مصر تضع "تيك توك" أمام اختبار صعب    بورصة تونس تحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة اداء الاسواق العربية خلال الربع الثاني من 2025    صفاقس: حملة لمقاومة الانتصاب الفوضوي بشاطئ الشفار    ملعب حمادي العقربي يفتح أبوابه الوقت هذا.. شنوة لازم تعرف قبل ما تمشي!    معهد الرصد الجوي يضع عددا من المناطق في الخانة الصفراء    قرطاج يشتعل الليلة بصوت نانسي: 7 سنوات من الغياب تنتهي    الإدارة العامة للأداءات تنشر الأجندة الجبائية لشهر أوت 2025..    تنبيه هام: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق..#خبر_عاجل    شراو تذاكر ومالقاوش بلايصهم! شنوّة صار في باب عليوة؟    زغوان: حجز 735 كلغ من الأسماك الفاسدة كانت داخل براميل بلاستيكية كبيرة الحجم    عاجل/ وزارة الفلاحة توجه نداء هام لمُجمّعي الحبوب وتقدّم جُملة من التوصيات للفلاحين..    عاجل/ زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب هذه المنطقة..    عاجل/ تزايد محاولات القرصنة..ووكالة السلامة السيبرنية تحذر..    بالأرقام: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية في عدد من الولايات..    نقابة الصحفيين : مقاطع الفيديو المتعلقة بجماهير المهرجانات والمتداولة ليست لصحفيين محترفين ويجب احترام أخلاقيات المهنة    كيف حال الشواطئ التونسية..وهل السباحة ممكنة اليوم..؟!    عاجل/ شبهات اختراق وتلاعب بمعطيات شخصية لناجحين في البكالوريا..نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه الجامعي تتدخل..    عاجل/ الحماية المدنية تُحذر من اضطراب البحر حتى وإن كان الطقس مشمساً..    18/20 وُجّه لعلوم الآثار بدل الطب... تدخل وزاري يعيد الحق لتلميذ باكالوريا    غدًا.. الدخول مجاني لجميع المواقع الأثريّة والمعالم التاريخيّة    جامع الزيتونة ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي    الشاب بشير يمتع جماهير مهرجان سلبانة الدولي    تحذير: استعمال ماء الجافيل على الأبيض يدمّرو... والحل؟ بسيط وموجود في دارك    المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط تدعو إلى سنّ ضوابط لحضور الأطفال في المهرجانات والحفلات    "تاف تونس " تعلن عن تركيب عدة اجهزة كومولوس لانتاج المياه الصالحة للشرب داخل مطار النفيضة- الحمامات الدولي    اتحاد الشغل يؤكد على ضرورة استئناف التفاوض مع سلطات الإشراف حول الزيادة في القطاع الخاص    مونديال الكرة الطائرة تحت 19 عاما - المنتخب التونسي ينهي مشاركته في المركز الثاني والعشرين    غازي العيادي ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي: ولادة جديدة بعد مسيرة فنية حافلة    وزير التعليم العالي يتدخل وينصف التلميذ محمد العبيدي في توجيهه الجامعي    وفاة جيني سيلي: صوت الكانتري الأميركي يخفت عن عمر 85 عامًا    كيفاش أظافرك تنبهك لمشاكل في القلب والدورة الدموية؟    جثمان متحلل بالشقة.. الشرطة تكشف لغز اختفاء عم الفنانة أنغام    عاجل : النيابة الفرنسية تطالب بمحاكمة لاعب عربي مشهور بتهمة الاغتصاب    توقعات موسم أوت - سبتمبر - أكتوبر 2025: حرارة أعلى من المعدلات واحتمالات مطرية غير محسومة    بعد إيقاف مسيرتها.. أنس جابر تتفرغ للدفاع عن أطفال غزة    طقس اليوم: أمطار رعدية متوقعة وارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة بالجنوب    الرضاعة الطبيعية: 82% من الرضّع في تونس محرومون منها، يحذّر وزارة الصحة    مباراة ودية: تغيير موعد مواجهة النجم الساحلي والنادي البنزرتي    البطولة العربية لكرة السلة - المنتخب الجزائري يتوج باللقب    النادي الإفريقي يعلن تعاقده رسميا مع "فوزي البنزرتي"    موجة شهادات مزورة تثير تداعيات سياسية في إسبانيا    كولومبيا.. تعيين ممثل أفلام إباحية وزيرا للمساواة    بطاطا ولا طماطم؟ الحقيقة إلّي حيّرت العلماء    عاجل : القضاء الأميركي يوقف ترحيل آلاف المهاجرين: تفاصيل    سهرة قائدي الأوركسترا لشادي القرفي على ركح قرطاج: لقاء عالمي في حضرة الموسيقى    الحوثي يستهدف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي    (سنغفورة 2025 – أحمد الجوادي يتأهل إلى نهائي سباق 1500م سباحة حرة بتوقيت متميز    الرابطة الأولى: قطيعة بالتراضي بين فادي سليمان ومستقبل قابس    عرض كمان حول العالم للعازف وليد الغربي.. رحلة موسيقية تتجاوز الحدود    القصرين: منع مؤقت لاستعمال مياه عين أحمد وأم الثعالب بسبب تغيّر في الجودة    تاريخ الخيانات السياسية (33) هدم قبر الحسين وحرثه    أعلام من بلادي: الشيخ بشير صفية (توزر): فقيه وأديب وشاعر درس في الجزائر وتونس    دكتورة في أمراض الشيخوخة تحذّر من اضطرابات المشي لدى كبار السن المؤدية إلى السقوط    وزارة الصناعة تمنح شركة فسفاط قفصة رخصة البحث عن الفسفاط " نفطة توزر"    وزارة التجارة تعلن عن تحديد أسعار قصوى للبطاطا وهوامش ربح للأسماك بداية من 4 أوت    هل يمكن لمن قام بالحج أن يؤدي عمرة في نفس السنة؟    شنوّة جايك اليوم؟ أبراجك تكشف أسرار 1 أوت!    خطبة الجمعة: أمسِكْ عليك لسانك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاتحاد الجهوي يثمّن ما يقوم به المكتب التنفيذي بقيادة الأخ الأمين العام ويعرب عن استعداده التام لدعمه
الأخ عبد الهادي بن جمعة الكاتب العام للاتحاد الجهوي بصفاقس:
نشر في الشعب يوم 14 - 09 - 2013

لئن أنجبت صفاقس عديد الرّموز في العمل النقابي، فإنّها في الآن ذاته قد ظلّت معبأة بثقل هيكلي كبير داخل الاتحاد العام التونسي للشغل، وهو ما جعلها دائما تلعب دورًا تاريخيا إن على صعيد المسار الوطني أو على صعيد المسار النقابي والاجتماعي.
وهذا الرصيد الضارب بجذوره في عمق الماضي والرّاهن يطرح تحدّيات عديدة على قيادة الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس والتي خرجت لتوّها من مؤتمر ديمقراطي تخلّى فيه الأخ محمّد شعبان عن القيادة التي ظلّت بين يديه لعقود من الزّمن وليظهر وجه نقابيّ سيتحمّل أعباء مسؤوليات جسام وهو الأخ عبد الهادي بن جمعة الذي تستضيفه في هذا الحوار ليتحدّث لأوّل مرّة للرأي العام النقابي والرأي العام الوطني، فلنلامس الملامح الأولى لشخصيّة هذا الرجل من خلال إجاباته التالية. وتتبيّن من مواقفه حدود قدرته وآفاقها في مواصلة قيادة جهة عرفت بتنوّع نسيجها الاقتصادي ووفرة يد العاملة وبتشكل قوى سياسيّة ومدنيّة جعلت النظام يوم 12 جانفي 2011 يحمل حقائبه ويرحل...
في وقت انخرط فيه الاتحاد العام التونسي للشغل في الهم الوطني بحثًا عن حلول للأزمة الخانقة، ظهرت المنظمة الوطنية للشغل تحت أهداف إيديولوجية مُوالية لطرف سياسي، هل ترى أنّ عالم الشغل اليوم يمكن أن يستوعب أكثر من تنظيم عمّالي؟
لا تقل إنّ الاتحاد قد انخرط في الهم الوطني، لأنّ الاتحاد منذ نشأته قد اهتمّ بالشأن العام وانخرط في حركة التحرير، قبل أن يتوجّه إلى الشأن العمّالي، فالشهيد فرحات حشاد، كان يطالب بتحرير الشعب ثم بتحسين وضعه.
فليس جديدًا أن يهتمّ الاتحاد بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد.
وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن المبادرات البائسة التي لا يمكن أن تؤثّر على المسار الطبيعي على الاتحاد.
فالتجارب السابقة والتي كانت نتاج الحزب الدستوري ومن مديره محمّد الصيّاح خاصّة سنتي 1964 و1965 وفي 1983 و1984 لم تفلح رغم ما تمّ توفيره من امكانيات مالية ولوجستية ومن هالة اعلاميّة كبرى إلاّ أنّ هذه التجارب وغيرها قد قبرت لأنّ العامل في تونس والمواطن التونسي يعتبر أنّ الاتحاد جزء من كيانه فلا يمكن لأي منظمة أخرى أن تأخذ مكان الاتحاد، خاصة أنّه ساهم في تحرير البلاد وفي مسيرة التنمية منذ الاستقلال حتى أنّ عديد وزراء حكومة بورڤيبة الأولى كانوا من قيادي الاتحاد العام التونسي للشغل.
عقدت المنظمة التونسية للشغل أوّل اجتماعاتها العامة بمدينة صفاقس كيف تقرأ هذا الحدث؟
لا أريد أن أجعل ممّا حصل يوم الأحد حدثًا حتّى لا أعطيه أكثر من حجمه لأنّه لا أحد من سكان صفاقس سواء من العامة أو من الطبقة الشغيلة قد أعاره اهتمامًا.
لكن لابدّ من الاشارة إلى أن ما أقدم عليه البعض من اختيار جهة صفاقس نعتبره من قبيل الرسالة الموجهة إلى مناضلي الجهة والمجتمع المدني وكذلك إلى الاتحاد العام بأنّ المؤتمر التأسيسي لهذا الكيان قد انعقد في مدينة كانت سباقة في التأسيس للعمل النقابي بقيادة الشهيد فرحات حشاد والمرحوم الحبيب عاشور.
حتّى أنّ أحدهم ولا أريد ذكر اسم (رضا الجوادي) شبه نفسه في ترؤُّس الجلسة بالشيخ الفاضل بن عاشور الذي ترأس الاتحاد العام التونسي للشغل حتى أنّه قال أنّ هذا الكيان قد جاء ليُعيد للعمل النقابي مضامينه التي أسّسها الشيخ الفاضل بن عاشور.
وللتأكيد، فإنّ من حضروا قد جاؤوا من جهات مختلفة ومن مجموعات يقومون على امارة رضا الجوّادي بسيدي لخضر، وفي هذا المجال أؤكد أنّ مصير هذا الكيان سيكون مختلفا عن مصير المنظمات التي بعثت قبله ومن قِبَلِ النظام السابق رغم ما توفّر لها من امكانيات ودعم.
أصبح هناك ما يزيد عن ثلاث منظمات شغلية، كيف ترى مستقبل الاتحاد العام التونسي للشغل في ظلّ التعدّدية النقابية؟
مستقبل الاتحاد العام التونسي للشغل تترجمه مكانته المتميّزة لدى الرأي العام سواء كان السياسي أو الثقافي أو المدني.
وما يقوم به الآن من حمل ثقيل ومن تحرّك واسع لانقاذ الوطن وخاصة ما وجده من تجارب من لدن كلّ الفرقاء السياسيين لخير دليل على دوره الفعّال في مسيرة وطننا حاضرًا ومستقبلاً، حيث أنّ وجود نقابات موازية لن يؤثر قط على دوره.
ظلّت جهة صفاقس رافدًا مُهمّا من روافد العمل النقابي المؤثر، كيف ترى مستقبل الاتحاد الجهوي في مرحلة ما بعد محمّد شعبان؟
جهة صفاقس ظلّت رافدًا أساسيا من روافد العمل النقابي المؤسس والفاعل، وقد كتب عليها أن تظلّ بهذا الثقل لأنّها أوّل جهة تأسس فيها العمل النقابي المستقل وهي الجهة التي انتمى إليها فرحات حشاد والحبيب عاشور وهي أيضا الجهة التي عرفت احداث 5 أوت 1947 في مواجهة الاتحاد للاستعمار بعد تأسيسه والتي سقط فيها أكثر من 30 شهيدًا وقد كان أوّل جرحاها المناضل والزعيم الوطني الحبيب عاشور.
وقد شكّلت هذه الحادثة بداية مواجهة استعمار مواجهة حقيقية. ولهذا الاعتبار، تعدّ جهة صفاقس ركيزة أساسية من ركائز العمل النقابي بالاتحاد العام التونسي للشغل.
