إثر تنفيذ الاضراب الذي بلغت نسبته 92% تحولت جموع المعلمات و المعلمين في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم الاربعاء 24 أفريل 2013 إلى مقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس رافعين شعارات الوفاء الدائم لمنظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل وتمسكهم بالدفاع عنها من كيد الكائدين والذين في قلوبهم مرض. وفي حضور العدد الهائل من المعلمين والمعلمات استقبل الأخ رابح واردة الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي بحفاوة الأخ نبيل الهواشي الكاتب العام المساعد للنقابة العامة للتعليم الأساسي وأعضاء المكتب التنفيذي بالجهة يتقدمهم الأخ محمد شعبان. ثم استهلّ كلمته لإرسال تحية نضالية لعموم مدرسي التعليم الأساسي الذين استجابوا لقرارات الهيئة الإدارية الوطنية والتي دعت إلى إضراب يوم 24 أفريل 2013 بسبب سياسة وزارة الإشراف التي لم يكفها التراجع عن الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين بل كرست التفافها على اتفاقيات أخرى ممضاة منذ سنة 2011 ولم تقم بتفعيلها وتتمثل هذه الاتفاقيات أساسا في اتفاق 15 جوان 2012 القاضي بالترفيع في منحة الإدارة وتنظير المساعدين البيداغوجيين بالمتفقدين في منحة التنقل الكيلومترية والترفيع فيها واسناد منحة الريف واتفاقيتي 30 سبتمبر و 14 ديسمبر 2011 القاضيتين بتعميم منحة العودة المدرسية ومضاعفة منحة الريف على قسطين سنتي 2012 و2013 واتفاقية 2003 في بندها المتعلق باحتساب سنوات التقاعد في الأقدمية العامة. كما شدد الأخ رابح على سياسة المماطلة و التراجع ومواصلة ضرب مصداقية التفاوض التي تمارسها وزارة التربية و التي لا يمكن أن تحجب مدى الاهمال الذي تعاني منه المؤسسات التربوية من حيث البنية التحتية و انعدام وسائل العمل البيداغوجي وتهميش إدارة المدرسة الابتدائية و التلكؤ في اعتبارها مؤسسة عمومية ذات صبغة ادارية تتمته بالشخصية القانونية و الاستقلال المالي بما يسمح لها بالتمتع بالتمويل العمومي من ميزانية الدولة و بضمان استقلاليتها عن التدخل الخارجي في شؤونها وبتكريس وحدة المنظومة التربوية . ثم أحيلت الكلمة إلى الأخ نبيل الهواشي الذي حيى بحرارة مناضلات و مناضلي قطاع التعليم الأساسي بصفاقس مؤكدا على أن ما أنجزه المعلمون والمعلمات يوم 24 أفريل2013 من نجاح باهر في إضرابهم ليس عزيزا على صفاقس قلعة النضال والصمود والتاريخ شاهد على ذلك مذكرا بتلكؤ الوزارة وانتهاجها سياسة التسويف والمماطلة الشيء الذي يتطلب من رجال التربية و التعليم مزيد الالتفاف حول منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل. كما تناول الكلمة الأخ محمد شعبان الذي استهلها بمدى التزام الهياكل النقابية بالشفافية وعدم المغالطة في مد الرأي العام بالنسبة المائوية للاضراب خلاف ما تروجه الأصوات الناعقة والمأجورة ثم بين شعبان أن نسبة الإضراب التي فاقت 92% هي خير ردّ على الذين يشككون في صلابة ووحدة النقابيين قائلا: « دوويو ماتنجمناش يا عريض وأيتها الحكومة الفاشلة أنت السبب في سلسة الإضرابات في جميع القطاعات لفقدانك للمصداقية وتراجعك عن الاتفاقيات المبرمة وتلاعبك بمصالح الشغيلة وفي الوقت نفسه غلاء المعيشة ومحاولة ذر الرماد على العيون بتخفيضات بالمليمات وهو ضرب من الاستهزاء والضحك على ذقون الشعب ولكن نقول لك أيتها الحكومة أيضا ما يقعد في الواد كان حجره. وكم من الذين سبقوكم من رئيسي الدولة ورؤساء حكومات ووزراء حاولوا زعزعة الاتحاد ولكن منظمتنا عصية و عتيدة عليكم جميعا » كما لم يفوت شعبان الفرصة للتوجه إلى الذين يريدون شراء تونس كدولة قطر وبعض رؤساء الأموال بأن ذلك لن يكون في ظل وجود الاتحاد العام صمام الأمان والمدافع عن سيادة تونس وأمنها واستقرارها وختم شعبان كلمته بدعوة لجان التعليم الأساسي بأن يكونوا يقظين ولا يتأثروا ببيانات ولا أجندات نعرف من يقف وراءها وما يراد بها إلا الإطاحة بالاتحاد. فالمطلوب طول النفس النضالي والصمود حتى يحافظوا على منظمتهم وكي تبقى شامخة أبد الدهر. وعلى هامش هذا الاجتماع الغفير التقت الشعب بالأخ نيل الهواشي الذي أفادنا بما يلي: «مجيئي إلى صفاقس في هذه المحطة النضالية يندرج في إطار تأطير التجمعات العامة التي تنظمها الجهات إثر كل إضراب لتدارس الملابسات الحافة بالإضراب والتباحث في الصيغ النضالية اللازمة لمواصلة النضال من أجل مطالب المعلمين والممثلة في إصدار النظام الأساسي وفي الصيغ العملية المتفق عليها مع وزارة الإشراف وتفعيل الإتفاقيات الموقعة والتي حل أجل تنفيذها إضافة إلى مطالب تمثل هاجسا حقيقيا بالنسبة إلى المعلمين كالترفيع في منحة مستلزمات العودة المدرسية واحداث منحتي نهاية الخدمة ومخاطر المهنة والتخفيض في ساعات معلم التطبيق الأول ومراجعة الفصل 25 من القانون التوجيهي. إن هذا الإضراب هو محطة أولى ستليها حتما محطات نضالية أخرى ما لم تتحقق مطالب المعلمين المشروعة».