من لا يذكر ذاك الفريق الذي صال وجال في البطولة المحترفة الأولى للموسم الماضي، من لا يذكر ذاك التشويق الذي أدخله على الترتيب، من لا يذكر جندوبة الرياضية ضحيّة التحكيم التونسي بامتياز وبشهادة الجميع من جنوب البلاد الى شمالها. إنّها عائدة الى النخبة الوطنية، عائدة هذه المرّة بثبات، لتضرب مثلا رائعا في النجاح وفي كيفيّة التعاطي مع الرّياح بعد جولة قصيرة بالرابطة المحترفة الثانية كان بطلها السيد منير البصلي رئيس الجمعيّة أو قل «مهندس» العودة للوطني «أ» والذي أثبت بهندسته وعزيمته أنّ كلّ شيء يهون من أجل ال «جي آس» فضحّى بوقته على حساب التزاماته المهنية والعائليّة وكان للتضحية نتاج ولا خير من ذلك غير الصّعود، ضربنا معه موعدا فاستقبلنا بإبتسامته المعهودة، توجهنا له بالتهنئة: * مبروك سي منير اللّه يبارك فيكم ويبارك في كل جهد يُبذل وفي كل قطرة عرق تتصبّب من أجل الخير العام ومن أجل الرياضة التونسيّة عامّة. * نعود إلى بداية الموسم، هل أنتم راضون على الإنتدابات التي قمتم بها؟ نعم راضون بما أنّ النتيجة كانت ايجابية باستثناء 3 أو 4 انتدابات كانت دون المستوى المطلوب وذاك هو الواقع في كرة القدم. * الجمهور عرف أسباب انسحاب جلال القادري لكنّه لم يقف على حقيقة انسحاب الممرّن لسعد بن معمّر؟ الظروف التي سبقت قدوم لسعد بن معمّر من استقالة الهيئة وترك فراغ بعثرت بعض الأوراق. * كادت الرياح أن تعصف بالجمعية عندما فكرتم في الاستقالة خلال منتصف الموسم، ما أسباب ذلك؟ الاستقالة كانت بعد مرور الجمعيّة بضائقة مالية خانقة جدّا الى درجة أنّنا لم نجد المال الكافي لإستئجار حافلة لنقل اللاعبين، فجندوبة لها فريق كرة يد بجميع أصنافه والموارد الموجودة لا تكفي مصاريف الجمعية فأردنا أن نطلق صفارة خطر عبر تلك الاستقالة فكانت ايجابية نسبيا رغم توقعاتنا بأن يستجيب الأحباء لنداء الواجب بأكثر فعالية. * ... والتحكيم الأجنبي؟ التحكيم الأجنبي أظهر في مقابلة الدربي أنّه في مستوى عال وأدار المقابلة بكل اقتدار وفي تونس لنا الكثير من الحكام القادرين على النسج على منواله وأكبر دليل أنّ جلّ مباريات جندوبة هذه السنة أدارتها طواقم تونسيّة وحازت على الإعجاب، أريد أن أعرّج على كلمة قيلت في احدى الحصص التلفزية وهي «وكان يجيبو الأممالمتحدة ما تفكش مقابلة جندوبةوالكاف» وقد رأى كل من تابع المقابلة الظروف الطيبة التي أدار فيها الحكم الأجنبي المباراة دون أي مشاكل لأنّ الحكم الأجنبي ليست له ميولات كما استغربت من شيء وتأسفت له كثيرا وهو تعيين الحكم الرابع لهذه المقابلة. * ماهي أسباب هزيمتي جندوبة أمام قربة وأريانة؟ عدم التركيز واستسهال المنافس، مثلا في مقابلة الدربي كان عادل السليمي يوصي اللاعبين بعدم استسهال المنافس وضرورة احترامه لمدّة دقيقة. * فئة قليلة سعت الى عرقلة مسيرة الجمعيّة بكل الطرق، رسالتك إليها؟ لقد حققنا الصعود ومن أراد أن تكبر جندوبة الرياضية عليه أن يكبر معها. * هل من توضيح لحضور الجمهور بأعداد قليلة يوم مباراة الدربي؟ لقد جادت علينا هيئة أولمبيك الكاف ب 400 تذكرة فقط وربّما أرادت أن تزيد من حظوظ انتصارها وذلك بالحدّ من أعداد جماهير جندوبة وقد يكون شيئا مشروعا لها، لكن أرجو ألاّ يطغى هذا الأسلوب في التعامل بين الجمعيّات وأن يكون استثنائيا في هذه المقابلة. * بكم تقدر منحة الفوز على أولمبيك الكاف وهل هناك منحة للصعود؟ المنح موجودة والخير قادم وأريد التأكيد على شيء وهو أنّ لاعبينا والحمد لله صاروا يلعبون من أجل الأحمر والأسود فقط على عكس ماهو شائع. * متى تنتهي أشغال الملعب الفرعي؟ ستكون جاهزة خلال فصل الصيف. * الجمهور يسأل عن المدارج الإضافية؟ إنّها في برنامج البلديّة وستكون جاهزة في مفتتح السنة القادمة بسعة 600 متفرّج. فريق جندوبة ليس في حاجة الى مدارج اضافية فقط بل هو في حاجة الى ملعب ثان يكون بعيدا عن المناطق السكنية. * هل هناك عجز مالي؟ وبكم يقدر؟ بطبيعة الحال كل الفرق تعاني من ذلك بالنسبة لجندوبة يقدر العجز ب 150 ألف دينار. * سألني طفل بكل براءة «علاش ماثمش يومية لفريق جندوبة؟» أن نخلق نشاطا اشهاريا من بيع الأزياء الى اليوميات.. وكل ما من شأنه أن ينعش الخزينة المالية كلّ هذا مفقود في الفرق الصغرى لغياب من يقوم بذلك أعطيك مثالا في السنة الماضية انتدبت جندوبة متصرّفا حائزا على شهادة عليا فكثرت الاحتجاجات بسبب دفع راتب له. للأسف مازال البعض لا يفهم أن لكل جمعيّة ادارة قائمة الذات، وتقاسم الأدوار ضروري لنجاح أي عمل فهل يعقل أن يشرف رئيس الجمعيّة على بيع التذاكر وعلى حفظ الأثاث؟ طبعا لا. فالترجي أو النادي الصفاقسي يُشغّل كل منهما ما يزيد عن 100 موظف، لابد من رفع مستوى التفكير لتكبر الجمعيّة. * تغيير المدربين انعكس سلبا أم ايجابا على الفريق؟ لو انعكس سلبا لما حققنا الصّعود. * ألا يعود الفضل في ذلك للاعبين الذين تأقلموا مع ممرنين خلال فترة قصيرة؟ 33 مدربين فقط لأنّ رضا السعيدي يعمل في صلب الجمعية فهو مدرّب فريق الأمال (بطل الوطني ب) وابن الجمعيّة وقد لبّى نداء الواجب فشكرا له على النتائج التي حققها وشكرا للاعبين الذين كانوا منضبطين وانسجموا مع كل اطار. * هل حصلت الجمعيّة على مستحقاتها من صفقة بيع محمد العبيدي، علما وأنّ الزّحاف صرّح في احدى القنوات التلفزية أنّ لا ديون على النادي الصفاقسي؟ لقد حصلت الجمعية على جزء من المال والباقي سيأتي في الأسابيع القادمة. * هل ستواصلون رئاستكم للجمعيّة؟ الفكرة غير مطروحة في الوقت الحاضر والسؤال سابق لأوانه،، الموسم لم ينته ولنا كأس الرابطة نطمح للفوز بها. * سبق لعثمان جنيّح أنّ مهّد الطريق لمعز ادريس وذلك بانتداب مدرّب كفء ولاعبين ممتازين فهل ستحذون حذوه؟ لقد ترأست الهيئة من 95 إلى 99 وبعد رحيلي عبّرت على استعدادي للعمل حتى ولو في صلب الهيئة الجديدة ليس لي أي مشكل المهم أن تكبر ال «جي آس» وجوابي مازال نفسه لم يتغيّر. * لو تخلّيتم هل من وصايا للرئيس القادم؟ التخلّي مازال سابقا لأوانه فالأهداف الرئيسية للهيئة هي بناء فريق جدير بالوطني «أ» ليس فقط قادرا على البقاء بل قادرا على جني الألقاب وهذا اذا توفرت الظروف الملائمة من ادارة وإشهار والتزام كل فرد بدوره دون التدخل في شؤون الثاني كما أؤكد على الانضابط في التسيير بدْءًا بالمسيّر الأوّل فهو مرآة الفريق في التسيير وفي حسن استقبال الضيوف والتحلّي بالرّوح الرياضية وإذا غاب هذا الانضباط ستعمّ الفوضى كامل أفراد الفريق. هناك من يجري وراء النتيجة فقط فيخسرها لأنّ مفتاح النجاح هو الانضباط في كلّ أمور التسيير. * كلمة الختام أهنئ جمهور جندوبة وأبلّغهم أنّ الجمعية في حاجة إليهم والى دعمهم المادّي والمعنوي لنضمن تألق الفريق وشكرا لجريدة «الشعب» على اهتمامها.