سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التأكيد على استقلاليّة العمل النّقابي وتوضيح العلاقات مع الإتّحاد النّقابي الدّولي في اجتماع النقابات العربية أعضاء الكنفدراليّة النقابيّة الدوليّة:
متابعة غسان القصيبي
نظّمت الكنفدراليّة النقابيّة الدوليّة أيام 14،15 و16 أفريل الماضي بإحدى النزل بالحمامات الجنوبيّة إجتماع المنظمات النقابيّة العربية الأعضاء داخلها، وشهد هذا الإجتماع نجاحا كبيرا على مستوى النقاش والتنظيم والصدى النقابي الدولي. الإجتماع كان مهما للغاية من أجل بناء علاقات واضحة بين النقابات العربية الاعضاء في الكنفدرالية النقابيّة الدوليّة وأوضح هذا الإجتماع طبيعة العلاقة وكيفيّة تطويرها ودعمها في إتجاه دعم العمل النقابي العربي والمحافظة على استقلاليّة والدفاع عن الحريات النقابيّة. وشهد الإجتماع نقاشات واسعة حول العلاقة المطلوبة بين تلك النقابات العربية والكنفدرالية النقابية الدولية. وكان اليومان الأولان مخصصين لهذا النقاش تحت إشراف الأخ عبد السلام جراد الأمين العام وكذلك الصديق »قاي رايدر« الأمين العام للكنفدراليّة النقابيّة العالميّة الذي حرص على حضور هذا الإجتماع وكان مصحوبا بعد، من مساعديه نذكر منهم الأخ مصطفى التليلي المسؤول عن المنظمة العربيّة والشرق الأوسط بالكنفدراليّة. وقد حرص الصديق »قاي رايدر« على الإستماع إلى النقابات العربيّة الأعضاء لمعرفة انشغالاتهم، وفي هذا الباب تداول على الكلمة كافة ممثلي النقابات، وتمّ التأكيد على أن الواقع النقابي العربي صعب للغاية نتيجة عدّة إخفاقات في ظل الواقع الإقتصادي والاجتماعي الصعب وإرتفاع نسب البطالة وضرب الحقوق العماليّة وهنا تمّ التشديد على ضرورة تطوير الأداء النقابي العربي وبناء حركة نقابيّة ديمقراطيّة مستقلة، مما يتطلب تغيير النظام الأساسي للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب دون إقصاء لأي طرف والانتصار للقضايا العادلة وللحريات وللديمقراطيّة وحقوق الانسان ومساندة نضالات العمّال والدفاع عن العمل اللائق.. وأكد الأخوة النقابيون العرب ضرورة التمسك بحريّة واستقلالية المواقف النقابية وديمقراطية هياكلهم النقابية والشفافية المالية والادارية وكذلك الإلتزام بحقوق العمال وبالاتفاقات الدولية وتطبيق أحكامها عبر تشريعات تضمن ذلك. وأكدت مداخلات عديدة على وحدة الحركة النقابيّة العربية التي لا تأتي بقرارات أو قوانين مسقطة بل استجابة لتطلعات العمّال كما شدّدت أخرى على ضرورة تعزيز التضامن الدولي مع الحركة النقابيّة العالميّة الحرّة والديموقراطية، وتمّ التأكيد على الدفاع عن حقوق العمال المهاجرين وإدماج المرأة والشباب في الحركة النقابيّة. وكانت النقابات العربيّة الأعضاء أكدت على كلمة الأخ عبد السلام جراد الداعية الى الوحدة النقابية العربية، وقد أكد عديد الأخوة على الدور الذي يجب ان يقوم به الاتحاد العام التونسي للشغل في علاقة النقابات العربية مع الكنفدرالية النقابيّة الدولية حتى يكون الرابط الاساسي معها لما يتمتع به الاتحاد من مكانة وتاريخ نضالي يمكنه من القيام بهذا الدور. وأقرّت النقاشات بصعوبة العمل النقابي وتمت الدعوة إلى بناء استراتيجيّة حتى تكون للنقابات العربية صوتا مسموعا داخل الكنفدراليّة النقابية وتمسك المتدخلون بالاستقلاليّة النقابيّة عن السلطة السياسية والاقتصاديّة وعن الاحزاب وتمّ الاقرار بوجود تقلّصا في العمل النقابي وغياب تشريك للشباب والمرأة وتمت الدعوة إلى إعداد برنامج نقابي طموح وشمولي من أجل إفراز أطر نقابية ذات مستوى عال وتمّ هنا التساؤل عن العلاقة التي يجب ارساؤها بين الاتحاد الدولي لنقابات العمّال العرب والكنفدراليّة النقابية الدولية فتمت الدعوة إلى أن تكون العلاقة مبنيّة على الاستقلالية النقابية