أن ينقسم حزب المؤتمرإلى نصفين فذلك أمر لا غرابة فيه..وان يبادر الجزء الحكومي بتعيين أمين عام فذلك أمر يهمّه ويهم جماعته..أما أن يكون المسؤول الأول الجديد وزيرا-ولو بشبه حقيبة- فذلك أمر غير مقبول... فالوزير له مسؤولية وطنية يتساوى أمامها المواطنون ولا يمكن أن يكون على رأس حزب سياسي يجمع بعض المواطنين..ولا ننسى أن السيد الأمين العام عضو كذلك في «المزلس» التأسيسي ومسؤول بذلك على كتابة الدستور وسن القوانين الوضعية وبذلك يحمل نفس الشخص مسؤولية التشريع والتنفيذ إلى جانب المسؤولية الحزبية... شخصيا أخاف من السيد عبو على الدستور..وأخاف على مساواة المواطنين أمام القانون من السيد عبو وأخاف على الإصلاح الإداري وعلى الدولة ودواليبها من السيد عبو...وأخاف بالطبع على السيد الوزير من ضغط الدم وكثرة الحسابات والتداخل بين الفرضيات والقرضويات سواء في مشمولات التأسيس أو أحكام الوزارة-شبه الوزارة-أو متطلبات التعبئة والتنظيم في حزب كبير جدا مثل ثلث المؤتمر... حاولت أن اصدّق السيد عبو لما صرح بعد نهاية مؤتمره انه الضامن رقم 1 في حياد الإدارة وعلوية القانون...حاولت لكن لم اقدر فكلامه ذكّرني بمقولة بورقيبة القائد في الكفاح والضامن للنجاح ومقولة الزين بن علي الضامن في التغيير... أخاف على السيد الأمين العام النائب والوزير ان تثقل عليه المسؤوليات فيعلن الإضراب عن العمل ويحنّ للإبرة والخيط ويخيط فمه مثلما فعل أيام كان مناضلا زمن الاستبداد الثاني...