدهماني    عاجل/ الاحتفاظ بسائق تاكسي "حوّل وجهة طفل ال12 سنة "..    نحو 6000 عملية في جراحة السمنة يتم اجراؤها سنويا في تونس..    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    أسعارها في المتناول..غدا افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك بالعاصمة    المهدية.. إفتتاح "الدورة المغاربية للرياضة العمالية والسياحة العائلية"    النادي الإفريقي.. إصابة الشريفي على مستوى الأربطة الصليبية للركبة    سليانة.. يحول مستودع لتخزين الغلال الى مستودع لتجميع محركات السيارات    الجامعة التونسية لكرة القدم تسجل عجزا ماليا قدره 5.6 مليون دينار    الجمعية التونسية للفضاء: الشمس تطلق توهجات قوية باتّجاه الأرض    عاجل : إيلون ماسك يعلق عن العاصفة الكبرى التي تهدد الإنترنت    وزير الخارجية يعقد جلسة عمل مع نظيره العراقي    غدا الاحد.. انقطاع التيار الكهربائي بعدد من المناطق من ولاية المنستير    منذ بداية سنة 2024.. إعادة قرابة 2500 مهاجر غير نظامي إلى بلدانهم    وزير الشؤون الدينية يصدر هذا القرار    عاجل : رفض الإفراج عن المدير العام الأسبق للمصالح المختصة بالداخلية    عاجل: الاحتفاظ ب"انستغراموز" معروفة..وهذه التفاصيل..    عاجل/ السجن لموظف ببنك عمومي استولى على أموال..    رئيس الجامعة بالنيابة جليّل: اعجاب كبير بعمل الوحيشي وسنبقي عليه    نيوزيلندا تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الكبرى    يوم تاريخي في الأمم المتحدة: فلسطين تنتصر.. العالم يتحرر    استشهاد 20 فلسطينياً في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة..#خبر_عاجل    عاجل/ تأجيل دربي العاصمة..    القصرين: بطاقة إيداع بالسجن في حق شخص طعن محامٍ أمام المحكمة    تونس تشهد موجة حر بداية من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    عاجل/ الاحتفاظ برئيس بلدية سابق و موظف من أجل شبهة..    الجلسة العامة للجامعة: حضور جميع الأندية باستثناء الترجي والقوافل    في إطار الاحتفال بشهر التراث...«عودة الفينيقيين» إلى الموقع الأثري بأوتيك    مسيرة فنية حافلة بالتنوّع والتجدّد...جماليات الإبدالات الإبداعية للفنان التشكيلي سامي بن عامر    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    مهرجان ريم الحمروني للثقافة بقابس.. دورة الوفاء للأثر الخالد    الجزائر تتوقع محصولا قياسيا من القمح    طقس السبت: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    عاجل/ بعد حادثة ملعب رادس: وزارة الشباب والرياضة تتخذ هذه الاجراءات..    النادي الإفريقي.. القلصي مدربا جديدا للفريق خلفا للكبير    لأول مرة/ الاتحاد البنكي للتجارة والصناعة يشارك في دعم النسخة 18 من دورة "كيا" تونس المفتوحة للتنس..(فيديو)    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    بايدن يخطئ مجددا و"يعين" كيم جونغ رئيساً لكوريا الجنوبية    مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص أضحية العيد    المسابقة الأوروبية الدولية بجنيف: زيت الزيتون 'الشملالي' يفوز بميدالية ذهبية    المهدية: هذا ما قرره القضاء في حق الأمّ التي عنّفت طفليها    الكريديف يعلن عن الفائزات بجائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية لسنة 2023    عاجل/ الأمم المتحدة: 143 دولة توافق على عضوية فلسطين    قليبية : الكشف عن مقترفي سلسلة سرقات دراجات نارية    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    الأمطار الأخيرة أثرها ضعيف على السدود ..رئيس قسم المياه يوضح    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    لهذه الأسباب تم سحب لقاح أسترازينيكا.. التفاصيل    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    خطبة الجمعة .. لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما... الرشوة وأضرارها الاقتصادية والاجتماعية !    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    عاجل/ مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص شراء أضحية العيد في ظل ارتفاع الأسعار..    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    تظاهرة ثقافية في جبنيانة تحت عنوان "تراثنا رؤية تتطور...تشريعات تواكب"    قابس : الملتقى الدولي موسى الجمني للتراث الجبلي يومي 11 و12 ماي بالمركب الشبابي بشنني    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تضطر الحركة الطلابية إلى خوض معركة الاستقلالية من جديد
في ذكرى فيفري 72 المجيدة المشاكل الطلابية ملحة ومستعصية وعلى مكونات الحركة تجاوز خلافاتها
نشر في الشعب يوم 11 - 02 - 2012

نواصل في ما يلي نشر الجزء الثاني من ملفنا حول ذكرى حركة فيفري المجيدة إثر سلسلة التفاعلات الإيجابية التي شهدها الجزء الأول ورغبة منا في فتح المجال امام كافة الآراء والتصورات في ما يتعلق بالمنظمة النقابية الطلابية بما يساهم في دفع واقع الاتحاد العام لطلبة تونس بما يخدم مصلحة الطلبة والجامعة والبلاد.
