يريدون إذلالك وسحب الثقة منك في مجلسهم الراقد على مصيرنا منذ جلبناهم من خطأ التقدير الذي لا أحد يعلم نهاية صلاحيته ...يريدونك إن تحضر في جوقتهم عزف اللوم والعزار والخنار ...يخفوف في جعابهم سهام التلميح والتصريح والتجريح ...ولكنك لن تحضر أمام من لا علم لهم بجلالة قدرك ومقدارك .. أنت يا من جمعت فيك الإسم الإلهي والحضرة المحمدية ...أسوة واقتداء بمن حملهما من قبلك من أهل السؤدد من البايات والبشاوات ...ركبّ الله فيك من الصفات ما لا يجتمع في غيرك. فأنت الرجل الزاهد في الدنيا، المترفع عن الصغائر، المحتسب لله عز وجل ......فللّه درك ما أعظمك حين تتواضع وتهب أوقاتك للناس ممن أحبوك ولكنّك في كرمك لا تنسى جنس مخلوق من النبات و الحيوان فتحن حتى على الحوت في عمق البحار . اسمح لنا، يا من إذا تكلمت في تونس او في قطر صارت الكلمات في فيك دررا ثمينة عليها بقايا الحمص المجلوب من ذوق االذواقين ومن تواضع من لا يتكبر في شموخه على الفقير الزوالي فيلبس مثله ويأكل ما يأكل ، أن نعطيك حقك ونلثم جبينك وأنفك ويدك الرقيقة ...لا تستمع إلى كلام من لا يتقنون غير التنابز بالألقاب ...فما ضرّ لو تمسحنا على أعتابك السخية وقبلنا أيادي الحضرة البهية .ذاك أقل ما نفعله اعترافا بجميلك... شكرا لك سيدي المنصف الثاني ولا تنس إذا زرت الخضار مرة أخرى مثلما ما فعلت في اول عهدك بالقصر أن تعرج على الحيوان في المسلخ البلدي القريب من سوق الجملة. لا شك أن الدواب كلها ستخرج هناك لاستقبالك هي أيضا ولعل منها من سيحلو له لثم يدك الزكية فالبشر والبهائم قد اجتمعوا في عشقك حتى صاروا إخوة أشقاء في محبتك.