ما هي الانعكاسات او التأثيرات المرتقبة لقانون التأمين على المرض على المتقاعدين؟ وكيف تبدو آفاق العلاج والتداوي بالنسبة اليهم في ظل تخوفات من عدم قدرة ملاءمة القطاع العام للواقع الذي يفترض أولا ان يتم فيه تأهيل هذا القطاع؟ وهل بامكان نسب الانخراط المتفق عليها الى حد الان الايفاء بالحاجة ام ان النية مازالت تتجه نحو البحث عن موارد تمويل اضافية؟ ما مدى نجاح تجارب بعض بلدان مثل المغرب والجزائر او الواقعة على ضفة المتوسط مثل فرنسا؟ هل لهذا النظام الجديد تأثير على الاتفاقيات الثنائية التي تربطنا بها علاقات تعاون اجتماعي. هذه التساؤلات وغيرها مما يتعلق بالتقاعد وأوضاع الصناديق الاجتماعية أفرزتها النقاشات التي تعاطاها المتقاعدون اثر المحاضرة التي قدمها الاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن قسم التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية في اليوم الدراسي الذي نظمته يوم الاربعاء 6 جوان 2007 الجامعة العامة للمتقاعدين. من أجل فهم جيد الظروف الصحية للأخ سعيد الحداد الكاتب العام لهذه الجامعة جعلته يكتفي في افتتاح اشغال هذا اليوم بتقديم تحية ترحاب بإخوانه المتقاعدين الذين جاؤوا من عدة مناطق داخلية ويقدم تحية شكر وامتنان للاتحاد العام التونسي للشغل على ما يوليه للمتقاعدين من اهمية ورعاية مؤمنا بدورهم النقابي في ظل الواقع المعايش والمستقبل. وتعبيرا عن انشغالات المتقاعدين تحدث الكاتب العام المساعد للجامعة عن حرص هذه الجامعة على مواكبة النضالات اليومية للمنظمة الشغيلة والتزام منخرطي الجامعة بتوجهات المنظمة ومبادئها واسنادها في الدفاع عن الملفات العامة وذات الصلة بالواقع الاجتماعي سواء بالنسبة للعمال النشيطين او المتقاعدين وهو المنطلق الذي قال عنه انه دفع باتجاه تنظيم هذا اليوم الدراسي من اجل فهم جيد لمسألة التأمين على المرض ومحاولة سبر تأثيراتها على واقع المتقاعدين. عرقلة تأسيس النقابات وكانت المناسبة سانحة ايضا لحضور الاخ عمارة العباسي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة والذي تربطه علامات فارقة في تأسيس هذه الجامعة من خلال متقاعدي مناجم الجنوب. الاخ عمارة العباسي أبدى تجديدا راسخا لإيمانه بدور نقابات المتقاعدين في الحركة النقابية المستقبلية وجاء على شرح وتبسيط بعض العوائق القانونية التي رافقت تأسيس هذه الجامعة خاصة على مستوى بعض فصول مجلة الشغل وقال ان التأويلات التي حاول البعض من خلالها عرقلة بعث هذه الجامعة انما الغاية منها تقليص مساحات انخراطات صلب المنظمة الشغيلة المؤمنة بالدور المستقبلي لفئة المتقاعدين. والمعرفة سلاح جيد امتدت مداخلة الاخ رضا بوزريبة على مساحات متنوعة جاءت لتبسط وتحلل نظام التأمين على المرض في صلة بأصل القانون وتفاصيله وأجزائه وفي صلة بواقعه وآفاقه وتأثيراته على كل العمال سواء النشطون منهم او المتقاعدون. ومن ابرز عناوين هذه المداخلة نجد كيفية العلاج بالنسبة لمنخرطي الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية وكيفية العلاج في القطاع العام واهم المحاور التي ارتكز عليها مشروع اصلاح التأمين على المرض. وجاء في المداخلة ايضا تبسيط لمحتوى النظام القاعدي الاجباري وتمويله وكذلك شرح تطرق العلاج والاختيارات المطروحة ونظم استرجاع المصاريف، كما بينت المداخلة انواع الامراض التي يتكفل بها صندوق التأمين على المرض وطرق الايواء الاستشفائي وخلاص الخدمات الصحية وعرفت المداخلة الخدمات العلاجية الخارجية والاقامة الاستشفائية وحلل المحاضر اجزاء المصاريف المحمولة على كاهل المنتفع بالخدمات الصحية بعنوان المعلوم التعديلي. وانتهى المحاضر الى ابراز العناوين الكبرى لأهم ما جاء في الاتفاق المبرم بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة في 8 ماي 2004 وخاصة على مستوى تأهيل القطاع العمومي وتمكين كل المضمونين الاجتماعيين من الاختيار بين المنظومات الثلاث المطروحة وتسقيف المعلوم التعديلي والمحافظة على الحقوق المكتسبة والتأكيد على استمرار مصحات الضمان الاجتماعي في اسداء خدماتها. الفشل هناك لا يعني الفشل هنا وحول بعض التساؤلات التي أثيرت أجاب الاخ رضا بوزريبة ان نسبة التمويل قد تكون محل مراجعة بعد ثلاث او اربع سنوات عبر تقييم تشارك فيه الاطراف المسؤولة وأجاب عن سؤال يتعلق بتجارب بعض البلدان المجاورة (المغرب والجزائر وفرنسا) ان فشل هذا البلد او ذاك لا يعني بالضرورة الفشل في بلد ثان ثم اجاب بكثير من التخوفات حول تواصل عجز الصناديق الاجتماعية وخاصة الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية رابطا ذلك بتسريح العمال وغلق ابواب الانتدابات وتواصل البطالة وبين ان لا تأثير لهذا النظام على الاتفاقيات الثنائية خاصة مع فرنسا وتحدث حول ما تفكر فيه المنظمة الشغيلة من احداثات اسس دعم ورعاية للمتقاعدين علي مستوى حفض الضرائب وتقنين القروض وما يراه المتقاعدون على صلة بواقعهم.