في ظلّ مفاوضات وُصفت من طرف النقابة العامة بأنها غير جدية واتّسمت بالمماطلة والتسويف ولم يرتق إلى نضالات المعلمين ومنعهم الأولوية للمطالب التي تستجيب لأهداف الثورة انعقدت الجمعة الماضي الهيئة الادارية للنقابة العامة للتعليم الاساسي برئاسة الاخ حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية وكان على جدول اعمالها النظر في سير المفاوضات مع سلطة الاشراف وتقييم نتائج جلسة يوم 18 أفريل 2012 المتعلقة بالنظام الاساسي. كيف تعاطت الهيئة الادارية مع نتائج المفاوضات وبماذا تتمسك وأي قرار ارتأته لتحقيق مطالب المعلمين؟ الاتحاد محكوم بدوره الشرعي والتاريخي في حراك ثورة 14 جانفي ضمن هذا التوجه ركز الأخ حفيظ حفيظ تدخله الذي جاء تأطير الاشغال الهيئة الادارية على ثلاثة محاور هامة تعلقت بالوضع النقابي العام في علاقة بتفاعلات الساحة الساسية وبالملفات الاجتماعية المطروحة على الاتحاد في هذه الظرفية وبالمفاوضات الخاصة بقطاع بالتعليم الاساسي. 1) الوضع النقابي العام أكد الأخ حفيظ ان الاتحاد العام التونسي للشغل يشهد حراكا متنوعا في التزام كامل مع ثوابته ومبادئه التي انبنت على التلازم بين البعد السياسي والاجتماعي وضمن هذا السياق نزل رئيس الهيئة الادارية استعدادات الاتحاد للاحتفال بالعيد العالمي للشغل في الشارع الذي شهد ثورة 14 جانفي لتكريس موقعه المتقدم في حراك هذه الثورة واعتبر المرحلة مفصلية في تاريخ البلاد ومن واجب الاتحاد ان يؤدي فيها دوره التاريخي المحكوم بشرعية نضاله سواء من أجل الاستقلال أو من اجل بناء دولة الاستقلال وبين ان للاتحاد استحقاقات سياسية ومن بينها العمل على احداث دستور للبلاد ديمقراطي وتقدمي متضمنا لكل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للعمال. 2) الوضع الاجتماعي لاحظ أن الاتحاد العام التونسي للشغل يضع في اعتباراته أولويات المطالب الاجتماعية التي يمكن ان تستيجب لأهداف الثورة ومنها بالخصوص مسألة التشغيل والغاء اشكال العمل الهشّة وحماية المقدرة الشرائية للعمال وأكد ان الاتحاد قطع اشواطا على درب تسوية بعض المطالب وهو يتطلع الى مفاوضات جادة ومسؤولة خلال هذه الايام لرفع حيف الاسعار والتهابها ورفع المظالم المسلطة على العمال في العديد من القطاعات. 3) مفاوضات التعليم أكد ان هناك تعاملا مع بعض المطالب بسياسة المكيالين وقصد بذلك المنحة الخصوصية التي حرفتها بعض الوزارات (وزارة الصحة والتعليم العالي والفلاحة) وتمتنع عنها وزارات أخرى مثل وزارة التربية والتعليم ليثير تساؤلا هل ان هذه الوزارات تعمل خارج اطار الحكومة المؤقتة القائمة؟ وأعلن ان الاتحاد العام سيعمل على تكريس حوار اجتماعي يقوم على التلازم بين الأخذ بالاعتبار الاولويات المطلبية والتنمية العادلة والتشغيل بجزئية المتعلقين بالعاطلين وبتسوية اشكال العمل الهش وهنا أكد ان الاتحاد لم يتفاعل مع مشروع قانون المالية الاضافي لتكريسه نفس المناهج والآليات التي كانت قائمة وشدد على أن الاتحاد يسعى الى عقد اجتماعي وليس عقدا مجتمعيا كما ذهب البعض إليه. مفاوضاتنا من أجل رفع المظالم من جانبه لاحظ الأخ الطاهر ذاكر الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الاساسي ان القطاع رغم ما قدمه من نضالات ورغم موقعه المتقدم في حراك ثورة 14 جانفي ورغم مسايرته للأولويات التي تجسم اهداف الثورة فإنه مازال عند نقطة البداية في مفاوضاته مع سلطة الاشراف فضلا عن الممارسات التي يلامسها يوميا من تهديد وعنف وغيرهما وهنا أكد أن القطاع ومن خلال منظمته العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل سيواصل نضالاته من أجل تحقيق أهداف الثورة واعتبر مفاوضات القطاع مع وزارة التربية والتعليم قائمة على رفع المظالم وليس من أجل تحقيق امتيازات وأكد ان القطاع يقبل بتقاسم التضحيات لكنه يرفض سياسة المكيالين. ثم استعرض جانبا كبيرا من سير المفاوضات مع سلطة الاشراف منذ جانفي 2012 وخلص للتأكيد بأن القطاع لم يجن غير التلكؤ والمماطلة والتسويف الذي وصل إلى حد التحقير لهشاشة التمثيل الوزاري في المفاوضات وأعرب عن قناعاته بان القطاع الذي أخذ اهداف الثورة بيد سيأخذ باليد الاخرى مطالب القطع والنضال من أجلها في كل الظروف وبكل الطرق النضالية المشروعة. هذا وتجدر الاشارة إلى أن الجلسة الافتتاحية لهذه الهيئة تمت بحضور السيد روجي فيراري ممثل المنظمة العالمية للتربية الذي يؤدي رفقة وفد من المنظمة زيارة صداقة وتضامن الاتحاد العام التونسي للشغل في ظل ثورة 14 جانفي. هذه مطالبنا المداخلتان أطرتا لنقاش بدا ساخنا جدا واستمر إلى ساعات متأخرة من المساء ليسفر في النهاية عن التأكيد باحترام الاتفاقيات المبرمة الخاصة بالنواب المتعاقدين والمساعدين البيداغوجيين ومعلمي التطبيق الأول كما تم التمسك بتمكين كافة مدرّسي التعليم الابتدائي من منحة خصوصية على غرار ما تتمتّع به اسلاك بالوظيفة العمومية والترفيع في منحة مستلزمات العودة المدرسية بما يعادل راتبا شهريا يصرف بداية كل سنة دراسية. أعضاء الهيئة الادارية شددوا ايضا على ضرورة تطوير النظام الاساسي وادراج الاتفاقيات المبرمة ضمنه والترفيع في منحة الادارة وتنظيرها بالاعدادي والثانوي وتحسين الظروف المادية والمهنية للمدارس الابتدائية وكذلك تنظير اساتذة المدارس الابتدائية على اختلاف رتبهم مع زملائهم في الثانوي. .. وهذا قرارنا لتعاطي مع هذه المطالب وتفعيلها وإلزام سلطة الاشراف بالاستجابة لها باعتبارها مطالب مشروعة وتعد من قبيل رفع المظالم التي يعاني منها القطاع قررت الهيئة الادارية الدخول في اضراب انذاري عام كامل يوم الاربعاء 16 ماي 2012 بكامل المدارس الابتدائية.