لا يزال الوضع بقطاع التعليم الاساسي بجهة القيروان متأزما رغم كل الجهود التي تبذلها الهياكل النقابية الجهوية للدفع بالحوار قدما من اجل ايجاد الحلول للمشاكل المتراكمة منذ بداية السنة الدراسية الحالية. فالادارة الجهوية للتعليم مستميتة في اقصاء الطرف النقابي من التفاوض وتنصلت تماما من تطبيق محضر الجلسة الممضى بين النقابة العامة ووزارة التربية بتاريخ 7/9/2006 فبعد ست جلسات حضرت النقابة العامة البعض منها ثبت ان الطرف الاداري غير معني بالحوار وليس جادا في حل المشاكل التي تعوق المربين في أداء رسالتهم على الوجه الاكمل. ويبدو ان النهج الذي اتبعته الادارة الى حد الان أثمر امرين خطيرين يتمثل الاول في تصفية الحسابات مع العناصر النقابية الناشطة بالجهة، فقد قامت بتوبيخ معلمي مدرسة الشريشيرة لانهم اضربوا في السنة الماضية احتجاجا على انقطاع الماء الصالح للشراب عن المدرسة لمدة طويلة واهمال الجهات المعنية لمطالبهم المتكررة بمعالجة الوضع كما قامت الادارة بنقل اربع معلمات من مدرسة جهينة لانهن شاركن في اضراب القطاع في السنة الماضية وليس هناك اي ضرورة للعمل تستدعي هذا الاجراء، كما تحصل معلمو مدرسة هنشير طراد على نصيبهم من التعسف لنفس الاسباب.
الامر الثاني يتمثل في فتح الباب امام كل التجاوزات وكل اشكال التلاعب بمصالح المعلمين والتلاميذ، فقد أدت التسميات المعتمدة على مقياس المحسوبية والمحاباة الى احداث اختلالات كبيرة بين المدارس حيث زادت نسب الاكتظاظ بالمدارس الريفية وبقي نظام الفرق بلا علاج جدي، كل ذلك من اجل توزيع لقانون الاطار يخدم الادارة والمقربين منها. وفي نفس هذا الاطار لم تلتزم الادارة الجهوية للتعليم بالنظام الاساسي للقطاع في ما يخص خطة المعوض اذ انها عمدت الى دعوة بعض المعوضين، وخاصة النقابيين منهم الى مباشرة اقسامهم في تناقض تام مع التسميات التي صدرت لهم في السنة الماضية والتي تثبتهم في خطة معوض، وهو الامر الذي جعل البعض منهم يتمسك بحقه ويطلب توضيحا غير ان الادارة الجهوية لا تعتبر نفسها ملزمة بالاجابة ورفضت حتى استقبال عدول منفذين كلفهم معلمون في يأس منهم من امكانية التحاور مع ادارتهم. التجاوزات لا تتوقف عند هذا الحد بل تتجاوزها للتعدي على حرمة المؤسسة التربوية التي يبدو ان تعريفها يتغير لدى الادارة حسب الظروف والاشخاص، ففي الوقت الذي تتهم فيه معلمي مدرسة هنشير طراد بالدوس على حرمة المؤسسة، على خلفية مشاركتهم في اضراب القطاع تعمل على التغطية على تجاوزات متفقد اللغة الانليزية الذي دخل الى مدرسة «الطفيفيلة» وهي ليست تابعة له وتطاول على مديرها، الكاتب العام للنقابة الاساسية بالوسلاتية، وسب الجلالة على مسمع من المعلمين والتلاميذ. كراس مطالب كل هذه الاوضاع ارغمت المعلمين وهياكلهم على الدفاع عن مصالحهم ومصالح المؤسسة التربوية، ولذلك انعقدت ندوة اطارات يوم الخميس 28 سبتمبر بدار الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان برئاسة الاخ حسين العباسي وبحضور الاخ محمد حليم عضو النقابة العامة وصدر عن الاجتماع بيان سجل فيه الحاضرون: 1) تنصل الادارة الجهوية للتعليم بالقيروان من تطبيق محضر الجلسة الممضى بين النقابة العامة ووزارة التربية بتاريخ 7 سبتمبر 2006 حول المشاركة الفعلية للنقابات الجهوية في الحركة الاستثنائية للسنة الدراسية الحالية. 