تولّيت مهمّة الكتابة العامة بعد عقود من كاريزما الكاتب العام السابق، ما الذي قدّمه محمّد شعبان للنضال النقابي في صفاقس وما الذي يخطّط لإنجازه عبد الهادي بن جمعة؟
لا يختلف اثنان في أنّ الأخ محمد شعبان الكاتب العام السابق للاتحاد الجهوي بصفاقس شخصيّة نقابية متميّزة في تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل عموما وفي ولاية صفاقس خصوصا. أنّ الأخ محمد شعبان ظلّ كاتبا عاما طيلة الأربعين سنة وخط بأحرف ناصعة مسارًا نقابيا مناضلا في هذه الجهة.
والأخ محمّد شعبان لم يَشْكُ يومًا رغم الحراك النقابي بالجهة من تعب ولم يُبدِ يوما أي ارتخاء لمواكبة كلّ كبيرة وصغيرة بالشأن النقابي الجهوي والوطني. وغرس فينا نحن معشر إخوته لما تحملنا المسؤولية معه روح المبادرة في الشأن النقابي ونكران الذات على حساب عائلاتنا وأبنائنا وغير ذلك.
والأخ محمّد شعبان كان قدوة لنا في رباطة الجأش وفي الحب الكبير للاتحاد والوفاء الكبير للزّعماء والمناضلين والاقتداء بهم حيث كان وفيا للنهج العاشوري الذي يعتبره فلسفة كاملة في الاتحاد العام التونسي للشغل.
الأخ محمّد شعبان علمنا بالممارسة معه كيف نحافظ على استقلالية القرار النقابي وكيف نلج بالاتحاد النهج السليم الذي يجتمع حوله كلّ التونسيين. فلم نملس منه يوما أي توظيف لأيّة جهة كانت عند اتخاذ مواقفنا.
وتعلّمنا من الأخ محمّد شعبان المبادرة والجرأة عندما يتعلّق الأمر بالشأن الوطني والشأن النقابي، ولعل آخر مبادرة هي قرارنا في المكتب التنفيذي الجهوي الاعلان عن الاضراب العام يوم 12 جانفي 2011 لفك الحصار عن مناضلينا في سيدي بوزيد والقصرين ولاضفاء الصبغة الشعبية على ثورتنا حيث كان قرارا دون استشارة المكتب التنفيذي الوطني، والكل يعلم في تونس ان ما كان يتوقع ان تكون نتيجة تنفيذ هذا الاضراب هي ان الطاغية سيحزم أمتعته يومها ويستعد للرحيل.
ولعلي لا أعطي الرجل حظه مهما قلت، ولكن لا بد لي ان أحوصل وأقول ان لمحمد شعبان خصالا جعلته رمزا من الرموز النقابية الوفية للاتحاد.
وهي نكران الذات، حب الاتحاد وتجرده من الأنانية وخاصة شجاعته في اتخاذ القرار ووفاؤه للاتحاد ومناضليه.
ومن خلال ممارستنا معه كسبنا تجربة متواضعة ستمكننا كفريق متجانس بالمكتب التنفيذي الجهوي من مواصلة النهج النضالي الذي يميز الجهة ودعم الاتحاد العام التونسي للشغل.
منذ نشأة الاتحاد العام التونسي للشغل لم تتخل صفاقس عن تمثيليتها الكبيرة في قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل، فما الذي يجعلها تتمتع دائما بهذا الثقل؟
تاريخيا، كانت الهيئة الادارية الوطنية تضم اكبر عدد من جهة صفاقس باعتبار ان الجهة ولاّدة في هذا المجال وضمن خصوصية الحراك النقابي الذي يميزها قد يجعلها تساهم بعدد لا بأس به من النشطاء في التواجد بالهياكل القيادية والمسيرة للاتحاد العام التونسي للشغل.
والنمط المتبع في المسار النقابي بجهة صفاقس، يجعل منها مدرسة كبيرة في تكوين النقابيين.
فالمسؤول النقابي في جهة صفاقس وفي كل مراحل التفاوض مع الاطراف المقابلة جهويا ووطنيا يكسبها تجربة ميدانية في التعامل مع كل الملفات التي تطرح في الاتحاد العام التونسي للشغل.
