مثل الاعتداء على مقر الاتحاد وتعنيف النقابيين في بطحاء محمد علي من طرف ميليشيات معادية للاتحاد حدثا هز المجتمع التونسي باعتبار خطورة هذه الممارسات وتجاوزها كل الخطوط الحمراء، وباعتبار ان اللجوء الى العنف واستعمال الميليشيات ممارسة «فاشية» قد تهدد الانتقال الديمقراطي غير ان الاكثر خطورة من الاحداث هو سعي بعض الوجوه السياسية من المنتمين لحركة النهضة الى طمس الحقائق وابراز صورة لا توجد الا في أذهان أصحابها، حيث تحدث رئيس كتلة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي عن كون النقابيين تسلحوا بهروات وعصي وانهم من قاموا بالاعتداء على الميليشيات؟! هكذا !؟ كما تحدث صوت اخر عن ضرب النقابيين لبعضهم وبراءة الميليشيات من دمائهم يا وا& عجب؟! ولمزيد توضيح المشهد ورغم ان الصور لا تكذب وتعكس حقائق متناقضة مع ادعاءات اصدقاء الحكومة، اتصلنا بالاخ فتحي الدبك رئيس اللجنة المشرفة على تنظيم احتفالات الاتحاد العام التونسي للشغل بالذكرى 60 لاغتيال الزعيم التاريخي فرحات حشاد. ذكر الاخ الدبك ان النقابيين الحاضرين في بطحاء محمد علي في اطار لجنة التنظيم العادية فوجئوا في حدود منتصف النهار من يوم الثلاثاء 4 ديسمبر 2012 بقدوم حوالي 100 نفر غرباء عن البطحاء. وقد تجاوز النقابيون عن هذا الحضور المفاجئ نظرا لايمانهم بحق الجميع في احياء ذكرى اغتيال فرحات حشاد على اعتبار انه زعيم وطني، بعد هذا الحضور المفاجئ بقليل أخذت عدة أفواج من الميليشيات تفد على البطحاء بشكل منظم وباستعمال وسائل نقل وسط تقاعس أمني مفضوح ينبئ بوجود تنسيق بين هذه الميليشيات ووزارة الداخلية وأخذ عددهم في التزايد ليبلغ قرابة 700 شخص، وبشكل منظم ووفق جدول زمني قامت الميليشيات في البداية برفع الشعارات المعادية للاتحاد والنقابيين ثم رفعوا اللافتات وتحولوا بعد ذلك الى استعمال العنف ضد النقابيين مستعملين راميات غاز خاصة بوزارة الداخلية وهروات وقارورات غاز وفي اطار مقاومة الهجمة الشرسة على النقابيين وعلى مقر الاتحاد اشتبك النقابيون الحاضرون مع عناصر هذه الميليشيات وأفتكوا منهم بعض الهروات التي كانوا يتسلحون بها. وتواصلت الاشتباكات الى حدود قدوم الطلبة والمحامين الذين سمعوا بالاعتداء الوحشي وجاؤوا لنصرة الاتحاد، ومع قدوم النقابيين واعداد كبيرة من انصار الاتحاد من طلبة ومحامين وأحزاب سياسية قامت قوات الامن بإبعاد الميليشيات. وللاشارة فان هذه الميليشيات مرتبطة بحركة النهضة لأن عددا كبيرا من العناصر التابعة للميليشيات وجوه معروفة في تنسيقيات حركة النهضة وتواجدها في بطحاء محمد علي ومشاركتها في الاعتداء على الاتحاد موثق بالصور والفيديوات. وعن كون النقابيين اعتدوا على بعضهم البعض اعتبر الاخ فتحي الدبك ان هذا الادعاء مضحك. وأشار الى ان الحديث عن تسلح النقابيين بالهروات مسألة مغلوطة وان الحقيقة هي ان النقابيين افتكوا الهروات من عناصر الميليشيات وانه من غير المعقول ان يحتفل النقابيون بذكرى اغتيال زعيمهم وهم يتسلحون بالهروات. واستغرب الدبك من محاولة صاحب الادعاء قلب الاحداث وكأن النقابيين هم من هاجم الميليشيات في مقراتهم وليس العكس. وتجدر الاشارة الى محاولة حركة النهضة تسويق صورة مغايرة للواقع سواء عبر استعمال صفحاتها في الموقع الاجتماعي فايس بوك او عبر تصريحات بعض المسؤولين الحزبيين وهو أمر غريب حيث كان من الاجدر بالحركة ان تتحمل مسؤوليتها وان وان تندد بالعنف وان لا تنجر وراء محاولات تبرير فاشلة.