2) تعمد الادارة الجهوية اقصاء الطرف النقابي الممثل القانوني للمربين من التفاوض مما فسح لها المجال واسعا للقيام بتجاوزات عديدة والتلاعب بمصالح المعلمين وابنائنا التلاميذ. 3) ان استفراد الادارة بالمعلمين في غياب ممثليهم دفعها الى تسليط عقوبات جماعية لا مبرر لها ولأسباب واهية (مجالس تأديب عقوبات توبيخ نقل تعسفية) وبناء على ما تقدم طالب الحاضرون ب : الغاء التسميات المعتمدة على مقياس المحسوبية والمحاباة. تلبية مطالب النقل الواردة على النقابة الجهوية (تقريب أزواج وحالات انسانية). فك الاكتظاظ بالاقسام ونظام الفرق كلما توفر الفضاء تطبيقا للمناشير المنظمة لذلك. الغاء الساعات الزائدة البالغة 12 ساعة فما فوق. الالتزام بالنظام الاساسي للقطاع فيما يخص خطة المعوض. الغاء مجلس التأديب المخصص لمعلمي مدرسة هنشير طراد. الغاء عقوبة التوبيخ المسلطة على معلمي مدرسة الشريشيرة. فتح ملف متفقد اللغة الانليزية الذي ادى به تطاوله على مدير مدرسة الطفيفيلة الى سب الجلالة على مسمع من المعلمين والتلاميذ. واعلن الحاضرون انه في صورة عدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار الجاد والمسؤول دخول كافة مدرسي المرحلة الاولى من التعليم الاساسي في اضراب انذاري حضوري كامل يوم الخميس 19 اكتوبر 2006 في كافة المدارس الابتدائية بجهة القيروان. نزل القاري والطرد على الشبهة عمد مدير نزل القاري بالقيروان الى ايقاف عاملة بالنزل عضوة بالنقابة الاساسية لانه بلغه انها شتمت الادارة ورغم الاتصالات التي اجراها الاتحاد الجهوي فقد تمسك المدير بقراره متعللا بتنفيذ أوامر صاحب النزل، وهو ما دفع العمال الى حركة احتجاجية بسيطة تمثلت في اضراب بساعة وعوض السعي الى ايجاد حل للازمة فقد عمد المدير الى تصعيد الموقف فبعد انعقاد جلسة صلحية بمقر الولاية، عاد الكاتب العام للنقابة الاساسية بالنزل ليجد بعد مشاركته في الجلسة عدلا منفذا ليعلمه بأنه موقوف عن العمل بتهمة تحريض العمال على الاحتجاج، وهكذا تطور الموقف ليضرب عمال النزل كامل يوم 29/9/2006. ولا يزال الوضع متعفنا بالنزل كما ان الكاتب العام رغم ايقافه عن العمل لم يتلق الى حد الساعة قرارا بهذا الشأن. الوضع بمعمل ايسوزو مرشح للتأزم في تطور لافت، عمدت ادارة مؤسسة المغاربية للصناعات الميكانيكية كعادتها الى خرق قوانين الشغل، اذ انتدبت عمالا جدد والحال ان هذه المؤسسة لديها 60 عاملا مسرّحا و 27 عاملا اخرين يحضرون كل يوم يسجلون حضورهم ولا يعملون بسبب عدم وجود شغل حسب المؤسسة، هؤلاء العمال لديهم الاولوية في العمل وعمدت المؤسسة ايضا الى منع متفقد الشغل من الدخول للقيام بزيارة ولم يتمكن من ذلك الا بعد الاستنجاد بالحرس الوطني.