حُرمت المسرحية الجديدة للفاضل الجعايبي وجليلة بكار الموسومة ب «خمسون» من الحصول على تأشيرة العرض في تونس، وذلك بموجب «الملاحظات» و «المؤاخذات» التي وقفت عليها لجنة التوجيه المسرحي بعد الاطلاع على نص «خمسون». ومن هذه الملاحظات، حذف الحركات النابية التي تقوم بها شخصية جمال المداني، وحذف الأسماء والتواريخ «النابية» وعدم توظيف واستعمال آيات قرآنية ولا الأعياد الوطنية ... وعدم استعمال أسماء العلم كالمدن (تونس، قفصة، القصرين...) وللعلم فإن «خمسون» عُرضت بفرنسا الصائفة الأخيرة بفضاء «الأوديون» ولاقت استحسانا منقطع النظير من قبل من شاهدها خاصة من أهل الاختصاص، أي المسرحيين والمشتغلين بالفن المسرحي كما أسالت الكثير من الحبر على أعمدة أكثر من مجلة وصحيفة في أكثر من دولة. وتطرح مسرحية «خمسون» قضية الإرهاب بمختلف أشكاله الفكري والمادي والايديولوجي، من خلال علاقة أم خمسينية (تقدمية) بإبنتها التي سافرت الى فرنسا لمواصلة دراستها فعادت اليها مُحجبة فكان التناقض مُحفزا للخوض في تفرعات فكرية وحياتية بين الأم وابنتها. ولئن قام الفريق العامل بهذه المسرحية بالعديد من المحاولات للحصول على التأشيرة وبالتالي عرض هذه المسرحية للجمهور التونسي فإن كل المحاولات باءت بالفشل ولم يتحصل الفاضل الجعايبي لا على التأشيرة ولا على الدعم ولا حتى على فضاء للتمارين.