والاتحاد الجهوي لا يغلق ابوابه بتاتا امام النقابيين ولا توجد لديه عطل بما في ذلك ايام الاحاد.
على عكس العديد من الجهات تنفرد ولاية صفاقس بخاصية هامة تتمثل في التحام المجتمع السياسي بالمجتمع المدني وتفاعلهما تفاعلا مذهلا ألا يؤثر ذلك على خصوصية العمل النقابي واستقلاليته؟
تلك هي بالفعل ولاية صفاقس، فقد ترعرع الجميع في الاتحاد العام التونسي للشغل واكتسبوا تجربة متطورة في المجالات التي هي من اهتمامات الاتحاد العام التونسي للشغل، والكل يعرف ان اهتمامات الاتحاد مند نشأته هي سياسية اقتصادية واجتماعية وتنموية.
وان أول مشروع اقتصادي واجتماعي أوجده الاتحاد في عهد فرحات حشاد وكان سنة 1951.
وبما ان الاتحاد مدرسة آوت كل أطياف العمال بالساعد والفكر فمن الطبيعي ان نجد كل العائلات الفكرية تدلي بدلوها في هذا الفضاء، فما كان يوحدها تاريخيا هو النضال الاجتماعي ومواجهة دكتاتورية الحزب الواحد والرأي الواحد، ولم يكن يتسنى ذلك الا في رحاب الاتحاد الجهوي بصفاقس مما خلق ودًا وتقاربا وتفاعلات ايجابية بين كل الفرقاء.
عادة ما يلعب الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس دورا فاصلا في حركة التاريخ والمجتمع، فهل سيحافظ عبد الهادي بن جمعة على هذا الدور للاتحاد الجهوي أم سيجعله مهتما أكثر بالشأن الاجتماعي والنقابي؟
للتاريخ، علينا ذكر محطتين اساسيتين أولهما تلك المتعلقة ببعث ما يسمى بالفرقة الثانية (مجلس المستشار ين)، حيث كان للاتحاد الجهوي بصفاقس دور مفصلي في انقاذ الاتحاد عندما قاد معركة مع العديد من اعضاء الهيئة الادارية الوطنية لرفض التواجد بهذه الفرقة بالصيغة التي اقترحها النظام البائد وحزبه والتي اعتبرناها ضربا لمصداقية الاتحاد وضربا لاستقلاليته وكان ان افشلنا برنامج الحكومة انذاك.
والمحطة الثانية: هو قرار اضراب 12 جانفي 2011 والذي كان له الفضل الكبير في المسيرة الضخمة التي انتظمت بصفاقس والتي شارك فيها كل المواطنين والتي كان لها القرار الفاصل في القضاء على بن علي ونظامه.
وهذا يعتبر قدر جهة صفاقس في ان تضطلع بدور فعال وتاريخي دفاعا عن الاتحاد وعن الوطن، ونحن في المكتب التنفيذي الجهوي الذي انتخب يوم 4 جويلية 2013 قد آلينا على أنفسنا المحافظة على هذا النهج الريادي الذي كان أغلب اعضاء المكتب التنفيذي فاعلين فيه مع الاخ محمد شعبان.
ولعل مساهمتنا الايجابية الاخيرة في الهيئة الادارية الوطنية في الاعلان عن مبادرة الاتحاد لخير دليل على ذلك، ونحن على استعداد لانجاحها بكل الطرق والوسائل.`
لئن تعتبر ولاية صفاقس محظوظة من كثرة المؤسسات الصناعية وتنوعها، فإن ذلك يسبب مشاكل جمة للتعاطي النقابي، فهل ترى الاتحاد الجهوي بتركيبته الحالية قادرا على النجاح؟
تتميز جهة صفاقس بكثرة مؤسساتها الصناعية والادارية والاجتماعية الخاصة والعمومية التي تشغل اعدادا هائلة من العمال والموظفين في ظاهرها تحمل عبئا على النقابيين بالجهة، لكن في حقيقتها هي تصقل امكانات المسؤولين النقابيين لتنوعها وكثرتها، خاصة عندما يتعامل معها النقابي بروح من الجدية والحرفية وبما يملكه من معلومات.
وخلاصة القول ان جهة صفافس هي مدرسة للتكوين النقابي الميداني. وصحيح انه تعترضنا مشاكل في بعض المؤسسات قد نجد صعوبة في حلها الا اننا في غالب الاحيان نتمكن من تجاوزها.
