«تشرفت بلقاء السيد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت، وقد كان لقاء شيقا تبادلنا فيه وجهات النظر في الوضع الراهن الذي تمر به بلادنا في الفترة الانتقالية، وتطرقنا إلى عدة قضايا منها السياسي ومنها الاجتماعي ومنها الاقتصادي، ووجدت من الرئيس تفهما للدور الذي يلعبه الاتحاد في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، ونتمنى أن يتم يتجسد الحديث الذي دار بيننا على الواقع ويطبق حتى نمر بالبلاد من الوضع الراهن إلى شاطئ الأمان بداية من الانتخابات القادمة.» بهذا التصريح أجمل الأخ حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل فحوى اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية المؤقت السيد المنصف المرزوقي يوم الثلاثاء 8 ماي 2012 بقصر قرطاج، وهو أول لقاء بينهما منذ انتخاب الأخ حسين العباسي أمينا عاما للاتحاد في مؤتمر طبرقة 2011. اللقاء لم يخرج عن مبادئ الاتحاد واهتمامات قيادته ومنظوريه، باعتبار أن الأمين العام طرح القضايا التي تشغل بال الشغالين وعموم المواطنين كتحديد موعد رسمي للمفاوضات الاجتماعية والزيادة في الأجور المتدنية أمام ارتفاع الأسعار وكذلك البحث في الحلول الجذرية لمشكلة البطالة بعيدا عن الحلول التلفيقية، كما أن البعد السياسي كان حاضرا في اللقاء الثنائي من خلال مطالبة الأمين العام للاتحاد بالإسراع في صياغة دستور الجمهورية الثانية، والإسراع بتشكيل هيئة مستقلة للانتخابات، والابتعاد عن منطق الولاءات خاصة في التعيينات حتى نقطع مع ذهنية الخلط بين الدولة والحزب... وهي المطالب التي قامت من اجلها الثورة. الأمين العام للاتحاد الأخ حسين العباسي قال للرئيس المؤقت انه لا مجال لسنة بيضاء على مستوى المفاوضات الاجتماعية ولا بد من زيادة في الأجور يجب أن يتم التفاوض في نسبتها مع أعضاء الحكومة ومنظمة الأعراف، باعتبار أن الزيادة في الأجور هي المتنفس لحركية الاستهلاك، عكس ما تتداوله بعض الأطراف من أن الاتحاد لا يقوم إلا بتأزيم الوضع الاجتماعي والاقتصادي. من جهته أكد رئيس الجمهورية المؤقت أن الاتحاد هو القوة التعديلية في البلاد القادرة على حفظ التوازن الاجتماعي كما أنه لا يمكن تجاوز دور النقابيين بثقلهم والحركة النقابية التي ساهمت في بناء تونس الحديثة.