ماهر الحنين عضو مكتب تنفيذي في المؤتمر 18خارق للعادة حركة فيفري 72 مناسبة للطلبة ليجدّدوا روحهم النضالية
والعنف في الجامعة نتيجة للشحن السياسي في البلاد
@ بصفتك عضو المكتب التنفيذي للمؤتمر 18 الخارق للعادة، ما الذي يعنيه الاحتفال بذكرى حركة حركة فيفري 1972؟
ان الاحتفال بحركة فيفري 1972 تقليد تواصل عبر أجيال منذ السبعينات والثمانينات قبل أن تدخل الجامعة في مرحلة صعبة تميزت بالحضور الأمني وخنق العمل السياسي ومثلت حركة فيفري مناسبة للطلبة وللتيار الاستقلالية داخل الحركة الطلابية كي يجدّدوا روحهم النضالية وايمانهم بقيمهم النضالية التي يؤمنون بها ولبناء جسور التواصل مع الاجيال المختلفة ممّا ساهم في انتقال القيم من جيل إلى جيل. كما ان ذكرى فيفري 1972 كانت تقترن كلّ سنة بواقعية الساحة الجامعية وبالملفات والقضايا المطروحة ففي الثمانينات اقترنت ذكرى حركة فيفري بمواجهة قانون بن ضياء لاصلاح التعليم ثمّ ارتبطت حركة فيفري بالقضايا الاجتماعية ومساهمة الحركة الطلابية وكانت في عديد الاحيان ترتبط بالقضايا القومية فكانت حركة فيفري عمومًا ذكرى مرتبطة بتاريخ الحركة الطلابية النضالي ومفتوحة على راهنية الواقع الطلابي.
@ هل يعني هذا أن شعارات حركة فيفري كانت راهنة على الدّوام؟
أعتقد أن المبادئ العامة التي كانت تقود حركة فيفري والتي كانت تعكس مطالب الطلاب الذين يمثلون شريحة مهمّة وحية داخل المجتمع من أجل ان تكون الجامعة شعبية كما كانت تحمل جرعة من المبادئ المتعلقة بالعدل وقضايا التحرّر في العالم وبالنضال من أجل ان يكون للجامعة دور أساسي في بناء الوطن على أسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
@ هناك أطراف سياسية تعود للجامعة في محاولة لإلغاء هذا الإرث النضالي وخاصة الإسلاميين، فماهو تعليقك؟
لا يمكن لأحد أن يلغي دور الاتحاد في تاريخ الحركة الطلابية والوطنية لأن التاريخ قد كتب واصبح الآن تاريخا كتبه أبطاله ورجاله وفي اعتقادي ان التحدّي المطروح هو مدي قدرة تواصل الطالب التونسي مع إرثه النضالي أم أن الجامعة ستعرف محاور أخرى قد تهمّش هذا الجانب وتدفع باتجاه ارضية التنافس والتجاذب على أساس صراعات ايديولوجية وفكرية مختلفة عن مرحلة السبعينات والثمانينات.
