لم يستثن الزعيم حشاد أحدا من أبناء هذا الشعب الذي حباه بعطفه وضحّى من أجله بروحه. شعب طيّب متحضّر ومسالم وعلى خلق كبير وجدير بكل الحب. الشعب رأيناه يوم الاحتفال بعيد الشغل في ساحات المدن التونسية من تطاوين الى بنزرت. شباب وشابات، رجال ونساء يرفعون الأعلام واللافتات المعبّرة عن التآخي والتحابب ونبذ العنف وحماية المكاسب وحتى العناصر التي ارتأت الخروج عن الانضباط تمّ إثناؤها عن طريق الحوار وتحكيم العقل فهدأت وأذعنت. بعض العناصر النهضوية أعلنت أنّها قدمت لتحمي وزارة الداخلية فواجهها البعض بالتهكم الخفيف: ممّن يحمونها من النقابيين؟ هم أولى بحمايتها وحماية كلّ المؤسسات. الوزارة ليست في حاجة لمن يحميها حتى لو أجْلتْ من أمام مقرّاتها مئات أعوان الشرطة والحرس والجيش. الشعب جاء ليحتفل ولن يحيد على الانضباط عملا بتوصية قيادته. احتفال التقى فيه البعض بأحباب وأصحاب وأقارب لم يرهم منذ زمن فجمع بينهم الزمان والمكان والمناسبة فتعانقوا متبادلين التهاني. لم نسجّل أيّة حوادث، لم يسجّل أي شجار بل كانت الثغور باسمة والقلوب هانئة والعقول حاكمة وتلك ميزة أبناء حشاد.