كنت وجماعتي المعتادين من شتى أنواع المتقاعدين جالسين في قهوة الحاج مبارك »نتقهوج« ونتحدث عن ملابس الرجال والنساء في هذا الشتاء وما يجلب منها من الخارج بعد خلاص الجمارك فقال كريم ولد بيّة هيا نقصد السوق الاسبوعية التي فيها جميع البضائع الأجنبية ولقد سميتها بالمغاربية، فرأينا خلقا كثيرا وزحاما كبيرا فاستغربنا واقتربنا من هذه الأجنحة التي عليها كل الملابس والأمتعة وفيها النساء يقابلون الرجال، فقال كمال هذا عين المحال، فقال بوجلال لم يبق أي دلال لقد أخذته الأجال فهذا عنوان الشراكة والحرية ولقد أصبحت الحالة كالسلاطة المشوية والنساء سواء مع الرجال فتعجب سي محمود من هذا الوجود وقال لقد أصبح »للفريب« روّاد وفي كل بلاد فقال رشاد صحيح يا سي محمود فمن أين لهذه العباد من الجديد وقد خرجوا من ألف عيد وهم في بداية شتاء عنيد ولابد له من لباس ودثار مديد فتدخل جيلاني وقال يا إخواني لولا سوق »الفريب« وما يجود به علينا لعشش في أجسامنا »القريب« وهو متنفس للمسكين و»الزوالي« فقال أبو المعالي انه مقصود من البائس والسمين وحتى من يريد المعالي فهؤلاء يزاحمون الغلابة في هذه البضاعة فصاروا مستفيدين من هذه السلعة الرائعة والمدعومة و»يمخمخون« لحمة الكتف و»يمشمشون« كذلك لحمة »الكرومة« فقال العم حسونة رحم الله خالي رحومة أيامنا كان في العاصمة يدرس بالجامعة فكان يشري الكتب القديمة من شوارع المدينة العتيقة فقال عزالدين حتى الكتب أصبحت تباع »روبافيكه« فأجابه حمة الأنتيكة إن تلك الكتب حاملة العلم والأدب أصبحت تحمل على ظهر البهائم فمن يقرأها يصيبه الكلب الدائم في هذا الزمان الصعب والذي صار بلا »خزمة« ولا ميزان فالتهافت على ملابس الفريب والأمتعة المستعملة المجلوبة من بلد قريب او بعيد تقليعة بلا عنوان وسلوك غريب بليد يأتيه الشاري والمتفرج »الفالس« والمتبرج والناعس ليزاحم نسوة بلا خمار ولا سفساري ورجالا لم يخرجوا من »الرو ج« وحسابهم الجاري محجوج وهذه وضعية تضاف الى جملة المسائل الاجتماعية التي يتخبط فيها عالمنا الممروج في غليان الأزمة المالية ولعلك يا حمة يا فنان تتحفنا بمقامة جديدة في هذا الزمن اللعين تعالج هذه الطامة العنيدة بنجاح أو خسران.