يضم المركز الثقافي أبو القاسم الشابي بالفي الوردية 14 ناديا ناشطا بشكل مكثّف، منها نادي المسرح ونادي الفنون التشكيلية ونادي تعليم القرآن ونادي التنمية البشرية ونادي السلامية ونادي التعبير الجسماني ونادي الخط العربي... ومن السهل ملاحظة تكامل نوادي المركز في تنمية العملية التنشيطية التربوية الثقافية للطفل ينشط نادي اللغة العربية كل يوم سبت وأحد بالمركز الثقافي ويهتم بتنشيط معارف الطفل اللغوية والأدبية ويركز في أنشطته على النصوص الشعرية وخاصة القصصية. ورشة السرد والقصة: تهدف ورشة السرد والقصة إلى تنمية القدرة الإبداعية الأدبية للطفل واكتشاف المواهب الكامنة لديه من طريق إعداد جذاذة فنية للورشة منظمة بشكل محكم تهدف إلى تنشيط الحس السردي القصصي، وتنقسم الورشة إلى أربعة أبواب رئيسية متداخلة وهي : باب الأسئلة/ باب الخيال / باب الإبداع/ باب الإنتاج. تتضمن كل ورشة سردية قصصية أسئلة تفاعلية مع الأطفال لتوجيه الصياغة النهائية بإشراف منشط الورشة الذي يلمح أثناء العملية التنشيطية إلى ملاحظات لغوية تقويمية. تدفع العملية التنشيطية في الورشة في اتجاه التخييل والتشويق ودقة الوصف والطرافة والمحاورة بلغة عربية سليمة ويجدر التنويه بالكفاءات المتقدمة للطفلة يسر الخشيني التي تعتبر من اكتشافات الورشة وقد شاركت في ندوة أدب الطفل المبرمجة ضمن تظاهرة ربيع الكتاب التونسي (أحفاد ابن خلدون يقرؤون... ويكتبون) ولفتت انتباه رواد التظاهرة وقد أصبحت من الأطفال الفاعلين في الورشة. أسرّت لوالديها بعد انتهاء إحدى الورشات أنها قد حققت حلم حياتها في أن تصبح كاتبة. المشاركون في الورشة: تبقى ورشة السرد والقصة مفتوحة لكل الراغبين في متابعة نشاط نادي اللغة العربية بالمركز الثقافي والمشاركة في ورشات المطالعة والإنتاج القصصي الجماعي والأنشطة الأدبية الميدانية. ومن أهم المشاركين في الورشة نخبة من تلاميذ مدارس الوردية وهم: آية العكاري (سنة خامسة)، زينب الدخلي، نور الدخلي، ملكة لملوم، ناريمان الحناشي(سنة خامسة)، إلهام وشتاتي(سنة رابعة)، آية ونيس(سنة ثانية)، مريم مريصة (سنة ثانية) سارة الرمضاني (سنة رابعة). لقد تطور عدد المشاركين في الورشة من خمسة رواد إلى عشرة رواد ويعتبر الطفل هو المحرك المركزي لهذه الورشة والعمود الفقري لسيرها ومن الجميل أن نلاحظ طرافة مداخلات الأطفال في الورشة الذين يؤكدون مع كل نشاط أنهم معلمون كبار. إن النادي يركز نشاطه على ورشة في السرد والقصة تعنى بإنتاج نصوص ترصد لها جملة من الأهداف التربوية الثقافية ويطمح النادي إلى تعميم هذه الورشة على كل الفضاءات الثقافية من أجل تنشيط فعلي القراءة والكتابة وإلى إنشاء مكتبة عالمية لأدب الطفل وإلى تنظيم ملتقى عربي لإبداعات الطفل في فن الأدب. وقد أنشأت مكتبة تهدف إلى التغذية الأدبية للطفل. من أعمال الورشة: الصحن الطائر ذات مساء خرج إلى الشّارع وتمشّى بين الأشجار وبينما هو كذلك إذ بنور من السّماء يشدّ انتباهه فرفع رأسه. رأى صحنا أبيض بياض الثلج وقد زاده القمر إضاءة. لقد كان ذاك الصحن دائريا وقد مر فوق رأسه وكاد يصدمه. لم يكن ذلك الصّحن الطّائر شهابا ولم يكن نجمة تستعدّ للرّحيل كان الصّحن الطّائر يشبه صحنا من صحون مطبخ أمه ولكنّه كان كبيرا جدا. الصّحن الذي حلّق فوق رأس وسام دفعته الريح بسرعة ليستقر فوق رأس شجرة تفّاح. كان الجوّ باردا ومع ذلك خرج وسام إلى الشّارع. عندما استقر الصّحن الأبيض الطائر الدائريّ فوق شجرة التّفاح بدا وكأنه عشّ مسطّح. فجأة مر عصفور ووقف وسط ذلك الصحن. رأى وسام ذلك العصفور البردان وأشفق عليه لكن الصّحن شد انتباهه أكثر مما شدّ انتباهه العصفور. الصحن الطائر لم يتكسّر لأنه مصنوع من المعدن، والشّجرة التي احتضنت العصفور والصّحن اهتزّت أغصانها بعنف. بعد هبّة الريح. فكّر وسام في بناء عشّ على ذلك الصّحن الذي أتى من السّماء ليؤم العصفور ويقيه من البرد. فبدأ يجمع الأغصان المتكسّرة، إلى أن نادته أمّه بصوت عال : - وسام، وسام، عد بسرعة لقد تعطّل التلفاز تعال بسرعة. ركض وسام إلى باب البيت وهو يمنّي نفسه بأن تقبل أمه اقتراحه الذي لمع في ذهنه. الصّحن الطّائر كان الهوائيَّ الموصولَ بالتّلفاز. لقد أسقطته الرّيح من فوق سطح البيت.