فعلها قبل وقت طويل علي بلحاج زعيم السّلفية في الجزائر.. لما سجنوه قام يبكي عن الديمقراطية وعن تواطؤ الكفّار مع العسكر لضرب الشرعية.. علي بلحاج هذا صرّح في أكبر ساحات الجزائر أنّه بعد انتصار «الفيس» لن يبقى مكان للانتخابات... جماعة الاخوان في مصر الذين لايؤمنون بالقانون الوضعي ولا حتى بقانون المرور البشري أصبحوا يتباكون عن الشرعية ويندّدون بتدخل الجيش في السياسة ويدافعون عن الديمقراطية. أصداء الصراخ العبثي في القاهرة وصلت قصر باردو وبعض شوارع العاصمة حيث تنادى اخوان الاخوان لنصرة الاخوان وصعد الزعماء والخطباء دفاعا عن شرعية مرسي والصندوق.. أغلب الذين تظاهروا في شارع بورڤيبة بما فيهم أشباه الزعماء لا يعرفون أنّ العسكر حكم مصر منذ 52 وأنّ مؤسسة الجيش المصري هي أكثر قوّة سياسية منظمة وأنّ جيش مصر ليس جيش أوغندا أو البورندي. ومع ذلك نتفق أنّ للجيش مكانه الطبيعي في مخازن السلاح والحدود.. لكن لا نتجاوز حدّ اللباقة بالدعوة للسحل والقتل.. من يقف في وجه الرئيس والحكومة والمجلس سيُداس بالأقدام وفي الشارع.. هذا قيادي ونائب شعب في المجلس.. عتيق القوم هو أجملهم.. ويبدو حسب بعض النصوص القديمة أنّ الرسول كان يسمّي أبا بكر بعتيق قريش أي أجمل شبّانها. ومهما حاول الصحبي وأصدقاؤه التّقليل من قيمة تصريحه أو تأويله فإنّ الواضح أنّ الطبع غلب التطبّع.. والواضح أنّ حديث المشانق الرئاسية التقى مع حديث الدوس... وذلك أبسط دليل على أنّ الشرعية التي يتحدّثون عنها بدأت تتلاشى بفعل فاعل.. والفاعل هذه المرّة هم أصحاب الشرعية أنفسهم وأجهزتهم وصحافتهم وصفحات فايس أبوهم...