تراجع مسرح العرائس بصفة خاصة ومسرح الطفل بصفة عامة في الوطن العربي كثيرا، وغيب إعلاميا وتربويا وفنيا، وربما لهذا السبب تستمد الدورة الأولى للمهرجان العالمي لفن العرائس أهميتها في ترسيخ فرجة مسرحية للطفل التونسي ومنحه فرصة الدخول إلى سياقات جمالية وفكرية تنأى به عن الأسيجة الدوغمائية المحنطة التي تتهدده. فبإشراف المندوبية الجهوية للثقافة بنابل ورعاية وزراه الثقافة ودعم ولاية نابل وبلدية المدينة والإدارة الجهوية للتربية تنطلق الدورة الأولى للمهرجان العالمي لفن العرائس من 18 إلى 25 مارس الجاري بمشاركة عروض مسرحية من مصر، إيران، الأردن، العراق، اذربيذجان، فرنسا وتونس ولن تقتصر العروض على ركح المركز الثقافي «نيابوليس» بنابل بل ستتجه بعض القوافل الفنية محملة بشتى ألوان الفنون الركحية تشرف عليها وتؤطرها الجمعية التونسية لخرجي معاهد الفنون الدرامية، ستتجه إلى مجموعة من أرياف الوطن القبلي وتقدم خلال جولاتها برامج تنشيطية متكاملة من اجل مواطنة تتكامل مع فنون الفرجة. كما يفتح المهرجان مسابقة نموذجية للمختصين والحرفيين في مجال مسرح العرائس وذلك بتقديم عمل في 10 دق (performance) سترصد له خمس جوائز إضافة إلى إمكانية مساعدة الشبان وأصحاب الشركات الصغرى على توفير دعم مالي بالاتفاق مع رعاة المهرجان، وعلى هامش الدورة الأولى لهذا المهرجان سيقام معرض «عروسة السكر». أما الندوة الفكرية (20 و21 مارس) فستكون حول النص في مسرح العرائس (الحكاية والبيداغوجيا) والنص المسرحي بإشراف الأستاذ العراقي مقداد مسلم بمشاركة خبراء وكتاب ومخرجين من الدول المشاركة في المهرجان. الدورة الأولى يساهم في تأمين فعالياتها كل الطاهر العجرودي مدير المهرجان والمسرحي حسام الساحلي منسق عام للمهرجان وغانم الزرلي المكلف بالورشات.