توجّه الزملاء الأساتذة اليوم إلى مراكز الامتحانات منذ وقت مبكّر واضعين أنفسهم على ذمّة المراقبة، واشترك في ذلك الزملاء الذين دعاهم رؤساء مراكز الامتحان بالهاتف الذين لم تقع دعوتهم تحسّبا لشغور قد يحدث، قد عكس هذا الحضور حسّا وطنيّا عاليا وروح بذل وشعورا بالمسؤولية تجاه أبنائنا التلاميذ وتجاه هذا الوطن خاصّة. لقد أثبتت حركة المربين اليوم، رغم أنّ البعض سيراها حركة عادية لا تميّز فيها، أنّ التونسيين صفّ واحد إذا تعلق الأمر بالمصلحة الوطنيّة، وأنهم قادرون على الالتقاء حول ثوابت تمثّل روح المواطنة. فالأساتذة الذين تجندوا منذ الصباح الباكر لا ينتمون إلى اتجاه فكريّ أو سياسيّ واحد بل هم مختلفو التوجّهات حدّ التباين ولكنّ تونس جمعتهم متعالين في ذلك على الثانوي أمام الضروري وواضعين نصب أعينهم مصلحة جماعيّة. وهذا هو المطلوب في الظرف الراهن، الالتقاء حول المشترك بيننا، حول الثوابت والمصلحة العليا للبلاد.. أما ما دونها فاختلافات نتعايش معها في إطار من الاحترام المتبادل.. والثوابت بيّنة والمختلفات بيّنة لمن يرى. فشكرا ألف شكر لكلّ الزملاء على اختلاف انتمائهم الفكري والحزبي والاجتماعي.