سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قطاع الفلاحة «تاعب» والمناجم تناساها الجميع والدولة مطالبة بعدم التخلي عن لعب دورها في جهة حدودية إبراهيم القاسمي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالكاف في حديث خاص ل «الشعب»:
كيف يمكن للواحد منا ان ينظر للواقع الاجتماعي والاقتصادي لولاية الكاف بعيدا عن لغة الارقام؟ سؤال جائز لا محالة.. لكنّ ماذا لو انطلقنا في رصدنا للاوضاع من دراسة علمية اكاديمية كان اعدها قسم دراسات الاتحاد العام التونسي للشغل هذا القسم الذي يشرف عليه الاخ محمد السحيمي وبما انني واحد من الذين عاشوا واقع الجهة وأولى مراحل بداية اعداد تلك الدراسة التي تشخص حقيقة الأوضاع. فلابد لي من توجيه تحية خاصة الى المكتب الجهوي لاتحاد الشغل بالكاف على سعيه الدؤوب لخدمة الجهة، كما عليّ ان اشكر الاستاذان سامي العوادي وعبد الستار السحباني لمساهمتهما الفاعلة في اعداد هذه الدراسة التي مازالت لم تحظ بإهتمام السلط الجهوية في الكاف والتي كان من الممكن الاعتماد عليها للانطلاق في التأسيس لمرحلة عمل اخرى وبما ان ذلك لم يحصل كان لابد ان يكون هذا الحديث مع الاخ ابراهيم القاسمي الكاتب العام للاتحاد الجهوي بالكاف ليضع النقاط على الحروف. قبل البدء هل تحسن الوضع الاقتصادي بالكاف؟ في اي اتجاه سيتحسن والامور تسيرنحو الاسوأ في غياب من يتابع حقيقة الاوضاع لن اذيع سرا اذا قلت انّ الامور «تاعبة» بما انّ المنطق الذي يسود هو منطق التسريح وغلق المؤسسات سواء الكبرى او الصغرى منها وحتى المشاريع التي يبعث بها بعض الخواص فانها سرعان ما تعرف الصعوبات والافلاس سواء بارادة بعضهم او عن غير ارادة لذلك فان الوضع الاقتصادي معطل الى ان يأتي ما يخالف ذلك. واجتماعيا كيف هي امور المواطن الكافي؟ انه وضع صعب جدّا في ظلّ تعدد العاطلين عن العمل لذلك اضطر اغلبهم للنزوح الى المدن الساحلية بحثا عن لقمة لسد الرمق، كما انّ فيهم من ذهب لمواصلة دراسته الجامعية، كذلك نجد من نزح بحثا عن ظروف تداوي جيدة بما انّ المستشفى الجهوي بالكاف لم يعد يفي بالحاجة، كل هذا يعني انّ ولاية الكاف يزداد وضعها بؤسا وصعوبة في غياب مستلزمات العيش الكريم وهذا يحيلنا طبعا للحديث عن البنية التحتية من طرقات وجسور بما انها اضحت رديئة جدا ولا تساهم بالقدر الادنى في تحسين الظروف الاجتماعية. اين الحل في ظلّ هذا الواقع الذي اقل ما يقال عنه انه صعب؟ الظروف الصعبة التي تعرفها ولاية الكاف منذ سنوات كان يفرض على الدولة التدخل العاجل لمعالجة الاوضاع مع عدم التخلي عن المؤسسات العمومية حتى تتمكن الكاف وهي جهة حدودية من لعب دورها التوعوي والانساني، اليوم اعتقد جازما انّ على الدولة ان تنظر بواقع جديد لمثل هذه الجهات حتى يكون الحرص اكبر على صيانة مكتسبات البلاد والعباد.. لكنّ اين دور المجتمع المدني في كل هذا الحاصل؟! مرة اخرى اجد نفسي مرغما على القول «شيء ما ثمة» في الكاف لا توجد