@ ماهو المطروح اليوم على الاتحاد العام لطلبة تونس حتى يستعيد دوره؟
أعتقد ان مؤتمر اتحاد الطلبة قد تأخّر كثيرًا ولابدّ ان يعقد من أجل تجديد القيادة والهياكل وتحوّله إلى منظمة جماهيرية تتبنّى قضايا الطلاب وإلى منظمة ديمقراطية مفتوحة لكلّ الطلبة على أساس أرضيته وقانونه الأساسي وذلك من أجل توفير الاطار الملائم لنشر قيم الديمقراطية وثقافة جديدة وهي ثقافة الالتزام والوطنية والمواطنة والحوار وثقافة المشاركة السياسية للطلبة في الشأن العام.
@ ماهو موقفك من أحداث العنف التي شهدتها الجامعة التونسية مؤخّرًا؟
أنا أدين هذا العنف ادانة كاملة سواء كان العنف بين الطلبة او مع اطراف خارج الجامعة فكلّ من يمارس العنف في الحراك السياسي مُدان واعتقد ان هذا المنزلق يجب ان يتوقف الآن لأنّه إذا تواصل فلا أحد سيأمن منه حتى من يعتقد انه يملك الآن القوة ويعتقد خطأً ان الاطراف الأخرى ضعيفة فالعنف آلية مدمّرة تؤدي إلى الانتقام وإلغاء الفضاء المدني والديمقراطي فالجامعة مفتوحة على المخاض الذي يعيشه المجتمع ولابدّ ان يُدار المخاض داخل الجامعة بروح التوافق والحوار وفي اعتقادي أنه بقدر ما ينخفض الشحن العقائدي الايديولوجي في الساحة الوطنية بقدر ما ينخفض في الجامعة فارتفاع منسوب الشحن في البلاد يسبّب ارتفاع الشحن في الجامعة خاصة انّها متكوّنة من فئة شبابية وأظن ان السياسيين معنيون بأن تكون تدخلاتهم وتصريحاتهم على درجة كبيرة من التسامح وقبول الآخر.
@ هل يمكن المراهنة على أن تكون الجامعة بوصلة للبلاد كما كانت خلال الستينات والسبعينات ؟
أعتقد ان السياق التاريخي قد تغيّر نوعا ما فالنقاشات التي كانت تخوضها الحركة الطلابية في الستينات والسبعينات كانت هي نفسها انعكاسات لوضع عالمي يعني ان الجامعة التونسية كانت جزءا من حالة تاريخية عالمية كونية انعكست على البلدان المستقلة حديثا كتونس والجزائر ومصر والشبيبة الفلسطينية كجزء من حركة التحرّر الوطني الفلسطيني إضافة الى عديد حركات التحرر الشبابية في عديد من بلدان امريكا اللاتينية وافريقيا التي انخرطت وتواصلت مع هذا المدّ العالمي التقدمي. ومن أهمّ الاسباب التي جعلت الجامعة في تلك الفترة من تاريخ تونس تلعب دورًا رياديا هي أنّها كانت فضاءً للحريّة وللنخبة المتكوّنة وفضاء للنخبة المتحفّزة في بلد يعرف انغلاقا سياسيا كاملا فمثلت الساحة الجامعية نوعًا من الخصوصية . وبالنسبة إلى الوقت الحالي أعتقد أنّ ما تعيشه البلاد من مناخ للحريّة وحرّية التعبير والاعلام يعطي للجامعة دورًا ولكن ليس الدّور الفريد في عملية البناء السياسي وبناء الاطار الاجتماعي في تقديري سيكون للجامعة دور ولن تنفرد بالبناء فالفضاء الثقافي اليوم فضاء حرّ وحيّ والفضاء الاعلامي فضاء حرّ وكذلك الفضاء الحقوقي كما ان الفضاء النقابي (العمّالي او المهني) فضاء حي وحركي وهو ما يعني ان المجتمع المدني عموما يختلف عن الفضاء المدني في فترة الستينات والسبعينات.
