وصلتنا ثلاثة اصدارات حديثة صدرت مؤخرا لكتّاب وشعراء عمانيين من الجيل الشبابي وهم الشاعر خميس قلم والشاعر عبد الله العريمي والقصّاص مازن حبيب وهي تحمل كلها نفسا حداثيا من حيث اساليب البناء والكتابة ومن حيث المضامين المطروحة سواء الشعرية او النثرية. مازال تسكنه الخيام هو العنوان الذي اختاره الشاعر العماني «خميس قلم» لمجموعته الشعرية التي صدرت عن دار الانتشار العربي وقد احتوت على 18 نصّا شعريا انتثرت من بين أضلع الشاعر شهقة شهقة ليقطع بها ثلج المسافات الى ورق الفصول دون أن تخدشه غمامة صيف أو تقيّده ضفيرة ليل... كتب الشاعر خميس قلم الى أمّه فقال في أوّل نص لمجموعته الشعرية «مازال تسكنه الخيام»: «عندما أرجع يا شمس إلى أمّي سألقيها عليها علها ترتد من بعدُ شبابا وأنا أرتدُّ طفلاً في يديها» كونشيرتو الكلمات عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر أصدر الشاعر العماني عبد الله العريمي مجموعته الشعرية التي وسمها ب «كونشيرتو الكلمات» وقد وزّع متنها الذي امتدّ على مائة صفحة من الحجم المتوسط الى عشرين نصّا عمّدها جميعا بموسيقاه الخاصة بحثا عمّا يلائم عرس قصيدته وما يشعل مفاتن اللقاء بين كلماته وقارئه.. يقول عبد الله العريمي في قصيدة «كيف اختصرت جميع النساء» ضمن مجموعته هذه: «تمرين بين السطور كأنك مملكة من عبير وشعبٌ رقيق مضيء ككل العصافير والاغنيات وتمشي بك الارض في داخلي فجّسي عروقي بريشة أنثى لأغمر عينيك ضوءا... وكحلا... وعطرا» الذاكرة ممتلئة تقريبا إثنتا عشرة قصة قصيرة أثّث بها القصّاص العماني مازن حبيب مجموعته القصصية «الذاكرة ممتلئة تقريبا» والتي صدرت ضمن مشروع وزارة التراث والثقافة لنشر إبداعات الكتاب العمانيين ضمن سلسلة إصدارات متتابعة إحتفاء بمسقط عاصمة للثقافة العربية لعام 2006. وقد وزّع مازن حبيب سردياته القصيرة إلى ذاكرتين ورتبهما عكسيا حيث قدّم الذاكرة الثانية عن الذاكرة الاولى وقد ضمّت الذاكرة الثانية قصصا قصيرة هي «رحلة القملة» و»تأهب الدقائق» و»الذاكرة ممتلئة تقريبا» و»الكابتن حمدان» و»حدث في المقهى» و»إنديا ليست من الهند» أمّا الذاكرة الاولى فقد احتوت على قصص «جامع البرتقال» و»المسافر» و»الخائنة» و»سعّود» و»الوحيد» وأخيرا «الشارع الطويل» وقد كتب مازن حبيب نصوص هذه المجموعة في فترات متراوحة بين دولته عمان وبعض ولايات امريكا مثل تكساس وأريزونا وشيكاغو..