يمكن القول ان الساحة الوطنية قد انقسمت الى قوتين واحدة ذات مرجعية دينية واخرى ذات مرجعية مدنية، هل يؤثر ذلك سلبا أم ايجابا على راهن الاتحاد العام التونسي للشغل وعلى مستقبله؟
لا يجوز ان نقسم الساحة السياسية الى قوتين، فالساحة الوطنية هي كل لا يتجزأ.
فالظرف الراهن هو الذي أوجد الحراك السياسي الحالي والتي تميزه رؤى مختلفة من رؤى ليبرالية واجتماعية واشتراكية وقومية ودينية.
ثم ان هذه الاحزاب لا تمثل كل مكونات المجتمع التونسي، ومن هنا يتميز دور الاتحاد العام التونسي للشغل في قدرته على الحفاظ على خصوصية المجتمع التونسي المتصفة بالاعتدال والوسطية.
في وقت لم تجد فيه مجمل الاتفاقيات طريقها الى التنفيذ وفي وقت تتصاعد فيه مؤشرات البطالة تشهد الوظيفة العمومية اغراقا بالمنتمين الى حركة النهضة، كيف تقرأ هذه المفارقة؟
من المؤسف اننا لم نلحظ اي تطور أو اي مبادرة جادة للنهوض بقطاع الوظيفة العمومية من طرف حكومات ما بعد الثورة.
فالكل يعلم ان قطاع الوظيفة العمومية قد ترهل لقلة الانتدابات الموجهة والامكانيات المتوفرة لاكسابه النجاعة المطلوبة في خدمة المواطن، وكل الادارات العمومية تشكو ضعف المردودية.
وكنا نتوق الى مبادرات للنهوض بقطاع الوظيفة العمومية، الا اننا فوجئنا بتشغيل عدد هائل تحت عنوان العفو التشريعي العام مما ضاعف مشاكل الوظيفة العمومية.
وقد تصدينا في جهة صفاقس لهذه الظاهرة في العديد من المؤسسات وذلك ليس لأسباب ذاتية وانما لايماننا بأن ما تقوم به الحكومة الحالية يدخل في اطار بسط نفوذها على المرفق العمومي دون مراعاة الجدوى والفاعلية اللازمتين.
انجبت صفاقس زعماء نقابيين تاريخيين على غرار حشاد، عاشور، جراد وشعبان الى اي مدى يمكن ان يلتحق عبد الهادي بن جمعة بهذه الرموز؟
هناك العديد من الكفاءات النقابية وعبد الهادي بن جمعة هو نقابي بجهة صفاقس كسب تجربة من خلال ما مارسه رفقة اخوانه، وسيواصل على الدرب أسوة بمن سبقه من مناضلين نقابيين بالجهة ونسأل ا& التوفيق في ذلك.
امام انتشار الارهاب والقتل ألا تخشى على نفسك وانت تقود اكبر جهة من حيث الثقل النقابي والاجتماعي؟
لم أفكر يوما في ذلك فكل شيء يقع بمشيئة ا& ونعتبر ان ظاهرة الارهاب هي ظاهرة عابرة لأن شعبنا هو شعب متسامح ولا يقبل من يمارس الارهاب وكل من يمارس العنف يجد نفسه منبوذا ومقصيا من هذا الشعب الطيب.
كيف ترى مبادرة الاتحاد وما هو الدور الداعم لها من قبل الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس؟
لقد خطا الاتحاد العام التونسي للشغل وبقية مكونات الاطراف الراعية للحوار خطوات هامة في سبيل اقناع الفرقاء السياسيين بوجوب الاتفاق لتجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد.
ولا يمكن للاتحاد ان لا يضع سقفا زمنيا لانهاء التفاوض، والاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الذي يثمن ما يقوم به المكتب التنفيذي الوطني في هذا الاتجاه، وخاصة الاخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد، فانه على استعداد تام لكل تحرك نضالي تقع بلورته من خلال قرار الهيئة الادارية الوطنية لدفع هاته المبادرة.
هل يتطلع عبد الهادي بن جمعة الى موقع في المكتب التنفيذي خلال المؤتمر الوطني القادم للمنظمة الشغيلة؟
العمل النقابي في منظمتنا العتيدة وفي كل المواقع اذا اتسم بالصدق وبالنضالية لا يمكن ان نختزله في مسؤولية معينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة