على إثر تفاقم تردي الأوضاع المهنية لأعوان شركة سومتراجات بصفاقس وبعد أن قررت الإدارة العامة للشركة إيقاف العمل في مشروع الطريق السيارة محرص – الغريبة – الشعال- وإجبار العمال على التوقف عن عملهم وحرمانهم من أجورهم وذلك ابتداء من3 مارس 2102 فقد عقد الأعوان اجتماعا عاما يوم 26 مارس 2102 بمقر الاتحاد بصفاقس تحت إشراف المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وحضور نقابي قطاع الأشغال العمومية والإسكان. وعبروا عن استعدادهم الكامل للدفاع عن حقهم في الشغل بالمؤسسة ورفضهم قرار الإدارة القاضي بإيقافهم عن العمل وإيقاف الحظيرة وعدم صرف رواتبهم الشهرية. كما عبروا عن تمسكهم بحقهم في الترسيم خاصة أن البعض منهم يعمل بالمؤسسة منذ 1980 أي ما يفوق الثلاثين سنة وما زال عونا عرضيّا. هذا وأمام عدم التفات الإدارة لأوضاعهم المزرية رغم التضحيات الجسام التي قدموها ورغم تفانيهم في عملهم لعشرات السنين إضافة إلى عمل بعضهم ما يناهز أربع سنوات بمنطقة تبارورة وسط مواد الفسفوجيبس الملوثة والتي أثرت على صحة العديد منهم إضافة لحرمانهم من أغلب حقوقهم مثل منحة التنقل وبذلة الشغل لسنوات بعد أن تمتعوا بها سابقا دخل الأعوان في اعتصام مفتوح بمقل المؤسسة بداية من يوم 26 مارس 2012 إلى حين تسوية وضعياتهم وإرجاعهم للعمل وترسيمهم. لقد عبر لنا عمال شركة سومتراجات عمّا يعانونه من أوضاع قاسية ومتردية لا تختلف كثيرا عن معاناة الرق والعبيد في القرون الخالية. لقد جاؤوا من مختلف ولايات الجمهورية لكسب قوتهم. وقد مر على دخولهم بالشركة قرابة 30 سنة متزوجون ولهم أبناء ولكن مرتبهم لا يتعدى 300د ولا يتمتعون بأي منحة ولا راحة سنوية والأدهى من ذلك أنهم كثيرا ما يعملون في أيام الآحاد وفي المناسبات الدينية والوطنية ولكنهم يُفاجؤون بعد ذلك بعدم خلاص أجورهم. ومن ناحية أخرى فإن العمال يتنقلون من حظيرة أشغال إلى أخرى دون أن يتمتعوا بمنحة النقل إضافة إلى الأعمال الشاقة التي يقومون بها فليس غيرهم من قام ببناء الجسور والطرقات وتنظيف مياه البحور والمواني وهم عرضة لأخطار لا تعدّ ولا تحصى دون أية وقاية أو وسائل السلامة المهنية. وقد جمعنا اللقاء بالأخ حسن المسلمي الكاتب العام للنقابة الأساسية للتجهي . قال موضحا: « ليس لي ما أضيف غير أنه لا بد أن نؤكد أن وضعية عمّال سومتراجات تذكرنا ببؤرة العبودية التي تحدث عنها انجلس في كتابه الطبقة العاملة في انقلترا ورغم ذلك مازالت إدارة المؤسسة غير منصته وغير عابئة بالوضعية المادية والاجتماعية الكارثية وآخرها صد العمال عن عملهم وتسويفهم من 3 مارس 2102 إلى 8 مارس 2012 ثم إلى 21 مارس 2012 وإلى يوم الناس هذا و لكننا تفطنا بمعية العمال إلى أن الإدارة منشغلة بتحويل معدات العمل والآلات إلى حضيرة شغل جديدة وذلك للتخلص من هؤلاء العمال وتعويضهم بعمال جدد وبذلك تتخلص من واجباتها نحوهم كالترسيم ودفع رواتبهم الخالدة بذمتها ودفع منحهم وبالمناسبة نحيي مناضلي قطاعات الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الذين التفوا حول هؤلاء العمال المسحوقين و المضطهدين و نكبر موقف الاتحاد الجهوي للشغل الذي راسل السيد الرئيس المدير العام للشركة طالبا تعيين موعد لعقد جلسة عمل للنظر في المواضيع التالية: إدماج عملة حظيرة صفاقس خلاص أجرة شهر مارس 2012 إرجاع عملة حظيرة صفاقس زي الشغل لسنتي 2010 و2011.»