يحيي العالم اليوم الذكرى 64 للاعلان العالمي لحقوق الانسان، وهي ذكرى تكتسي أهمية بالغة لدى كافة محبيّ السلام والعدل في هذا العالم الذي يتسم بتفاقم الاضطهاد والمسّ بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. لقد حرص الاتحاد العام التونسي للشغل منذ تأسيسه على الدفاع عن هذه المبادئ والحقوق واختار الوقوف دوما في صفوف مناصري حقوق الانسان والعدل والسلام في العالم ودفع مؤسس منظمتنا العتيدة فرحات حشاد حياته ثمنا لدفاعه عن الحق في استقلال بلده في تنظيم نقابي حرّ ومستقل وديمقراطي. كما نبّه الاتحاد العام التونسي للشغل في كافة المحافل الدولية الى ضرورة التصدي للتراجعات الخطيرة التي تواجه العالم مع ارتفاع نسب البطالة واستهداف الحق في التعليم والصحة ومحاولات ضرب الحق النقابي وتهميش دور النقابات وتقليص هامش الحوار بين المجتمعات في العالم مما ولّد مظاهر من الفقر نتيجة غياب سياسة اجتماعية عالمية عادلة ومتجانسة، كما وقف الاتحاد ضد الانتهاكات التي تستهدف حرية الرأي والتعبير وكذلك التي تستهدف الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للفئات الشعبية وخاصة منها الشباب والمرأة والمعوقون والمهاجرون وبقية الفئات الاجتماعية الهشة. اننا ونحن نحيي هذه الذكرى في مناخ يهدد يوما بعد يوم بتصعيد العنف ضد الاتحاد ومناضليه والنسيج الجمعياتي المدني وخاصة منظمات النساء وآخرها ما تعرض له الاتحاد من اعتداءات على يد ما يسمى برابطات حماية الثورة استهدفت المقر المركزي للاتحاد ومناضليه بمناسبة احياء الذكرى 60 لاغتيال الزعيم فرحات حشاد فاننا نهيب بكل القوى الديمقراطية المدافعة عن حقوق الانسان التجند للتصدي لمختلف أشكال الاعتداء المادي والمعنوي على الحريات العامة والفردية والالتفاف على المكاسب التي تحققت بنضالات الاتحاد وقوى التقدم في تونس. اننا ونحن نحيي هذه الذكرى لابد ان ندين بشدة تواصل الاعتداءات والجرائم المتكررة تجاه شعبنا العربي في فلسطين ولبنان والسودان حيث نسجل تزايد المظالم المسلطة على شعبنا الفلسطيني وانحياز امريكا وحلفائها الى اسرائيل في مسّ صارخ بمبادئ حقوق الانسان. ان إحياءنا للذكرى 64 للاعلان العالمي لحقوق الانسان، مناسبة نجدد فيها تمسكنا بالنضال من اجل تثبيت الحقوق الاساسية للانسان وتقرير الحقوق والحريات النقابية.