على اثر فشل المفاوضات بين الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة والحكومة يومي 02 و03 جوان 2012 والذي تتحمّل فيه الحكومة المسؤولية الأولى والأخيرة حيث بعكس ما روجت له هذه الأخيرة لم نسجل أي تقدّم جدّي في نقاط التفاوض الواردة ببرقية التنبيه بالاضراب نفّذ الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة الاضراب العام الجهوي بمشاركة واسعة لجل مكونات المجتمع المدني والسياسي بالجهة فيما أصدر الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بلاغا دعا فيه كافة هياكله ومنخرطيه الى الانخراط في الاضراب العام الجهوي وتبنّيه الكامل لكل المطالب التي ضمنها الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة ببرقية الاضراب العام الجهوي. هذا وقد عمل الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة خلال الأسبوع المنقضي من خلال مشاورات واسعة مع كل مكونات المجتمع المدني والسياسي بما في ذلك قيادة حركة النهضة التي لم تعترض على مبدأ الاضراب العام الاّ في مستوى التاريخ الذي أقرّه الجميع، إلى تعبئة كل الطاقات لإنجاح الاضراب العام في كنف السلمية والتعامل الحضاري التام وكانت آخر هذه الاستعدادات ندوة الاطارات النقابية الجهوية التي أشرف عليها الأخ سمير الشفي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل والتي أكدت فيها نفس المعنى. هذا ونسجّل بكل ارتياح حجم الاستجابة الواسعة للاضراب لدى عموم أهالي الجهة والاستجابة الكلية له في القطاع العام والقطاع الخاص والوظيفة العمومية تعبيرًا عن جدّية المطالب وتمسّك أهالي الجهة واستعدادهم الكامل للدفاع عنها. كما نسجّل ظهور مجموعات مشبوهة ومحسوبة على حركة النهضة حاولت بكل الوسائل الضغط والتّهديد لمنع الحرفيين والتجار من ممارسة حقّّم الدستوري في الاضراب دفاعا عن مطالب جهتهم والتي باءت في النهاية بالفشل وتجسّمت في اغلاق الحرفيين والتجار لمحلاّتهم قناعةً منهم بشرعية المطالب وحق الجهة في التنمية والتشغيل. كما نسجّل تحوّل مجموعة كبيرة من العناصر الملتحية أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة الذي كان يعقد اجتماعه العمّالي العام والذي اكتظت به قاعة الاتحاد. حيث تعالت صيحات التّهديد ومحاولات اقتحام مقر الاتحاد لحرقه والاعتداء بالعنف على النقابيين والحقوقيين والمواطنين والاعلاميين الذين التحقوا بالاجتماع، كما سجلنا تعرّض بعض النقابيين للضرب والشتم من طرف المليشيا المتواجدة أمام الاتحاد والتي رفعت شعارات مُعادية له. وقد أبدى الحاضرون بطلب من قيادة الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة قدرا كبيرا من ضبط النفس وعدم الانجرار الى مربع العنف الذي كانت تدفع بإتجاهه المجموعات التي زحفت نحو الاتحاد الجهوي. حدث هذا خلال غياب كامل لقوات الأمن بشكل لافت ويدعو الى طرح أكثر من سؤال خاصة أنّ الجهة قد شهدت حضورا أمنيا كثيفًا الى حدود اليوم الذي سبق الاضراب العام. وبعد تدخل الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة لدى والي الجهة ولدى الأخ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ليتدخل بد وره لدى وزير الداخلية سجلنا تراجع وانسحاب المليشيات من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة. والاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة اذ يسجّل بإعتزاز كبير نجاح الاضراب العام الجهوي رغم حملات التشكيك ان البائسة والتي أبرزت بوضوح الحجم الشعبي الحقيقي للمشكّكين وعزلتهم السياسية التي أكّدت انحيازهم لمرجعياتهم على حساب جهتهم وحقّها المشروع في التقدّم والرخاء فإنّه يتقدّم بتحيّة إكبار وتقدير إلى أهالي جهة جندوبة الذين أكّدوا مرّة أخرى حجم المنسوب النضالي الذي تزخر به الجهة في أوقات الشدائد وثقته العالية والغالية في منظمته العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل. كما يعبّر عن عظيم فخره واعتزازه بالمشاركة الواسعة لكافة ألوان الطيف السياسي والمدني التي شاركت وتبنّت وانخرطت انخراطًا كاملا في انجاح الاضراب العام وخاصّة شباب اتحاد أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل الذين عانقوا الروعة في تجندهم وحرصهم وغيرتهم على مستقبل التنمية والتشغيل بالجهة.