يجندونكم بالوكالة للقتال في حروب غير حروبكم ويقنعونكم أن الموت شهادة تجيزكم الجنّة حيث تنتظرهم حور العين. وبعد أن تقتنعوا بموتكم المحتوم يقبض شيوخهم بالدولار ثمن أرواحكم قبل حتّى أن تصعد إلى خالقها.. إنّكم جناة وإرهابيون في نظر كلّ دول العالم ولكنّكم ومن منظور آخر ضحايا الجهل المقدس وسياسات الدمغجة وغسل الأدمغة وحطبا لمعركة المصالح الإقليمية والدوليّة التي تخاض لإعادة إنتاج نفس منظومة الهيمنة والتبعيّة ولحماية نفوذ القوى الكبرى ضدّ النهوض الشعبي العربي. يجندونكم للقتال بالوكالة في حروبهم تحت شعارات دينيّة خادعة ترفع للتضليل باسم حماية المقدسات والجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله قاهر الجبّارين من الصهاينة والاستعماريين الجشعين أعداء البشريّة عاليا. بلى إنّها حروب لوجه السلطة والمال وتكريس المصالح الاقتصاديّة للدول الكبرى التي تنتهي ربحا في جيوب أثرياء العالم، أنتم بالنسبة لهم مجرّد أدوات للقتل وسفك دماء الأبرياء مثلكم من الشعوب المستغلّة والمضطهدة، وأنتم في نظرهم آلة قتل غير مكلفة ومجموعة مرتزقة ومأجورين مهما كانت نواياهم طيّبة وصادقة، لأنّ الجشع الاستعماري لا يؤمن بالنوايا الطيبة.. ستعاملون بعد انتهاء غبار المعارك لا كالأبطال الفاتحين بل ستلاحقون في كلّ مكان من جميع أجهزة المخابرات الدوليّة بوصفهم إرهابيون قتلة بالرغم عمّن جندكم وسلحكم وسهّل لكم دخول لعبة الموت باسم المقدّسات، لا تتذاكوا أو تقتنعون بما يوهمكم به بعض العملاء تجار الدين بأن تحالفكم مع أعداءكم الطبيعيين أعداء البشرية المضطهدة من الامبرياليين مجرّد تكتيك لتحالف مرحلي سرعان ما سينتهي بمجرد تمكنكم من الانتصار على عدوّكم وعدوهم المشترك، فما تفكرون فيه أو ما يقدّم لكم على أنّه تبرير لتحالفكم المشبوه مع أعداء الأمّة لا يقنع حتّى الأطفال فكما تفكرون يفكرون وكما تمكرون يمكرون ولكنّ الفرق أنهم يعرفون عنكم كلّ كبيرة وصغيرة من معلومات تخزّن في مراكزهم الاستراتيجيّة والإستخباراتيّة للاستعمال بعد أن تنفذوا مؤامرتهم للقضاء عليكم بأسهل ممّا تتصورون ولهم كل الوسائل والإمكانيات المناسبة لسحقكم عن بكرة أبيكم كما سحقوا الذين من قبلكم والأمثلة لا تعدّ وتحصى ولا تتصوروا أنّ إمارات الخليج وعلى رأسهم العائلتين الحاكمتين في السعوديّة وقطر سيحزنون أو يأسفون لتقديمكم قرابين لإرضاء أولياء أمرهم وحماتهم من الأمريكان والصهاينة فهم لا حول لهم ولا قوّة مسيرون لا مخيرون تقودهم غرائز حبّ البقاء في السلطة ولا يعنيهم خراب الأمّة وقد فعلوها بكم سابقا عندما كنتم غرباء في أفغانستان تباعون بالدولار للجيش الأمريكي وتطعنون في الظهر ممّن تصورتموهم اخوة لكم في الجهاد المقدس.. لكم أتساءل أحيانا ألا تتوقفون للحظة للتدبر والسؤال لماذا تقتلون في اليمن وأفغانستان والصومال ومالي وسابقا في البوسنة ويلقى برفات زعيمهم بن لادن في البحر وليمة للحيتان وتموّلون في سوريا وتفتح لكم كلّ الحدود من تونس الى ليبيا وصولا الى تركيا وتزودون بكل أنواع الأسلحة لبثّ الفوضى والخراب ؟؟ سؤال أعرف أن شيوخهم وأمرائهم الذين غسلوا أدمغتكم لم يتركوا لكم عقلا لتتدبروا به الأمور وأوهموكم أنّ الأمر والطاعة للأمير ولو كان على خطأ بمثابة طاعة اللّه، المثل العربي يقول «الغبي من لا يتعض من التجربة» و»لا يلدغ المرء من الجحر مرّتين» ألم تكن تجربة من سبقكم من»المجاهدين الأفغان» الذي كانوا يجندون بالآلاف للقتال في أفغانستان بمعرفة المخابرات الأمريكيّة والفرنسيّة والسعودية الخليجيّة والمصريّة في الوقت الذي كان فيه جيش العدو الصهيوني بقيادة السفّاح شارون يجتاح العاصمة بيروت لذبح الفدائيين الفلسطينيين والعرب واللبنانيين، وما أشبه اليوم بالغدّ، حين تجنّدون لنفس المهام ومن نفس الأدوات الاستعماريّة « للجهاد في سوريا العربيّة التي احتضنت المقاومتين الفلسطينية واللبنانيّة وأمدتها بالسلاح بقطع النظر عن الموقف من سياسة النظام الداخليّة وتتناسون أنهم على بعد أمتار من نقاط الحدود التي تتسللون منها توجد فلسطين الحبيبة التي يجثم على صدرها العدوّ الحقيقي للأمّة لا العدوّ الذي يصوّر لكم على أنّه الشيطان الأكبر، هذا العدوّ الذي يستكمل في غفلة منّا ومنكم تهويد القدس الشريف وصهينة ما تبقّى من هويتها العربية الاسلاميّة عبر بناء المستوطنات وتهجير شذّاذ الآفاق لتغيير خارطتها الديمغرافيّة مقدمة لهدم أساسات المسجد الاقصى وبناء «هيكل سليمان» المزعوم على أنقاضه.. إن لم تعتبروا من التاريخ وأعمتكم غرائز الانتقام الطائفي الأعمى عن التفكير فيما يعدّ لكم في الحرقة الطائفيّة السوريّة فلكم في الغارات الصهيونيّة على غزّة وفي آلاف المقاومين المعتقلين في سجون الإحتلال دليل على أنّ بوصلة جهادكم قد أخطأت هدفها وحادت عن سبيلها.