قاعة سينما فكيف يمكن لنا ان نتحدث عن دور الاحزاب والجمعيات في حماية هذا المواطن الذي همه الوحيد توفير الخبز اولا واخيرا لانه لا يمكنه ان يبحث عن الكماليات في ظلّ راهن صعب وصعب جدا... والسلط الجهوية فيما يتمثل دورها؟! لن اذيع سرا اذا قلت انّ الوالي الجديد للكاف منذ تسميته على رأس الولاية لم يكلف نفسه استقبالنا ليتبادل معنا وجهات النظر في بعض المسائل، هنا اقول ألسنا شركاء في التنمية وفي تنفيذ المشاريع المزمع انجازها وبعثها تحدثوا هنا في الكاف واطنبوا في تعداد مزايا المخطط 11 والحال انّ الاوضاع باقية على حالها، بما انّ لا منطق سائد في اللغة المتحدث بها إلاّ لغة الوعود وهنا يصبح من الضروري الحديث عن مشروع وادي سراط بما انّ الاعتمادات رصدت والدراسات انجزت والصحف كتبت لكنّ متى ستكون الانطلاقة؟ هذا هو الاهم..؟! ام ان نوفر للبعض عملا عرضيا ثمّ بعد مدة نتخلى عنه فإنّ هذا لم يعد ممكنا..؟ العمل الوقتي مرحلة ام ان يتواصل ويدوم فانّ هذا لا يوفر كذلك الحل.. هناك من يحمّل حقيقة تردي الاوضاع للمكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بالكاف الذي تخلى عن لعب دوره الريادي ؟ نحن كمكتب اتحاد جهوي سعينا منذ تولينا المهمة الى تحريك وضع عرف الكثير من الركود وككل عمل انساني نجحنا وفشلنا لكنّ المتأكد انّ الدراسة الاجتماعية والاقتصادية التي اعددناها بالتعاون مع قسم الدراسات وحدها كفيلة بتأكيد سعينا الجاد لخدمة الجهة، تلك الدراسة التي اردناها مؤشرا لمزيد التحرّك لانقاذ الجهة ولكنّ ماذا علينا ان نفعل امام لا مبالاة بعضهم!!! لكنّ هذا كله لا ينفي اننا هيكلنا قطاعات مثل الفلاحة والعدلية والبلديات والمالية والتعليم الاساسي والثانوي والارشاد وهنا عليّ توجيه تحية كبيرة لاعوان المالية بما انّ الادارة ضغطت عليهم بشكل كبير خلال اضرابهم الشرعي لكنهم كانوا كالرجل الواحد دفاعا عن مطالب يكفلها لهم القانون. هل تحسنت الاوضاع داخل معمل المحركات بساقية سيدي يوسف؟ المعمل كان يشغل اكثر من 100 عاملا لكنّ المستثمر الجديد تخلص من اكبر عدد ممكن من العمال ليصبح العدد في حدود 24 عاملا فقط، هذا المستثمر تخلى عن العمال بطريقة غير شرعية من خلال الضغط عليهم وذلك بايقاف اجرة اشهر من خلال تفقدية الشغل التي لا تطبق الاتفاقيات او حتى محاضر الجلسات، هنا يكون الحل في الاضراب لكنّ الى متى ستتواصل الامور هكذا؟ وقبعات ملاق ماذا عنها؟ عمد المستثمر كذلك الى التخلي عن عديد العاملات من خلال مقاييس عمل مجحفة ضمن آليات عمل قديمة وظروف عمل صعبة جدا، النقابة تخلوا عنها، والادارة تطبق اتفاقيات سنة 1972 لكننا كاتحاد جهوي نسعى دائما للمحافظة على مواطن الشغل حتى من خلال التنازل عن بعض الاشياء. سي ابراهيم، رغم كل هذه المجهودات المبذولة والنوايا الحسنة في السعي للمحافظة على ديمومة بعض المؤسسات الاّ انّ هناك من يضعكم في موقع الاتهام؟! نحن نسعى لارضاء ضمائرنا اولا من خلال تحمل مسؤولية ان نكوّن ممثلين للعمال لنلعب كذلك دورنا في مشهد التنمية في الجهة، لكنّ هذا لا ينفي اننا وبلغة الارقام ومنذ انعقاد مؤتمرنا في 3 جانفي 2007 اي منذ 4 اشهر عمل عقدنا 8 اجتماعات للمكتب التنفيذي كما عقدنا 25 اجتماعا عاما واشرفنا على تجمعات عمالية في التعليم الأساسي والصحة والبلدية والمغازة العامة والثانوي والبريد والاتصالات والارشاد وعملة التربية والفلاحة والمالية والنقل كما ساهمنا بشكل فاعل في انجاح الاضرابات الوطنية والجهوية والتي كان عددها ,11 وتواجدنا في السوفات والتجهيز، كما أقمنا 12 ندوة للاطارات النقابية بجهة الكاف وهي التي مست قطاعات التعليم الأساسي والثانوي والتأطير وعملة التربية والصحة والفلاحة كل هذه الندوات شملت 180 اطارا نقابيا والنقابات الاساسية والجهوية والفروع الجامعية اما عن المواضيع المطروحة فقد مست الاشكال اللانمطية للعمل والتأمين على المرض مع يوم دراسي للبلديات بالتعاون مع جامعة البلديات كما عقدنا اكثر من 10 جلسات صلحية مع متفقد الشغل، زائد اشرافنا على بعض التظاهرات مثل اليوم العالمي للمرأة وغرة ماي ويوم الارض، كما سعينا لبعث موقع للاتحاد الجهوي للشغل بالكاف على الانترنات ، وتبقى ابواب الاتحاد الجهوي بالكاف مفتوحة امام كل من يرغب في اقامة انشطة او تقديم مقترحات تؤسس لقادم افضل. وماذا عن الافاق؟ رغم اننا لا ندعي توفر الافاق لان الحل والربط بيد من تهمه تنمية الجهة لكنّ عليّ القول انّ القطاع الخاص، قطاع هش في ولاية الكاف في غياب المؤسسات والمبادرات والانتدابات وحتى المجلس الجهوي الذي يضم 110 اطارا فهو ساع لتقديم الافكار التي من شأنها ان تساعد على تغيير هذا الوضع الصعب. ماهي مشاكل الفلاحة في الكاف؟ اكتفي بالقول انها لم تقم بدورها كما يجب كما انّ التنمية الجهوية ركزت في السنوات الاخيرة على الفلاحة السقوية لكنّ في السوق الكافية كل شيء تقريبا يأتي من الولايات المجاورة. الفلاحة في الكاف مشاكلها كثيرة وسأكتفي بذلك. وقطاع المناجم ماذا عنه؟ لقد تركوه «للقدر» تخلوا عن جهة كاملة كانت تشغل آلاف العمال، الحقيقة الوضع فوق كل احتمال فالافراق هو ضرب مباشر للمؤسسات العمومية معمل الاسمنت بأم الكليل ناجح لذلك سعوا لتطبيق آلية الافراق لافلاسه او لنقل هي طريقة اخرى لخوصصته. وحتى نلتقي؟ في ظلّ هذه الظروف الصعبة لولاية الكاف يبقى الاتحاد الجهوي للشغل بالكاف مركز الاشعاع الوحيد الموجود بجهة عانت طويلا من عدم الاهتمام بها، نعم المواطن الكافي ينتظر منا الكثير ونحن نتحرك في حدود ما يوفره لنا القانون، نحن نناضل لاجل ان تبقى ولاية الكاف عامرة بأهلها، لكنّ هذا المسعى يقابله بعضهم بالجفاء او بالتسويف او بعدم تطبيق ما تمّ الاتفاق في شأنه، نحن نسعى لاعادة تشغيل بعض المسرحين كما نسعى للمساعدة في توفير رخصة او ما شابهها نحن ايادينا مفتوحة للعمل والمساعدة والمساندة، فقط على اهل القرارات ان يشمروا على سواعد العمل ولا شيء غير العمل