كشفت الثورة التونسية عن نقائص كبيرة على مستوى ملاءمة عرض الخدمات الصحية للحاجيات الموضوعية للسكان وعدالة توزيعها وكذلك على مستوى جودة هذه الخدمات وسرعة تقديمها لمستحقيها. وتربط هذه النقائص في المقام الاول بالتفاوت الجهوي على مستوى توفير الموارد في مجالات البنية الاساسية والتجهيزات وأطباء الاختصاص وفي بعض الاحيان ترتبط النقائص بسوء الادارة والتصرف في الامكانيات المتوفرة. كيف يمكن تجاوز هذه النقائص؟ للمساهمة في معالجة هذه العيوب تم تصميم مخطط تكميلي لملاءمة العرض مع احتياجات المرضى والتطور السريع للطلب في مجال الرعاية الصحية خاصة في مناطق غرب وجنوب البلاد. تهدف هذه الخطة الى المساهمة في: تكثيف العرض واعادة توزيعه لفائدة المناطق الصحية ذات الأولوية. تقريب الخدمات الصحية من المواطن وتحسين نفاذ الشرائح السكانية الضعيفة الى هذه الخدمات وذلك من خلال تطوير المستشفيات المحلية ذات النشاط العالي الى مستشفيات جهوية من صنف «ب» قادرة على تأمين خدمات صحة الأم والطفل وخدمات الجراحة العامة وخدمات الطب الطوارئ والنقل الطبي الإستعجالي، وخدمات تصفية الدم لمرضى القصور الكلوي المزمن، والعيادات الخارجية والتصوير الطبي والبيولوجيا الطبية. تطوير الخدمات الخارجية والاستشفائية النهارية في المستشفيات المحلية ذات الانشطة المحدودة مع تدعيم الاطباق الفنية. تطوير مراكز الرعاية الصحية الاساسية ذات الانشطة الكثيفة الى مراكز وسيطة. تأهيل البنية التحتية والتجهيزات لمراكز الصحة الاساسية والمستشفيات المحلية المتداعية. تكثيف العرض في الاختصاصات التي تشكو نقصا في هذا البمجال كأمراض السرطان وطب الاطفال وامراض القلب والتصوير الطبي. تأهيل اقسام الاسعجالي وتعزيز اسطول النقل الطبي والاستعجالي. توفير التجهيزات الثقيلة خاصة بالمناطق الداخلية. وماذا عن الخدمات الصحيّة في القطاعين العام والخاص؟ لتغطية النقص الحاصل في طب الاخاتصاص في القطاع العام عموما وبالمناطق الداخلية خصوصا تنكب الآن الوزارة على دراسة حزمة من الاجراءات التحفيزية لتشجيع أطباء الاختصاص على الالتحاق بالمناطق الداخلية قفي هذا الاطار فتحت وزارة الصحة مناظرة انتداب اطباء اختصاص وأطباء مساعدين جامعيين وستليها مناظرات اخرى بغاية الوصول إلى انتداب فرق متكاملة بكامل المستشفيات الجهوية تأمل الوزارة في الوصول إليها خلال سنتين والاستغناء على خدمات الاطباء الأجانب. تشكيات كثيرة من الصندوق الوطني للتأمين تجمعنا بالصندوق علاقات تعاون باعتباره أكبر مموّل للقطاع العمومي وهناك لجان فنية مشتركة بصدد دراسة سبل تذليل بعض العوائق والاشكالات المتعلقة بالفوترة وخلاص الديون وكذلك قائمة الأمراض والأعمال الطبية الداخلية في نطاق تكفل الصندوق.