«الدنياغلات» هذه أكثر العبارات استعمالاً عند المواطن التونسي الحامل للقفة لصالح العائلة بعد أن رفض أن يحملها لصالح أولى الأمر. ذلك المواطن المحايد المرهق من الجري اليومي وراء تفاصيل البصل، والكوش والحليب و«حب الخبز وأنت جاي».. ذلك المواطن الذي جعله حياده بعيدا على مرمى صاروخ أو أبعد من المنح والترقيات والامتيازات، وجعل إهتمامه بشؤونه وعدم «التكوليف» خارج دائرة المحسوبية والرشوة في خطر متواز مع ما يمكن أن يجنيه موظف يقدّر منصبه الاداري حق قدره ولا يكتفي في مكافأة نفسه على منصبه بأجر الدولة. فعلا «الدنياغلات» فربطة تتسلّق يوميا مراتب الأسعار لتبلغ درجات محترمة لا تقلّ عن نصف دينار و«تكرفص» بذلك حال المواطن الطيب الصالح اللي «دابو داب روحو». من ميزات التسلّق في السعر ولكنّه وسيلة للتسلّق. بعض التجار من باعة «العشب الصالح للطبخ» ظلّ على حاله وراء «النصبة» ويتمتم ما تبدل شيء بعضهم يصرخ عند الحديث عن الحكومة «على روحها» في إشارة إلى التجاهل الممزوج بالغضب والإمتعاض. وقد يشرح بعد ذلك بالقول «حكومة موش حكومة، ترويكا.. معارضة النصبة موجودة و ماشي وفي الآخر بالكلّ تغلى الدنيا.. نغلو وديما يمشي». قلّة قليلة من التجار.. التجار الحقيقيين موش لعب انتقلوا من وراء كرسي النصية إلى الجلوس في كراسي المحافل الدولية. عندما تحدّثت مع أحدهم أنّ البعض استفاد من أجاب أولائك فهموا التجارة بالصحيح.. صحّة ليهم.