لم يعد الأمر غريبا أو عجيبا في ما تعيشه معظم مؤسساتنا التربوية من استهداف صارخ نتيجة العنف الذي يمارس على العاملين داخلها أكانوا عملة أو إداريين أو مربين. وقد تضمنت كل اللوائح المهنية في جميع المستويات النقابية مطالبة وزارة الإشراف بالإسراع في إيجاد حلول لهذا التسيب المشين وإعادة الاعتبار للمدارس والمعاهد وللقائمين على شؤونها. آخر هذه الاعتداءات هو ما أستهدف له أستاذ التربية الإسلامية بالمدرسة الإعدادية الطاهر الحداد بصفاقس من عنف لفظيّ شديد داخل قاعة الدرس أمام مرآي ومسمع تلاميذه وملاحقته خارج المدرسة والاعتداء عليه جسديا وذلك من قبل أبوي تلميذته بادعاء أنه ضربها أثناء الدرس. اتصلنا بالأخ الحبيب الأرقش عضو النقابة الأساسية لصفاقس المدينة الذي مدنا بالتوضيح التالي: رواية الزميل تؤكد بأن هذه التلميذة كانت مصدر شغب وإزعاج أثناء حصة الدرس باعتمادها التشويش وإحداث الضجيج وقد حاول أستاذها إيقافها عن ذلك مرارا وتكرارا بكل لطف دون أن يعنفها أو يضربها ضربا مبرحا كما يدّعي والدا التلميذة اللّذيْن كان ردّهما غير مقبول وغير لائق بالتعدّي الصارخ والمهين على حرمة وكرامة الزميل الأستاذ مما حدا بزملائه داخل المدرسة الدخول في إضراب أيام 24، 25، 26، 27 أفريل 2013 وقد أخذت الأمور مجراها القانوني. لكن علينا أن نؤكد أن أساتذة المدرسة الإعدادية الطاهر الحداد لا يشعرون بالارتياح وأكدوا لنا أن ظروف عملهم داخل مؤسساتهم التربوية لا تُطاق ومزعجة جدا وذلك بسبب عدّة عوامل أبرزها فقدان المؤسسة لإطار إداري كفء يسيرها إذ أن مدير المؤسسة لم يستطع البتة السيطرة على أوضاع المدرسة التي تزداد تقهقرا يوما بعد يوم كما أن فقدانها لأبسط المعدات البيداغوجية والوسائل التربوية ضاعف من تردي أوضاعها.