أنيس الهمامي حركة البعث:
_ ما هي دلالات ذكرى حركة فيفري 72؟
هي ذكرى وطنية بامتياز. هي ذكرى تصدى فيها الطلبة لكل محاولات الالتفاف وضرب نضالات الطلاب التي هي في الاساس جزء لا يتجزء من جماهير شعبنا العربي في تونس وهي ذكرى عزيزة على كل الطلبة لانها تخلد نضالات أجيال وأجيال طلابية تعرضت للهرسلة والقمع والقتل. ولعل ابرز الأمثلة هو الفاضل ساسي، وهي حركة برزت خلالها عديد الشعارات المركزية كالتعليم الديمقراطي والجامعة الشعبية والثقافة الوطنية وخاصة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للحركة الطلابية التونسية الممثلة في الاتحاد العام لطلبة تونس.
وما أشبه البارحة باليوم حيث ان السلطة اليوم تحاول مجددا ضرب النقابة الطلابية عبر انشاء منظمات موازية وُجدت من قَبلُ بأشكال متعددة مثل منظمة الدساترة او الاتحاد العام التونسي للطلبة.
_ ما هو المطروح على الاتحاد في الفترة الحالية؟
المطروح اليوم على الاتحاد هو ان يتصدى رفاقنا الطلبة لكل هذه المخططات ويتساموا على ما يفرقهم اي التجاذبات السياسية ويحكموا مصلحة الطالب لان مشاكل الطالب التونسي لا تزال هي ذاتها منذ نشأة الجامعة الى حدود هذه اللحظة من أَكْلٍ وسَكنٍ وايجاد تفاضل بين الطلاب على قاعدة الولاء فالمطلوب من الطلبة التصدي لهذه الممارسات القذرة. فالاتحاد مفتوح امام الطلبة باستثناء الانقلابيين الذين كرسوا سياسة السلطة وهم الدساترة والاسلاميين.
وبالنسبة الى وضع الاتحاد فان التصحيح او التعديل او كافة المسميات الاخرى غير مهمة مقابل التمسك بالاتحاد العام لطلبة تونس ممثلا وحيدا وشرعيا اوحد لطلبتنا فالحلول ممكنة بالتسامي عن الانانية ونكران الذات وتغليب مصلحة الجماهير الطلابية فالمشاكل الطلابيية مشاكل مستعصية وحقيقية من وضع مادي ومستوى تكوين وطبيعة تعليم قتل روح البحث والابداع حيث اصبحت الجامعة أداة تلقينية قتلت فيه كل طاقة خلق واضعفت دوره داخل المجتمع.
يوسف التليلي طالب مرحلة ثالثة (حركة التجديد)
لا ضرورة إلى التعددية النقابية الطلابية مادام اتحاد الطلبة فضاء ديمقراطيا تعدديا
_ ما هي دلالات الاحتفال بذكرى حركة فيفري المجيدة؟
ان ذكرى حركة فيفري تمثل فرصة لتذكير الطلاب بانتصارهم في معركة استقلالية ضد دكتاتورية حزب الدستور غير ان سقوط بن علي وزوال نظامه يطرح جملة من التساؤلات حول علاقة الحركة الطلابية بالسلطة وهل ان المسائل المطروحة على الاتحاد هي مسائل سياسية بالمعنى العام؟ وهل هنالك قناعة بضرورة ان تكون للطلبة منظمتهم النقابية؟ اعتقد ان الاحتفال بحركة فيفري يطرح كل هذه التساؤلات حول دور الاتحاد في المرحلة القادمة اي ان الاحتفال بذكرى فيفري يمثل من ناحية التذكير بالنضالات الطلابية وفرصة لتحديد المهام المطروحة من ناحية اخرى.
_ ما هو المطروح على الاتحاد العام لطلبة تونس في الوقت الحالي؟
المطروحُ على الاتحاد العام لطلبة تونس ان يصبح منظمة فعليا يعني منظمة ذات هياكل ومؤسسات وارشيف وأقسام وان يصبح انخراط الطلبة على قاعدة الانتماء الى مبادئها وليس على قاعدة التعاطف، كما يجب على الاتحاد ان يوحّد خطابه وان نحسم مسألة استقلالية الاتحاد عن الانتماءات السياسية كما يجب الانفتاح على عموم الطلبة والرجوع اليهم في كافة القرارات كما يجب الكف عن المحاصصة السياسية التي لم يعد لها مبرر كما يجب احترام الهياكل لأنه من غيرالمعقول ان يكون للاتحاد هيكل شرعي متمثل في المكتب التنفيذي ثم تقوم اطراف غير منخرطة اصلا في الاتحاد بالتشكيك في شرعيته.
