فوجئ أعوان وعملة المستشفى الجامعي الهادي شاكر يوم الاربعاء 18 جويلية 2012 صباحا بالمدير العام للمستشفى مصحوبا بالعشرات من اعوان قوات التدخل ومجموعة من العناصر الميليشوية وهم يقتحمون المستشفى بتعلة تنفيذ حكم قضائي استعجالي بُنيت كل حيثياته على معطيات باطلة في توظيف سافر للقضاء وتجاوز للقانون، حسب ما أفادنا الاخ حمادي المصراتي الكاتب العام للنقابة الاساسية بالمستشفى والذي تعرض صحبة زملائه النقابيين وعديد الاعوان الى الاعتداء الجسدي واللفظي والتهديد بالقتل عندما حاولوا الدفاع عن حرمة المستشفى وإثناء المقتحمين عن خلع مقر الادارة مما جعل عدد الاصابات تتجاوز العشرين بالاضافة الى حملة الاعتقالات والمطاردات التي نفذت ضد النقابيين. المدير يخرج عن حياده الاخ الكاتب العام للنقابة الاساسية أفادنا بأن المشكل مع المدير العام يعود الى عدة اشهر على خلفية وقفات احتجاجية نضمتها النقابة للمطالبة بتحسين ظروف العمل داخل المستشفى واقالة المدير المعيّن المقرب من حركة النهضة بعدما مقربا من النظام السابق غير ان المدير العام ضرب بهذه المطالب المشروعة عرض الحائط ومارس مع الاعوان سياسة الامر الواقع، ولم يكتف بذلك بل قام بمغادرة المستشفى منذ 01 فيفري 2102 ليستقر بالادارة الجهوية للصحة بصفاقس ويحولها الى منبر للدعاية السياسية لحركة النهضة يستقبل فيها الكاتب العام للمكتب الجهوي للحركة بصفاقس ويجتمع بعديد العناصر النهضاوية التي مكنها العفو التشريعي العام من العودة الى العمل في استنساخ لتجربة الشعب المهنية التجمعية وهو ما جعله يخرج عن مبدأ التحفظ والحياد الاداري ويتحول الى طرف معاد للعمل النقابي وللاتحاد العام التونسي للشغل. الاستقواء بالكنفدرالية العامة التونسية للشغل الاخ الكاتب العام أفادنا ان آخر ما توصلت اليه عبقرية المدير العام ان أقدم على تشكيل نقابة للفنيين السامين بمستشفى الهادي شاكر وعيّن على رأسها كاتبا عاما من الاعوان المقربين اليه، لكن قلة معرفته بالشأن النقابي جعلته يرتكب خطأ تمثل في امضائه مكان الكاتب العام المزعوم ووضع الختم الوظيفي للادارة، ثم قام بنسخ 001 نسخة من البلاغ الاعلامي عن تكوين النقابة وأصدر أمرا لنظّار الاقسام الاستشفائية بتعليقه في بهو المستشفى وداخل كل الاقسام الاستشفائية، محاولا استغلال التعددية النقابية كحصان طروادة لبلوغ مقصده بضرب الاتحاد العام التونسي للشغل المنظمة الممثلة والتي يبلغ عدد منتسبيها بالمستشفى قرابة الالف منخرط. المدير العام لم يكتف بذلك بل قام بمحاولة لتخريب العمل النقابي بالمؤسسة من خلال تشويه النقابيين وبث الاشاعات حولهم، ونصب نفسه مساندا لما سمي «بتصحيح المسار النقابي» بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر وداعما «للنقابيين الاحرار» الذين لا تخفى صلتهم بالحزب المهيمن داخل الحكومة. اعتداءات وملاحقات وايقافات الاخ الكاتب العام وفي تعليقه على ما جدّ صبيحة يوم الاربعاء اعتبر التدخل الامني الوحشي غير المبرر المدعوم من الميليشيات التابعة للمدير العام بمثابة التجاوز لكل القوانين والاعتداء على دولة القانون والمؤسسات واستحضارا لأقصى اشكال العنف المنظم وأكد ان الاعوان والنقابيين فوجئوا بالحضور الامني المكثف الذي رافق محاولة المدير العام اقتحام ادارة المستشفى بحضور صوري لوكيل الجمهورية الذي لم يحرك ساكنا امام التجاوزات التي أقدمت عليها قوات التدخل من اعتداء على النقابيين والعملة وملاحقتهم وكيل أبشع التهم لهم. في الوقت الذي كانت فيه الميليشيات المصاحبة تعبث بمحتويات وتجهيزات المستشفى. كما أكد الاخ الكاتب العام على ان الاصابات في صفوف الاعوان والعملة الذين هبوا للدفاع عن حرمة المستشفى تجاوزت العشرين اصابة بين كسور ورضوض هذا بالاضافة الى حالة الفزع والرعب التي سيطرت على المواطنين الذين تواجدوا اثناء الاعتداء الذي تواصل على مدى ساعات بين المداهمة والمطاردات خاصة مع تعمد اعوان الامن القاء الحجارة على أعوان المستشفى قبل انسحابهم الى خارج ساحة المستشفى بعد فشل الاقتحام امام اصرار الاعوان والنقابيين. وقد قامت قوات الامن بحملة ايقافات واسعة في صفوف الاعوان والنقابيين عند خروجهم من المستشفى، وتم الاحتفاظ بكل من الأخوين النقابيين أحمد بن عياد عضو النقابة الاساسية وعصام المشي المناضل النقابي وقد أفادنا بعض النقابيين بالجهة ان الاخوين تعرضا الى التعنيف والاهانة داخل مركز الايقاف. إضراب احتجاجي وحملة مساندة على اثر هذه الاحداث دخل اعوان وعملة المستشفى الجهوي الهادي شاكر في اضراب احتجاجي بيوم، وانطلقت حملة اعلامية نقابية لمساندة الاخوين الموقوفين والمطالبة باطلاق سراحهما وفتح تحقيق في التجاوزات الخطيرة التي أقدمت عليها قوات الامن والميليشيات المصاحبة لها المسيرة من طرف المدير العام للمستشفى وكل من يقف وراءه من عناصر نهضاوية. كما اصدرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بيانا حملت فيه السلطة المسؤولية عما حدث.