فكرة تأسيس هيكل نقابي تابع للاتحاد الدولي للنقابات يهتم بالمنطقة العربية، انطلقت من مآخذ الاتحاد العام التونسي للشغل على الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب و الدعوة إلى اصلاحه خاصة في جانبين، الديمقراطية والاستقلالية. ولمعرفة حيثيات نضال الاتحاد العام التونسي للشغل من أجل الاقناع لتأسيس هيكل الاتحاد الدولي للنقابات - المنطقة العربية قال الاخ قاسم عفية الامين العام المساعد المسؤول عن قسم العلاقات الدولية للشعب، ان المنظمة الشغيلة وجدت في مرحلة اولى صدّا وامتناعا كبيرين خاصة بعد مؤتمر السودان في سنة 2009 من طرف الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، ودون يأس قرر الاتحاد العام التونسي للشغل واصدقاؤه بعث المنتدى الديمقراطي العربي من أجل التنسيق وتداول المواقف في كيفية التعامل مع الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والعمل على اصلاحه. لكن أمين عام هذه المنظمة واصل سياسة الهروب الى الامام بل انه تعمّد حتى تشويه المدافعين عن الاستقلالية والديمقراطية وخاصة توجيه سهامه نحو الاتحاد العام، وعقد دورتين للمجلس المركزي للاتحاد الدولي دون احترام لدستوره، الدورة الاولى انعقدت في بيروت سنة 2012 والثانية في مصر في 2013 والتين قاطعهما الاتحاد العام التونسي للشغل لعدم قانونيتهما الى جانب عدم قبول الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب مبدأ النقاش حول مراجعة القانون الاساسي والنظام الداخلي في اتجاه تركيز الاستقلالية وكيفية التعامل مع الحكومات، حتى ان الامر وصل به الى قبول ما يُسمى باتحاد عمال تونس عضوا دون احترام للقانون الأساسي. وهذا ما دفع بالاتحاد العام التونسي للشغل واصدقاءه الى التفكير في ايجاد هيكل نقابي عربي يتبنى مفاهيم الاستقلالية والديمقراطية ويعمل من أجلها الى جانب الدفاع عن العمال العرب وطنيا ودوليا. بداية التجسيم انطلق النقاش في الدفاع عن الفكرة والتي تبناها ما يقارب عن 20 تنظيم نقابي بالبلدان العربية وهي اليمن والبحرين والاردن ومصر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريطانيا وعمان. وقد تم التعرّض الى بعض الصعوبات خصوصا من طرف الكنفيدرالية النقابية الدولية بكل من افريقيا واسيا باعتبار ان التنظيم العربي الموحد داخل الاتحاد الدولي للنقابات يشمل المنظمات العربية بكل من افريقيا واسيا. كما ان الثابت ان بعض الاطراف العربية الرافضة، وهي قليلة، قد غذّت مواقف الافارقة والاسياويين (csi afrique et csi asie) ووصلت الى حد التشكيك والتشويه والاتهام بالعنصرية والحال ان الدوافع الرئيسية الى تأسيس هيكل عربي، الكنفدرالية العربية للنقابات (csi arabe) هو توفير مجهود نضالي اضافي للخصوصيات العربية وهي: - الوضع السياسي الجديد في المنطقة العربية وخاصة في ما يسمى بالربيع العربي وتهديدات المكاسب. - الوضع في فلسطين وخاصة العمالي منها. - عائق اللغة في التعامل في تنظيمي اسيا وافريقيا (csi afrique et csi asie) نظرا الى عدم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في الاجتماعات. وفي إطار التحضير لاجتماع المجلس المركزي والمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للنقابات، قامت الكنفدراليتين الافريقية والاسياوية بتنظيم اجتماعين تناولا كل منهما فكرة بعث هيكل عربي، وقد حضر في منطقة آسيا الاخ شاهر سعد الامين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وحضر اجتماع افريقيا الاخ قاسم عفية ودافعا الاثنين عن المشروع وازالا بعض الغموض والتشويش وغيّرا نسبيا من مواقف المنطقتين. وفي المجلس المركزي الاخير الذي حضره الاخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل تواصل النقاش بشكل اكثر عمقا وتُوّج في الاخير بموافقة مبدئية على احداث هذا التنظيم الجديد وتمكينه من الانطلاق في العمل داخل منطقته ضمن الاتحاد الدولي للنقابات على ان يقع اعداد التنقيحات اللازمة لعرضها للمصاقة على المؤتمر القادم المزمع عقده في ماي 2014 بألمانيا. التنقيحات التنقيحات التي من المنتظر اجراؤها هي كالاتي: - إحداث تنظيم المنطقة العربية. - المحافظة على انتماء المنظمات النقابية العربية إلى الكنفيدراليتين الافريقية والآسياوية. هذا وقد تم منح الرئاسة الوقتية للكنفيدرالية العربية للنقابات csi arabe الى الاخ حسين العباسي مع كل الصلاحيات. للاشارة، فقد ساهم العديد من اصدقاء الاتحاد العام التونسي للشغل في هذا المجهود الجبار وارساء هذا التنظيم الجديد ومنهم الامينة العامة للاتحاد الدولي للنقابات «شاران باراو» والكاتب العم «ياب واينن» وكذلك مدير المكتب الاقليمي للمنطقة العربية بعمّان الاخ مصطفى التليلي.