_ ما هو موقفك من وجود منظمة موازية تضم الطلبة الاسلاميين؟
لم أر منظمة نقابية بل هنالك بعض المليشيات هاجمت الجامعة لذلك لا يمكن الحديث عن نقابة موازية وفي اعتقادي ان طرح مسألة التعددية النقابية لا يتعلق فقط بالاسلاميين بل يجب تناول مسألة التعددية النقابية بصفة عامة ومن زاوية نظر مصلحة الطلاب. واعتقد في هذا الاطار ان المهام المطروحة على الحركة الطلبة تستوجب الوحدة حتى لا نعطي الفرصة للسلطة سواء كانت دكتاتورية او ديمقراطية في اللعب على التوازنات وان تجعل من التعددية النقابية عنصرا للمناورة وبصورة عامة، فان الحديث عن التعددية النقابية سابق لأوانه فرغم كل ما يقوم به الاسلاميون المكلفون بالاتصال من حملات ترويج للاتحاد العام التونسي للطلبة فان هذه المنظمة تبقى اولا واخيرا منظمة النهضة ولا يمكن ان نعيد كتابة التاريخ ونفي هذه الحقيقة وان أتمسك بأن الاتحاد العام لطلبة تونس هو المنظمة الطلابية التي دافعت عن مصلحة الطلاب دون انقطاع ودفع مناضلوها لأجل ذلك ثمنا غاليا وقدموا التضحيات الجسام وحملت على كاهلها عبء الدفاع عن الجامعة سواءً في مرحلة القانونية منذ 1952 أو في مرحلة المنع وتنصيب قيادة موالية للسلطة او حتى في مرحلة ما بعد مؤتمر 18 عندما كانت المنظمة شبه سرية فاني لا أدعو الى فرض الاتحاد على الطلاب بل أدعو الى اقناعهم وتاريخ الاتحاد ونضالاته كفيل بذلك.
كما أدعو سلطة الاشراف الى اعادة ممتلكات الاتحاد من عقارات وأموال لان الاستقلالية المالية عنصر مهم في استقلالية القرار.
سنان العزابي قيادي سابق في الحركة الطلابية (حركة الوطد)
على مكونات الحركة تجاوز حالة التشتت والمسألة الثقافية مهمة رئيسية
_ ما هي دلالات حركة فيفري في المرحلة الحالية؟
في تقديري وقبل الخوض في الدلالات فان حركة فيفري 72 هي تاريخ يفرض نفسه فالحدث يفرض ذاته ذلك انه كان تعبيرا حقيقيا عند ارادة الحركة الطلابية في ان تكون مستقلة عن السلطة وفي انها تتبنى شعارات جماهيرية وانها تساهم من موقعها في بلورة رؤية ديمقراطية وشعبية للثقافة والتعليم والجامعة بصفة عامة، ولكن اذا ما قرأنا الدلالات الحاضرة فان هناك دلالات تفرض نفسها لاننا في اشد الحاجة الى استعادة هذه الشعارات خاصة ان زمنا طويلا من الدكتاتورية قد ادى الى تصحر علمي وفكري وابداعي ولا أقصد هنا العدم فحركة فيفري ولكن اقصد القطع مع التاريخ ليس فقط تاريخ الجامعة، بل وايضا تاريخ البلاد الفكري والثقافي والسياسي والدليل وجود هوة فعلية بين الاجيال لذلك فان حركة فيفري تمثل مناسبة بالمعنى الرمزي وبالمعنى الآني الملحّ.
