هذه المرة لن نتحدث عن مواطنة بل عن المواطن الذي يتكبّد في الغالب مشاق المصاريف وتوفير الأموال لكل المناسبات والأعياد والحفلات إضافة الى المصاريف اليومية التي تتزايد من يوم الى آخر. ومواطننا هذه المرة شاب قارب الثلاثين من العمر لم يبدأ العمل القار إلا منذ أشهر قليلة. تنطبق قصته على الآلاف من الشبان التونسيين أيام العيد على وجه الخصوص. كان «رياض» قد خطب مؤخرا فتاة من أقاربه بغية إتمام نصف دينه بعد أن وجد عملا قارا ظلّ يبحث عنه لفترة طويلة كان عيد الفطر أول مناسبة تأتي بعد الخطبة وبالتالي كان على رياض أن يحمل «الموسم» لخطيبته، ظن أن الأمر سهلا لن يتعدى هدية يختارها هو على طريقته وبعض الحلويات وينتهي الأمر. ولكن قبل العيد بيومين أو ثلاثة سألته خطيبته متى سيأخدها لإختيار وشراء «موسمها» إستغرب الأمر لأنه ظن عكس ذلك . ولكن الخطيبة طلبت منه بكل جرأة أن يشتري لها ما تطلب حتى تتباهى أمام زميلاتها في العمل وجاراتها بهذا الخطيب وبما يأتي به . طلبت أن يهديها في العيد أو في أول «موسم» لهما معا ملابس فاخرة وقطعة من المصوغ اضافة الى الأشياء العادية من حلويات ومشروبات لم يصدق «رياض» ذلك وطلب منها أن تختار واحدا وتتنازل عن الأشياء الأخرى والتي بدت له غير ضرورية بالمرة وله الحق في ذلك. وبعد جدال كاد أن يتحول الى عراك لم تتنازل الخطيبة إلا عن القليل مما طلبته ولم يبق لمواطننا سوى القبول وتلبية رغبات خطيبته كغيره ممن يعانون من طلبات المرأة اللامنتهية.