والديمقراطيّة والدفاع عن الحريات النقابيّة. وأكد عديد المتدخلين أن من أولويات العمل النقابي العربي داخل الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الدفاع عن الاستقلاليّة، وتمّ اعتبار هذا الاجتماع تاريخيا في إتخاذ مواقف حول مآل العمل النقابي العربي. وتمّت دعوة الكنفدراليّة النقابية الدولية الى مصاحبة النقابات العربية ودعمها بهدف تكوين نقابيين في مجال الدفاع عن الحريات النقابية واحترام الحقوق الأساسية والاتفاقيات الدوليّة للعمل على غرار اتفاقيتي 87 و98 وتم رفض أيّ ضرب لهاتين الاتفاقيتين. ❊ الصرامة والإلتزام كان الإجتماع بين قادة الكنفدراليّة النقابيّة الدوليّة وممثلي النقابات العربيّة الاعضاء صريحا للغاية تم خلاله الإلتزام بجملة من المبادئ واعتبارها وثيقة عمل دفعا للعمل النقابي العربي. وأكد المتدخلون على أن الهدف من هذا اللقاء هو التأكيد على التمسك بنقابات عربيّة مستقلّة تجمعها مبادئ النقابات الحرّة وتم التنويه بهذا اللقاء والتأكيد على ضرورة عقده سنويا وهو ما يتطلب رسم خطة عمل مشتركة. تتضمن مقترحات تزيل كل إمكانيات اللبس بين الطرفين: ❊ »قاي رايدر«: نؤكد على تطور العمل النقابي العربي مع التمسك بثوابت الاستقلاليّة والديمقراطية أكد الصديق »قاي رايدر« أهمية هذا اللقاء التاريخي في ظل وضع صعب مبرزا أنّه منذ عشر سنوات لم يكن بوسع الكنفدراليّة جمع كل هذه النقابات العربيّة لكن رغم تلك الصعوبات فقد تمّ إرساء عمل نقابي عربي يتطلب دمقرطة العمل النقابي ورفع التحديات وتقويّة النقابات وجعلها مستقلة وأكثر تمثيلية وتنمية القدرات. وأبرز الصديق »قاي رايدر« التحديات المطروحة أمام النقابات والمتمثلة في تعزيز التمثيليّة النقابيّة والاهتمام بالتنظير الداخلي للاتحادات النقابيّة. وأبرز الصديق »رايدر« ضرورة أن يكون للنقابيين فضاء لمناقشة قضاياهم، فضاء يجمع النقابات المنتمية، وأكد »رايدر« على التصرف في الموارد البشريّة من خلال تطوير مكتب عمال للكنفدراليّة من أجل دفع العمل النقابي العالمي، أما بخصوص الانخراط فإنّه إنعكاس وتعبير عن المبادئ النقابية بشكل عام يجب الالتزام به كما كشف أن طلبات الانضمام تشترط مقاييس محددة لا يمكن الخروج عنها. أما بخصوص العلاقة مع الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب فقد أكد على ضرورة الالتزام بالديمقراطية والحريات والاستقلاليّة، وأكد على ضرورة إيجاد مبادئ الاستقلاليّة داخل النقابات المنضويّة، وأبدى الصديق »رايدر« إعجابه بأداء القيادات النقابيّة العربية الأعضاء بالكنفدراليّة النقابيّة الدوليّة رغم الصعوبات التي يواجهونها في عديد الدول. كما شهد اليوم الثاني تواصل النقاش حول العلاقة بين النقابات العربيّة الاعضاء والكنفدراليّة النقابية الدولية وتم التأكيد على أنّ الكنفدراليّة أنفقت دوليا في مجال التكوين والتثقيف العمّالي في ظلّ التحولات العالميّة والطرد نتيجة العولمة وهنا تمّ التأكيد على ضرورة تعزيز التمثيلية النقابيّة وبناء النقابات بناء ديموقراطيا. ومن أهمّ الإستنتاجات التأكيد على دور مكتب الكنفدراليّة بعمان وضرورة تعزيزه بالموارد البشريّة والمادية قصد تطوير عمله وهو مطلب تقدمت به كافّة النقابات الحاضرة. كان الاجتماع صريحا للغاية بين النقابات العربيّة والكنفدرالية النقابيّة الدولية بالتأكيد على ضرورة تعزيز دور الكنفدراليّة حتى لا يتقلص العمل النقابي دوليا. وطرح الاجتماع العلاقات الضروريّة بين الكنفدرالية الدولية والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب فأكدت النقابات العربيّة على أهميّة أن يكون للعرب بيتهم النقابي بإعتبار أنّ الإتحاد الدولي مكسب تاريخي لكل العمال العرب لكن يستدعي اليوم المحافظة على دوره في الدفاع عن استقلاليّة النقابات.