بعد فيلمه الطويل الأول مملكة النمل والذي اشتعل فيه على صفحة من صفحات النضال الفلسطيني ضد الاستعمار الصهيوني اختار الخرج التونسي شوقي الماجري فكرة و موضوع فيلمه الجديد الذي سيكون تونسيا هذه المرة، واستقر على عمل تاريخي تونسي، هذا وقد سبق لشوقي الماجري تقديم الكثير من المسلسلات التاريخية الضخمة التي قدمت على الكثير من الفضائيات العربية. الفيلم الطويل الجديد والثاني في مسيرته السينمائية يحكي عن ثورة علي بن غذاهم التي وقعت في تونس عام 1864، وينحدرعلي بن غذاهم السهيلي من أولاد مساهل من عرش ماجر، وقد أطلق اسمه على الثورة الشعبية العارمة التي اندلعت سنة 1864 ضد نظام محمد الصادق باي والتي كان السبب المباشر لاندلاعها هو مضاعفة الدولة لضريبة الإعانة من 36 ريالا إلى 72 ريالا تونسيا لأن الباي أراد تغطية المصاريف الباهظة الناتجة عن سوء الإدارة والسرقة خاصة من قبل الوزير الفاسد مصطفى خزندار، إلا أن لها جذورا أخرى أهمها تنامي النفوذ الأجنبي في البلاد. حيث تمردت عدة قبائل في وسط وغرب البلاد وامتدت الثورة لتشمل عدة مناطق في الساحل والجنوب، و دامت الثورة عدة أشهر لكن قوات الباي تمكنت في نهاية المطاف من القضاء عليها، ولاذ «باي الشعب» علي بن غذاهم بالفرار إلى مرتفعات غرب البلاد قبل أن تم اعتقاله في فيفري 1866 ومات في سجن الكراكة بحلق الوادي في 10 أكتوبر1867. الفيلم الذي لايزال إلى حد الآن في طور الكتابة، سيشرف على إنتاجه المنتج نجيب عياد الذي اشرف على إنتاج فيلم مملكة النمل إلى جانب دعم وزارة الثقافة وجهات إنتاج عربية وأجنبية، خاصة أن كلفة الأفلام التاريخية تكون دائما ضخمة. كما سيتم تنفيذ ديكورات ومعارك كثيرة، خاصة أن الأحداث تعود إلى القرن التاسع عشر. ولئن لم تتّضح بعد قائمة الممثلين والممثلات الذين سيشاركون في هذا العمل الضخم، والذين من المنتظر أن يكونوا تونسيين وعربا وأجانبَ، فان شوقي الماجري سيحافظ على فريقه التقني الذي رافقه في فيلم مملكة النمل وفي عديد المسلسلات العربية التي أنجزها. ومن المنتظر أن يكون هذا الفيلم أول فيلم سينمائي تونسي تاريخي يعود إلى تاريخ تونس الحديث أي إلى القرن التاسع عشر و إلى فترة هامة من تاريخ تونس الحديث التي كانت لها كثير الانعكاسات في فترة لاحقة، هذا إلى جانب أهمية شخصية علي بن غذاهم التي ظلت رغم شهرتها مَحُوطة بالكثير من الإسرار التي لم يتم الكشف عنها بعد، ولعل معالجتها دراميا و سينمائيا في هذا الفيلم من الممكن أن تلقي عليها بعض الضوء وتعطيها حقها التاريخي.