تحت اشراف الاتحاد الجهوي بصفاقس وبحضور جامعة الاشغال العمومية والاسكان وفي جو حماسي تخللته شعارات تجسد التضامن والوحدة كشرط لتحقيق المطالب نفذ اعوان الادارة الجهوية للتجهيز والاسكان بصفاقس يوم 16 ماي 2007 اضرابا عن العمل تجسيدا وتفعيلا لقرار هيئتهم الادارية القطاعية المنعقدة بتاريخ 25 افريل 2007 دفاعا عن مطالبهم القطاعية المزمنة وتصديا للقرارات والاوامر الضاربة للحقوق المكتسبة للاعوان خاصة الامر عدد 75 لسنة 2007 المؤرخ في 15 جانفي 2007 والتي لم تجد من سلطة الاشراف غير المماطلة والتسويف بل انها تمادت في نهجها المتصلب بالتضييق على حق الاعوان في منحة التنقل عبر تغيير القانون المنظم لهذه المنحة والضغط على الاعتمادات المرصودة تكريسا لسياسة التقشف وهي سياسة تستهدف الحقوق المكتسبة للاعوان وتمس حتى من النشاط العادي للمؤسسة (عدم توفير قطع الغيار للمعدات واهمالها وعدم صيانتها لتمكين المقاولين من الانشطة التابعة للوزارة (كتعبيد الطرقات فريق العلامات الارضية فريق الصيانة). وقد حمل الاعوان سلطة الاشراف والادارة الجهوية بصفاقس مسؤولية تردي المناخ الاجتماعي من خلال تسريع وتيرة التفويت في عديد المهام للخواص واختراق المؤسسة عن طريق شركات السمسرة باليد العاملة وتجميد الانتدابات لما لهذه السياسة من انعكاس مدمر على المستقبل المهني والاجتماعي للاعوان، كما عبر الاعوان عن احتجاجهم على حرمان الفنيين والاداريين من منحة التكاليف الخاصة وسد ابواب الترقية وفتح الافاق المهنية امامهم مما حرم عديد الاسلاك كالاداريين من الترقية لأكثر من 20 و 25 سنة. وبعد تقييم نجاح الاضراب والاعلام حول واقع القطاع وآفاق التحرك في المحطات المقبلة تناول الكلمة الاخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل والذي كان مرفوقا بأعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل وعديد الاطارات النقابية بالجهة منوها بالنضالات التي يخوضها اعوان التجهيز والاسكان وهو دليل على ان هذا القطاع يختزن طاقات نضالية خلاقة تجسدت في التحركات والنضالات التي خاضها القطاع والجهة دفاعا عن حق اعوان التجهير الذين يعيشون في اوضاع مهنية واجتماعية متردية نتيجة لسياسة الوزارة الرافضة لمطالب الاعوان خاصة القطاعية منها، وقد اكد على ان زعيم الحركة النقابية والوطنية الشهيد فرحات حشاد كان ابنا من ابناء هذا القطاع وبالتالي ليس لنا من خيار غير تمثل مبادئ وثوابت حشاد في التضحية والتضامن امام تيار العولمة الجارف الذي يستهدف المكاسب الاجتماعية على ضآلتها كالصحة والتعليم والتقاعد وخوصصة المؤسسات العمومية التي شيدت بعرق وتضحيات الشغالين وتمكين الرأسمالي الاجنبي من الاستحواذ على قطاعات استراتيجية: شركة اتصالات تونس المطارات الموانئ الكهرباء والغاز وتمرير خوصصة بدون ثمن وهي ما يسمى (الإفراق) في ديوان التطهير المياه، حيث تقدم لقمة سائغة للرأسمال الاحتكاري تطبيقا لتوصيات البنوك المالية العالمية، كما اكد على دعم الاتحاد لكل النضالات التي يخوضها الشغالون في ظل وضع يتسم بالهجوم على المكاسب الاجتماعية والتضييق على الحق النقابي ونسف المقدرة الشرائية للشغالين والارتفاع الجنوني للاسعار وتجميد الاجور وتنصل الدولة من دورها التعديلي في الصحة والتعليم والمواد الاساسية وتحولها الى جهاز جبائي وأمني ومن جهته بين الكاتب العام للجامعة ان قطاع التجهيز والاسكان قد دخل مرحلة نضالية متقدمة منذ سنتين حيث قام بعديد التحركات والاضرابات في عديد الجهات مما اجبر الوزارة على التراجع عن ربط الترقيات بالاعتمادات وترسيم عملة العنوان الثاني وتمكين العمال من منحة خصوصية (منحة التكاليف الخاصة والترفيع في منحة المسؤولية والكيلومترية التي لم ترفع منذ فترة الاستعمار المباشر) وسنواصل النضال من اجل تعميم هذه المنح الخصوصية على اسلاك الاعوان: فنيين، اداريين وعملة حيث ان القطاع مازال متمسكا بهذه المطالب الخصوصية التي لن تتحق الا بفرض موازين قوى واستعداد دائم للنضال والتضحية خاصة ان الوضع الاجتماعي المتردي وضرب الحريات العامة والفردية وخنق الجمعيات والمنظمات المستقلة (كالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان جميعة القضاة...) وانتشار ثقافة الميوعة والتفسخ والتجهيل يؤثر في مناخ النضال النقابي الذي يخوضه الشغالون تكريسا لثوابت منظمتنا في الدفاع عن الاستقلالية والديمقراطية كفضاء للتنوع والتعدد وحرية التعبير والنضالية كأداة للنضال ضد الحيف الاجتماعي ومن اجل العدالة الاجتماعية. وقد عبر الاعوان عن تجندهم للدفاع عن الحق النقابي وتنديدهم بالمحاكمة الصورية التي يتعرض لها الاخ يوسف العوادني عضو الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس نتيجة قيامه بواجباته النقابية والنضالية واستعدادهم للتصدي لكل الاجراءات التي تستهدف حقوق الاعوان المكتسبة: الترقيات منحة التنقل واستعدادهم للنضال بجميع الوسائل المشروعة والدخول في اضرابات جهوية تاركين لهياكلهم النقابية تحديد رزنامة وتاريخ هذه الاضرابات.