كرهت الحديث عن الترويكا.. وعماد وخليل وبن سالم.. وبقيّة الشلّة.. فقد أصبح لديّ يقين أنّ الكلام عن هذه الوجوه مؤامرة ضدّ أهداف الثّورة... عكس ذلك، أعشق الحديث عن الشيخ يوسف القرضاوي.. فهو لوحده يشكّل تفسيرا كافيا لتخلّف العرب والمسلمين وعجزهم عن الخروج من عصر ما قبل التاريخ ودخولهم عصر البلاستيك والأنترنات. الشيخ المرجع أصدر فتوى مصرية، تبيح محاربة السكان للعسكر لأنّ هذا العسكر أقصى مرسي من السلطة نزولا تحت رغبة الجمهور.. يوسف.. هذا الخارج للتوّ من جبّ التخلّف والقبليّة والنفط، أنكر على الأزهر أن يقف ضدّ مرسي لأنّ القرآن يرفض ذلك.. كما أنكر على شيخ الأقباط أن يقف مع الشعب ضدّ حكم الاخوان لأنّ الانجيل لا يبيح ذلك.. ولأنّه بائس جدّا، قال بالحرف الواحد انّ القرآن والانجيل مع محمد مرسي ومع سلطة الاخوان... قد يكون الشيخ يوسف يعرف آيات قرآنية لا يعرفها المسلمون من نوع «إذا جاءكم مرسي».. وقد يكون يوسف نبيّا جديدًا أبلغته الملائكة كتابا جديدًا لا يعرفه النّاس... وقد يكون بيت مال المسلمين قد فتح أمام الشّاطر يوسف ليغرف منه دون حساب. الثابت أنّ الرجل وصل إلى أرذل العمر.. ولم يبق سوى إيوائه دار العجز بمنوبة لاستكمال مهام ثورات الربيع العربي هناك وكتابة تاريخ الاخوان المسلمين... وبالطبع، تتكفّل الترويكا بالمصاريف اللازمة...