_ ما هو المطروح اليوم على الحركة الطلابية وعلى الاتحاد العام لطلبة تونس؟
أعتقد ان على الحركة الطلابية ان تستوعب أهمية دورها ووجودها لانه دون نوع من الحدس المبدئي والاصلي الذي تعرف بموجبه الحركة الطلابية انها ليست مسؤولة عن الجامعة فقط بقدر ما هي مسؤولة عن البلاد اي المشهد النضالي والسياسي والمشهد الثقافي وهذا الادراك هو ما سيدفع مكونات الحركة الى تجاوز حالة التشرذم والتشتت التي طالت اكثر من اللازم من ناحية ومن ناحية اخرى ستستوعب الصيغ الديمقراطية والتنظيمية للاتحاد العام لطلبة تونس جموع القادمين للجامعة التونسية كل سنة اي لابد ان يكون التصور الجديد للبناء التنظيمي للاتحاد تصورا ديمقراطيا يجعل الطلبة فاعلين في القرار فالمسألة ليست قضية سياسية بقدر ما هي قضية دُربة على النشاط السياسي التي تساهم في تخريج كوادر، ومن ناحية ثالثة لابد من تجديد المضامين اي استعادة شعارات حركة فيفري وشعارات الثورة فالبلاد اليوم ليست في حالة عادية بل هناك تهديدات كبيرة بالعودة الى الوراء بما قد ينسف الجامعة التونسية من اساسها. المطلوب ان تكون المضامين مرتبطة بالحركة الاجتماعية وبشعارات الثورة من ناحية وبمطالب الطلبة من ناحية اخرى.
_ هل يمكن ان تضطر الحركة الطلابية إلى خوض معركة الاستقلالية من جديد؟
أظن ان هناك امكانية لخوض معركة الاستقلالية فهناك بوادر للتدخل في الحركة الطلابية قصد ارباكها وادخالهاد في نقاشات وهو شكل من احداث نوع من التبعية عندما يقع اخراج الجامعة من سياقها وفرض أجندا نقاشات وممارسات أقلية فيبدو اذا ان معركة الاستقلالية معركة مطروحة، ويجب ان يعي الطلاب والفاعلون في الحركة الطلابية ان هناك أخطارا تهدد استقلالية الجامعة التونسية والحركة الطلابية.
_ ما هو الموقف من نقابة الطلبة الاسلاميين؟
أعتقد ان من يعرف التاريخ ان هذه النقابة ليست سوى محاولة شق صفوف الطلاب بتعبيرة سياسية لها انتماؤها الواضح وهو عكس الحال الذي كان الاتحاد العام لطلبة تونس الذي يمثل تاريخ الجامعة التونسية وكل من يحاول القفز على هذا التاريخ يستوجب مجهودا لارجاع الامور الى نصابها فتاريخيا للطلبة منظمتهم وهي الاتحاد العام لطلبة تونس وهو ممثلهم الوحيد والشعارات التي رفعتها تعبر عند ارادة عموم الطلاب التونسيين وبالتالي فلا يمكن فهم وضع الاتحاد العام التونسي للطلبة الا بصفته محاولة للانقضاض الايديولوجي والسياسي الضيق على الجامعة ومحاولة لتطويعها من جديد.
_ ما هو الدور الثقافي للاتحاد في التصدي لهذا المشروع الايديولوجي؟
في الحقيقة اعتبر ان المسألة الثقافية اكثر من اساسية وربما ألوم الاطراف السياسية التقدمية انها جعلت الثقافة آخر مجالات الاهتمام وأعتقد ان الرهان الثقافي رهان كبير ومهم ولابد ان يوضع في موضع الرهان الاولي فالجامعة مناخ للتفكير والابداع ولابد ان تولي المسألة الثقافية الاهمية اللازمة لانه وبالمعنى السياسي الواسع لا يوجد اي امكانية لانتصار الثورات دون انتصار البدائل الثقافية ولان الجامعة التونسية مساحة للابداع والتثاقف والتفكير الحر والسجال والتفكير النقدي فالجامعة التونسية كانت دائما فضاء للقاء مختلف المشارب الفكرية والابداعية، وما يجب ان يفهمه الجميع ان سقوط الدكتاتورية لا يعني سقوط ثقافته لذلك يجب ان لا يكون الرهان الثقافي ثانويّا ذلك ان التاريخ علمنا ان الدكتاتورية تعود عادة من بوابة الفكر، فالظاهر انها مهمة ثقافية الا ان نشر الثقافة البديلة والتقدمية مهمة سياسية بامتياز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.