نحن أعضاء نقابة مصنع التبغ بالقيروان اعترضنا في ما مضى وبشدّة على تسمية السيد م.ش.أ رئيسًا مديرًا عامًا للوكالة الوطنية للتبغ والوقيد ومصنع التبغ بالقيروان لأسباب سنأتي على ذكرها قصد إنارة الرأي العام: السيد م.ش.أ. هو رمز من رموز التجمع بامتياز، بل هو مؤطر تجمّعي. أشرف على الحملة الرئاسية بالقيروان في التسعينات. وبيّن اصرار سلطة الاشراف على التمسّك بالسيد المدير الآنف الذكر لأسباب أصبح الجميع يعرفها، ورفضنا القاطع وعدم قبولنا به كرئيس مدير عام، اضطررنا لاقتراح يقضي بتسمية مدير عام على رأس كل مؤسسة على حدة. وبسرعة وبسهولة منقطعتي النظير، قبلت سلطة الإشراف بمقترحنا وفي زمن قياسي نقحت القانون الأساسي للمؤسستين (التنظيم الإداري والمالي) وسمّي بمقتضى ذلك مديرا عاما للوكالة ومديرًا عاما للمصنع. وبدأ السيد المذكور أعلاه وبعض المسؤولين بالوزارة التلاعب بالقطاع وبمصالحه كيف ما شاؤوا وها هم في الآونة الأخيرة يفاجئوننا بما لم يكن في الحسبان وما لم يخطر على بال بشر، الشيء الذي أجبرنا على اللجوء إلى وسائل الاعلام والاستغاثة بالمسؤولين من رئيس الحكومة إلى رئيس الجمهورية وإلى كل غيور على هذه البلاد. لقد رافق السيد م.ش.أ بعض المسؤولين بالوزارة في رحلة إلىدولة الإمارات العربية المتحدة ورحلتين إلى سويسرا، تميّزت كلّها بالتكتّم الاعلامي خاصة تجاه مصنع التبغ بالقيروان. وكأنّ إدارة المصنع ليست جزءا من القطاع. وعلمنا أنّ الرحلتين الأخيرتين إلى سويسرا وقع فيهما التفاوض مع شركة التبغ اليابانية JTI دون أن يكون لنا علم بهذه المفاوضات إلى أن وصلوا إلى اللمسات الأخيرة من الاتفاقيات التي دار حولها النقاش، فقد تمّ استدعاء المديرين بمصنع التبغ بالقيروان عن طريق المدير العام الجديد للمصنع الذي لم يمض على تعيينه أكثر من شهر بعد أن أجبروا المدير العام السابق بطرق غير مباشرة على «الهروب بجلده» تمّت دعوتهم لاجتماع ثلاثي بمقر الوزارة (الوكالة الوطنية للتبغ مصنع التبغ بالقيروان JTI. وترأس الجلسة مسؤولون سامون بالوزارة. أمّا موضوع الاجتماع المعلن فهو شراء صنع سجائر من الشركة اليابانية JTI. هذه الآلات معدّة أصلا للإتلاف وكأنّ المصانع المصنعة لمثل هذه الآلات أغلقت ولم يبق لنا خيار سوى اللجوء إلى هذه الشركة اليابانية لتزويدنا بهذه المعدّات، أمّا الموضوع غير المعلن فهو اقتراح التفويت في القطاع (الخوصصة) Privatisation والطريقة المثلى بجميع مراحلها لتنفيذ ذلك. وتجدون صحبة هذا المكتوب ملفا بإمضاء شركة JTI يؤكد ما قلناه، نعم، وصل الأمر إلى أن تقترح علينا شركة أجنبية التفويت في القطاع الذي يدر آلاف المليارات على خزينة الدولة وفي عقر دارنا، وذلك في وزارة المالية التي أصرّ بعض مسؤوليها وحرصوا كلّ الحرص على إتمام الصفقة وبسرعة مذهلة!!! لولا تدخل بعض المديرين والذين اعترضوا بشدّة اقتناء هذه الآلات. الشيء الذي نستغرب له كنقابة أساسية هو أنّ مسؤولاً بوزارة المالية يلوح منذ مدّة بضرورة اصلاحات شاملة وإعادة هيكلة قطاع التبغ. فهل هذه مشاكل ونقائص القطاع وإخلالاته. وهل يندرج اقتناء آلات صنع السجائر معدّة للإتلاف من JTI ضمن برنامج الاصلاح الهيكلي للقطاع؟! السادة المسؤولون، نحن أعوان مصنع التبغ بالقيروان لم نضرب عن العمل ولو بساعة واحدة منذ هروب المخلوع، بل أكثر من ذلك، نحن ليلة 14 جانفي 2011 بتنا نعمل وواصلنا عمليّة الإنتاج وكان ذلك بصفة واعية ومسؤولة، لكنّنا مستعدّون للنضال من أجل الدفاع عن مستقبلنا ومستقبل أبنائنا، ونرفع سؤالا نريد له جوابا: متى سيقع استئصال رموز الفساد ومحاسبتهم؟!