شهدت مدينة جندوبة يومي 27 و28 أفريل 2007 فعاليات الملتقى الثالث لمنتدى فنون الادب تحت عنوان «التراث السردي في الرواية العربية المعاصرة» اين توزعت فقراته على جلستين علميتين ترأس الاولى محسن البوسليمي وحاضر فيها كل من الدكتور أحمد السماوي بمداخلة عنونها ب «الرواية والتراث المورسكي من خلال « تغريبة احمد الحجري» ناقش من خلالها مراجع الرواية اصل الشخصية، اهمية العنوان والتغريبة، تداخل الاجناس، حضور التاريخ، السيرة، محاكاة الرحلة واجناس ادبية قديمة اخرى وعدة اشكاليات اخرى. اما الدكتور محمد بالطيب فقد عنون مداخلته «توظيف التراث في الرواية العربية التوسية: نماذج من الأدب التونسي» فقدم اصطلاحيا الرواية كشكل إبدعي وكمجمع لروافد عديدة. والرواية التونسية لم تشد عن القاعدة، متأثرة بالتيار الروائي اللاتيني: الواقعية السحرية ومتأثرة بالسرد القديم كأصداء الخبر والمقامات والرحلة والسير والمشاهدات وقام بدراسة نماذج لروايات صلاح الدين بوجاه مارا بالترميز والتأصيل ليناقش الجمهور الحاضر قضية التناص، تقليد الغرب في كتابة الرواية.. ليستمع الحضور الى الشعراء بعد تقديم لأهم كتاباتهم من طرف الشاعر الصحبي العلوي ليقرأ كل من صلاح الدين الحمادي، علالة القنوني، شمس الدين العوني، شكري الغزواني، سالم المساهلي ومحسن البوسليمي. اما اليوم الثاني فقد ترأس الجلسة العلمية فيصل عبيد أين قدم المحاضرة الاولى الدكتور محمد القاضي وقد بحثت في صورة التراث في الرواية التونسية مبتدئا بكيف زرعت الرواية في أرضنا، عودة الروائيين العرب على التراث منذ المحاولات الأولى، معرفا التراث والتاريخ كيف تستفيد الرواية من التراث، العلاقة التقابلية معملا أدوات تحليله في نص «بلارة» لبشير خريف مقارنا في ذلك بنص المؤنس لابن ابي دينار وغيرها من الملاحظات المنهجية والتحليلية. ثم تدخل الدكتور محمد الخبو حول تسريد التراث في الرواية العربية المعاصرة منطلقا من نص إميل حبيبي «سرايا بنت الغول» مناقشا قضية الزمن متعرضا إلى محاولات كل من جرجي زيدان، كتابات الغيطاني وطرق محاكاة التراث والتوظيف الرمزي... لتنطلق بعد ذلك الامسية الشعرية الثانية أين قرأ كل من الناجي الحجلاوي، الهاشمي البلطي، عبير المكي، يوسف رزوقة، منير البولاهمي. وقبل الختام أعلن فيصل عبيد عن الفائزين في مسابقة القصة القصيرة فكانت الجائزة الاولى من نصيب خلود الاينوبلي، الجائزة الثانية بالتساوي بين تنوير العلوي وريم العياري، أما الجائزة الثالثة فكانت للتلميذة ليلى هلالي ليرفع بعد ذلك الصحبي العلوي أشغال الملتقى منوها بالحضور من محاضرين زائرين وابناء جهة جندوبة الذين ساندوا منتدى فنون الادب في جميع محطاته الثقافية ومازالوا في سبيل تركيز تقاليد ثقافية متميزة بهذه الجهة.