ما ان بدأ التفاؤل يجد طريقه صوب العقول والقلوب حتى اضطرمت حمّى الهزّات هنا وهناك جهويا ووطنيا ليكون صيفنا قائظا بفعل شمس الهاجرة وفعائل أهل كوكبنا. فبعد أن تمكّن «العطش من البشر والضّرع ومازال متمكنا في بعض الأنحاء الى اليوم وبعد أن هرب التيار الكهربائي مرارا وتكرارًا.. وهما الأزمتان اللّتان ما إن خفت أعباؤهما حتى امتدّت ألسنة لهب أخرى لا أحد يدري أين «ستُرسّي» في ظلّ هذه الاستهانة بالمسألتين على خطورتهما من قِبَلِ ذوي النظر! وأعني قطاعي الصحة والتعليم الّلذين يعرفان تطوّرات خطيرة تنبئ بما لا يسرّ.. وهو ما لمسناه خلال الوقفة الاحتجاجية للمعلمين أمام مقر الادارة الجهوية للتربية بالمنستير على خلفيّة إجراء الخصم من الرّواتب لأيّام الاضرابات التي عرفها القطاع في السنة الدراسية المنصرمة... هذه الوقفة شارك فيها المئات من المربّين حسب ما أفاد به الأخ محمد صالح الغضاب كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بالمنستير الذي أكّد لنا أنّ ما أقدمت عليه الوزارة ضرب مباشر للعمل النقابي وبالتالي ضرب الاتحاد العام التونسي للشغل وهو ما لا يرتقى الى استحقاقات الثورة التي كان الاتحاد حاضنها ورجال التربية من بين مؤطريها وداعميها. وقد صدر بيان مهمّ بعد هذه الوقفة الاحتجاجية أعلن فيه: 1) هذا الاجراء لن يفتّ من عزم ونضالية المعلمين ولن يزيدهم الاّ وحدة وتمسّكا بهياكلهم الممثّلة لهم. 2) لا تنازل عن فرض الحق النقابي في الدستور. 3) الاستعداد لمواصلة النضال لفرض حقوق المربين المشروعة وعلى رأسها اسقاط هذا القرار التعسّفي من قِبَلِ حكومة كان الأولى أن تحترم اتفاقياتها وتفعيلها في آجالها بدل افتعال أجواء مشحونة تهدّد مطالب واستحقاقات الجماهير على حدّ تعبير البيان الذي أُختتم بتحميل الحكومة مسؤوليتها في ظلّ استشراف الجميع لسنة دراسية يريد لها هذا الوزير أن تكون مشحونة ومتوتّرة ممّا يحتم الدعوة حسب بيان النقابة الجهوية لتصعيد أشكال النضال بما فيه القضائي. الصحّة.. مُعتلّة رغم خطورة ما حدث لرجال التربية فإنّ ذلك لم يمنعهم من دعم اخوتهم رجال الصحة العموميّة الذي تعيش احدى مؤسساتهم ظرفا دقيقًا بل صعبًا وخطيرًا وأعني مستشفى الهادي شاكر بصفاقس الذي أصدر في شأنه وشأن إطاراته بيان مساندة من رجال التعليم وكذلك من المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير. وقد نصّ البيانان (النقابة الجهوية للتعليم الأساسي والاتحاد الجهوي) على المساندة المطلقة لنقابيي الصحة وكافة نقابيي الجهة في نضالاتهم المشروعة. كما عبّر الاتحاد الجهوي عن تضامنه مع الإخوة النقابيين الذي تعرّضوا الى اعتداء وحشي ولا انساني. ودعا البيان الى الافراج الفوري عن الموقوفين وفتح تحقيق في الموضوع من حيث أصله وفروعه... ومتابعة للموضوع عقدت نهار أمس الخميس ندوة اطارات قطاع الصحة سنوافيكم بأطوارها ومداولاتها في الأسبوع المقبل.